(فسانيا/عائشة التواتي)
أقيمت ورشة العمل التدريبية حول ” الشباب والمشاركة المدنية” التي تشرف عليها اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب اليونسكو بالقاهرة بفندق راديسون بلو بمدينة طرابلس لمدة خمسة أيام متتالية خلال الأسبوع الماضي .
ونقل أ. عبد الله المقطوف أمين شعبة اليونسكو الذي ألقى كلمة نيابة عن أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم د. عبد المنعم أبولائحة تحياته وتمنياته بتحقيق الأهداف والنتائج المرجوة منها من خلال مشروع شبكات شباب المتوسط الذي تدعمه منظمة اليونسكو والحكومة الكندية في كل من ليبيا، تونس ، المغرب، والأردن آملا أن يفضي لذات النجاح أسوة بالدول الأخرى في نشر ثقافة السلام. ورحب أ. إسماعيل أبو منيار منسق برنامج “تمكين الشباب في بناء السلام” بالمكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة المشاركين من كافة أنحاء ليبيا للمساهمة في تحقيق نهضة ليبيا وتفعيل الخير وبناء مجتمع السلام فيها ، ودرْء التطرف والتصدي لخطاب الكراهية عبر الإنترنت وانتهاج الوسطية ونبذ كل ما يخالف ذلك. وأضاف أن هذه الورشة تشكل نشاطا ختاميا لمشروع “شبكات شباب المتوسط” وهو مشروع إقليمي رائد تنفذه اليونسكو منذ عام 2014 ، ويشمل 9 بلدان من الحوضين الشرقي والغربي للبحر المتوسط من ضمنها ليبيا وينتهي في ديسمبر 2018 ، حيث ساهم في تعزيز مشاركة الشباب الفعالة في وضع الإستراتيجيات والسياسات الوطنية التي تؤثر عليهم ، وذلك من خلال بناء قدرات المنظمات الشبابية وتعزيز إقامة الشبكات فيما بينها ، وتفاعل الشباب مع وسائل الإعلام وتطوير الشباب وتسهيل انتقالهم إلى سوق العمل، وحرص د. منذر الحرم مدرب دولي ومشرف الدورة على لفت انتباه المشاركين على ضرورة التركيز على محتوى المحاضرات والتدريب الجيد الذي يؤدي لأخذ زمام المبادرة لدفع عجلة التقدم في ليبيا. واشتمل برنامج اليوم الأول على محاضرة ” أهمية التخطيط” في جلسة العمل الأولى أعقبها تدريبات عملية لترسيخ المفاهيم بالتخطيط وتنمية القدرات الفعالة التي لديها المبادرة للعمل على تحسين وتطوير المجتمع والدولة.
وفي اليوم الثاني عقدت الجلسة الأولى لليوم الثاني لورشة العمل التدريبية حول” الشباب والمشاركة الميدانية “ حيث اشتملت على محاضرة د. منذر الحرم مشرف ومدرب لهذه الورشة بعنوان” أساسيات التدريب” بيّن فيها للمشاركين الكيفية لإعداد ” المدرب المحترف” القادر على تطبيق أساسيات التدريب الحديثة، وتوصيل المهارة والمعلومة والمعرفة للمتدربين، حيث تم تطبيق بعض المهارات وتقديمها من قبل المتدربين. وفي الجلسة الثانية اطلع المشاركون على نظريات التدريب واكتساب المهارات الهامة للمدرب مثل : مهارة التركيز ، تعيير إيقاع الدورة عن طريق استخدام إستراتيجيات التدريب الحديث : العصف الذهني ، دراسة حالة ، حل المشكلات ، لعب أدوار ، واستخدام النقد والتحليل ، وتم تطبيق هذه المهارات داخل القاعة. وفي الجلسة الثالثة من اليوم الثاني للورشة ، تم التركيز على الجانب العملي والتطبيقي للمهارات التي تم دراستها ومناقشتها مع المتدربين ، وإكسابهم مهارة التقييم بطريقة إيجابية محفزة. وفي اليوم الثالث للورشة عقدت الجلسة الأولى بمحاضرة عن”غرس القيم الإنسانية العالمية ودرء خطاب الكراهية والحقد بين الشعوب” للدكتور منذر الحرم ، تم التركيز فيها على القيم الإنسانية : قيمة الحب ، السلام ، التعاون ، والانضباط من خلال دراسة بعض الحالات العالمية لنشر الحب والسلام في العالم. وخصصت الجلسة الثانية للتدريبات العملية على إسقاط هذه القيم الإنسانية على سلوك المدربين المنخرطين في الدورة لتمكينهم من نشر هذه الثقافة. وفي الجلسة الثالثة تم استخدام أسلوب المحاكاة ، وعرض أمثلة للمتميزين في العالم دون تعصب لبلد ، أو دين أو لغة أو ثقافة للاستفادة منها وتحفيز المتدربين على تطبيق مهاراتهم للنأي عن التطرف ومحاربته بالتدريب والتطوير وتغيير السلوك وإكساب المهارات وغرس القيم الإنسانية لبناء عالم جديد مبني على الحب والسلام بعيدا عن الكراهية والتطرف.
وفي فعاليات اليوم الرابع للدورة التدريبية حول ” الشباب والمشاركة المدنية” تصدرت محاضرة ” مهارات العرض والتقديم” للأستاذ بهاء الجامة مدرب بالدورة حيث ضمّن فيها الكيفية المثلى لطريقة التدريب المعتمدة على العروض وكيفية إعدادها بانتهاج الأساليب الجاذبة والدقة في تصميم الشرائح و الابتعاد عمّا يشوش الأذهان ، إضافة إلى ما يجب أن يتميز به المدرب من مهارات تسهم في تسيير العروض بإلقاء وأداء مبهر. إثر ذلك قسم المشاركون لمجموعات لإجراء تدريبات على استخدام أدوات الإلقاء على أن يتم التقييم من المجموعات أنفسهم وتطبيق ما تم استيعابه من المحاضرة. وكانت الجلسة الصباحية لليوم الختامي للدورة التدريبية حول “الشباب والمشاركة الميدانية” بمحاضرة أ. بهاء الجامة عن الحقيبة التدريبية التي تحوي العديد من المصطلحات الهامة يتم استخدامها بغية معرفة هذه المصطلحات في علم التدريب ،ثم التعريف بالحقيبة التدريبية المكونة من: مذكرة التدريب، أدواته ، ودليل المدرب ، وأجريت مناقشات عقب التطبيق لترسيخ مفاهيم متعلقة بأسس المحاضرة. وفي الجلسة الثانية ألقى د. منذر الحرم محاضرته عن ” التفكير الإيجابي وإسقاطه على المدربين” وضح فيها ضرورة تغيير التفكير السلبي السائد لدى الشباب ، والابتعاد عما يحدث البلبلة والتشويش الذهني واتحاذ كافة ما يؤهل الشباب ليصبحوا بدورهم مدربين لأقرانهم وقادة التغيير الإيجابي في المجتمع.
وقدم د. منذر الحرم في الجلسة الثالثة ملخصا وافيًا عن فحوى الدورة، وحث المدربين على ضرورة ترسيخ المهارات والمفاهيم الإيجابية وغرس قيم الحب، والسلام، والتعاون، التي من شأنها أن تدفع بعجلة التقدم ورفعة المجتمع والأفراد بعيدا عن الغلو والتطرف والعمل على محاربة الإرهاب. وفي ختام الدورة تم تبادل الكلمات من قبل أمين شعبة اليونسكو باللجنة الوطنية ، ومشرف الدورة ، ومنسق مشروع “تمكين الشباب في بناء السلام” بالمكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة أوضحت في مجملها ضرورة التزام المدربين بمحاور الدورة ، والعمل على إحداث التغيير الإيجابي المنشود لتحقيق أهدافها.