يقول بعض العلماء:- كل الحسنات لها أجر معلوم إلا الصبر، فإنه لا يحصر أجره لقوله تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» [الزمر 10[.
وأشار إلى أن الناس تحصر الصبر في نوع واحد وهو الصبر على البلاء، منوهًا بأنه 3 أنواع
** الصبر على طاعة الله، وهو أفضلها،
** والصبر عن معصية الله عز وجل،
** الصبر على -البلاء- امتحان الله عز وجل، موضحاً أن المراد بالصبر على الطاعة-:
الصبر على أداء العبادات والطاعات التي فرضها الله سبحانه على عباده المسلمين؛ لأن النفس بطبعها تنفر عن العبودية وتشتهي الربوبية ، وذلك لثقل أداء العبادات ولا سيما عند تسلط الشيطان وغلبة الهوى وحب الركون إلى الراحة والخمول والكسل.
وايضا: من العبادات ما يثقل على النفس أداؤها بسبب الكسل كالصلاة، ومنها ما يثقل على النفس أداؤها بسبب البخل كالزكاة، ومنها ما يثقل على النفس أداؤها بسببهما معا، كالحج، فالصبر على الطاعة صبر على الشدائد ، وحاجة المسلم إلى هذا النوع من الصبر لا شك حاجة ماسة، وفيه جاء قوله جل شأنه خطابا لرسوله صلى الله عليه وسلم: «رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا» (سورة مريم الآية: 65(.
العبادة التي تجمع أنواع الصبر وهي الصوم، يقول الشيخ إن أيام شهر رمضان أيام مباركة قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم هي أيام الصبر ، وقد أوصى النبي أصحابه بصيام هذا الشهر وقال : “صم شهر الصبر رمضان وثلاث أيام من كل شهر”.
وأضاف:- يجب على الصائم التحلي بصفة الصبر التي قال عنها النبي بأنها خلق الصائمين، ولا سيما في هذه الأيام المباركة حتى يحصل على الثواب كاملا.
ولفت الى أن الصبر هو خلق النبي الكريم ، والصبر أيضا من صفات رب العزة سبحانه وتعالى فقال تعالى : ” والله غفور حليم ” تلك الآية الكريمة تكررت في أكثر من موضع في القرآن الكريم بما يعكس أن الصبر من صفات الله عز وجل.
وأوضح كذلك أن جميع الأنبياء والرسل تحملوا الأذى والشدائد مع أقوامهم حتى يكملوا رسالاتهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم تعرض لأذى شديد لا يتحمله بشر إلا انه صبر وتحامل على نفسه.
وتابع: فضل الصبر عظيم وثوابه أعظم فلنتحلى بالصبر للفوز والنجاة ، فالصيام مدرسة تدرب الإنسان على أشياء قد لا يفعلها طوال العام فيخرج من رمضان وتعلم الكثير والكثير منها الصبر والعطاء والجود وقراءة القرآن والذكر والصلاة .
وأضاف أن الإمام الشافعي يقول “يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا، يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا” منوها بأن هذا التصرف نوع من الصبر.
وأشار إلى أن النبي كان حلمه يسبق غضبه ، وكلما ازداد الناس عليه جهلا كلما ازداد حلما، منوها بأنه بالصبر يبلغ الإنسان ما يريد.