الطريق الى سبها

الطريق الى سبها

عابد الفيتوري

– 1

مضى شهران .. لم ارى امي .. لم اتعود فراقها من قبل .. الان بلغت السنة الاولى الاعدادي .. وحان موعد السفر للخارج .. الى سبها المدينة .. طرق اسفلتية .. من قاهرة الى الجديد .. ومن شيل الشباح الى ميدان القرضة .. وطريق حجاره .. المهدية .. واعمدة انوار الشوارع .. وقعيد وسينماء الاتحاد .. وجامع الولاية . وسوق القماش يسار .. ومقهى جوهرة الصحاري ركن الشارع .. ومديرية الامن .. ومطعم مكرونة عمك الغالي .. صحن مكرونه 45 قرش .. بلا لحمة .. لكن تضربها ضربه حقانية .. ونادي الموظفين .. والمركز الثقافي ..مقهى الحرية .. مقهى عمك عمر .. قبالة القسم الداخلي .. الوحيدة .. وسندوتش التن .. ربع .. اقفز من السور .. اقرب .

يوم الخميس .. الساعة الواحد والنصف .. ( كان سخر الله .. متوجه للزيغن ) .. من قدام البيت هنا في المهدية .. ( حوش شكابلية الزيغن ) .. نلقاك على الطريق .. عند محطة السيل .. 50 قرش ماشي .. 50 قرش جاي .. توصل الزيغن.. فجر السبت .. السادسة .. انتظرني بالميدان .. وسيارة بيجو خيمة .. وطريق قرقب قرقب .. 80 كم .. وفي ليال الشتاء القاري .. وايام قرة العنز .. في صندوق البيجو .. بلا مشمع .. تكلكف في بطانيتك .. ها قد وصلنا سبها …. وقد تجمد الدم في العروق … البرد الشديد .. و قشرة خشنة سوداء تكسو اليدين .. اما وشح الماء .. وغابت المراهم .. هذا برد لا يطاق .

2 –

غذا صباحا موعد السفر الى سبها .. لاول مرة .. كم كنت انتظر اللحاق بشقيقي الاكبر .. هناك قبل عامين .. كنا صديقين .. وغيابه افقدني اياه .. ندرة السيارات .. قلما يأتي .. بدأ العام الدراسي الحالي .. سافرنا سويا هذه المرة .. ” لاندرفر ” حاج مهدي محمد .. سمنو .. تمنهنت .. هذه اطلال سبها باتت في الافق .. جبل بن عريف .. قلعة قاهرة .. وعند محطة السيل .. توقفت .. هذه سبها يا سادة .
قفزنا من على سور القسم الداخلي .. اختصار مسافة .. الوافي القاضي مدير المدرسة الاعدادية ، عمر الغليظ مدير القسم الداخلي .. وانظباط لرؤيته .. المشرفين حاج عزاقه .. حاج فيتوري .. حاج محمد كريم .. حاج الهادي .. حاج عيسى .. ليلة مناوبته .. من حجارة ياتي على ظهر البهيمة .. رمل سواني القرضه .. يربطها طرف السور .. وطاقية السعف الكبيرة تغطي الراس .. وقيلولة صيف فزان .. وعندما ينتفض غضبا لامر ما .. يصدح باعلى صوته .. من الحقير الذي .. ولا احد يرد .

3 –

عنبر ، طلبة الاعدادي .. سبعون طالبا .. ارضية اسمنتية متاكلة ..سرير من طابقين .. انا واخي .. دولاب حديدي صغير .. بطانية حرشه .. مخده .. للعنبر بابان .. ونوافذ طولية مشرعة بلا زجاج ولا برسيال .. هات قطع المكاو .. والمسامير الصدئة .. والبرد القاري القارص .. يصفع بالمخيخ .. ودورات مياه .. حمام وحد بلا تدفئة .. جمود يقطر.. واثنان تواليت .. حالهن حال ، وست حنفيات تعمل منها اثنان.. وغرفة الصرف بحيرة منفلتة .. وتشققات بالجدران .. وحنفية في المقابل .. تدلفق في حدره .. خلف المطعم .. زحمة الصبح .. انتظر .. ومزال المطعم .. فطور .. والسير على الاقدام حوالي 2 كم .. من المركزية الى سكره .. المدرسة الاعدادية القديمة .. ساحة العلم والرياضة .. الاستاذ الشاوش .. الاستاذ عبدالله .. ممر يسار .. وممر يمين .. وساحة العاب وسط .. والربع الخالي .. ( فصل 1 . 1 ) .. الثاني بعد الالتفافة .. اثناء الخروج للاستراحة .. او الدخول .. المرور امام الادارة يلزم الصمت المطبق .. الاستاذ الوافي المدير .. مجرد ان يقف امام الادارة .. يختفي الهرج .. الاستاذ ساسي الهمالي من ادري .. لغة انجليزية .. الاستاذ مصطفى محمود .. علوم .. الاساتذة هشام العشي .. مصباح الحلاق .. الخط والرسم .. الاستاذ البخاري مساعد المدير .. استاذ عبدالوارث تاريخ .. استاذ سلطان .. استاذ المشاي .. رياضيات ..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :