العابثون بمسيرة الحياة مطالبهم تستجاب بالقوة

العابثون بمسيرة الحياة مطالبهم تستجاب بالقوة

تعددت سبل التعبير عن الرفض الشعبي العام للكثير من الاوضاع السائدة في الوطن و لا شك في أن انفلات الأوضاع الأمنية في البلاد عرقل مسيرة الحياة اليومية بشكل كبير جدا ، وادخل الوطن في نفق مجهول، مما عرقل بناء الدولة ودعاء لتدخل المجتمع الدولي في ليبيا من جديد ففي حقيقة الأمر الإستقرار غير موجود على ارض الواقع منذ اربع سنوات و اكثر ما نشاهده في حياتنا اليومية هو إغلاق الطرق بطرق عنيفة منها حرق الإطارات تعبيرا عن رفض البعض لأي امر لا يتوافق معهم او يعتقدون ان به شبهة ما ويتحدث اولئك باسم الشعب ,, في حين قد يتعرض جزء اخر من الشعب للمضايقة بسبب هذه التصرفات فقد يكون هناك مريض بحاجة للعلاج او حالات طوارئ فجائية تستوجب الاسراع لنقلها للمستشفى , في حين يعرقل جزء من الشعب الطرقات العامة ومن الامور التي باتت شائعة ونعيشها بشكل شبه يومي منظر السواتر الترابية او الإطارات التي يعم دخانها سماء ارضنا الحبيبة حتى غدت هذه التصرفات ظاهرة تستوجب الرصد والتحليل والتناول التقت فسانيا بعض المواطنين واستطلعت آرائهم في طريقة التعبير عن المطالب بأحراق الاطارات او وضع السواتر .

أطلاق الرصاص في الهواء

يقول / عبدالرحيم الورفلي .. موظف  استخدام الشوارع الفرعية عند اغلاق الطرق العامة  واعتقد أن هذه الامور العبثية تؤدي الى حالة من الارتباك المروري في الشوارع جراء إغلاق بعض الطرق الرئيسة ومنها الطريق السريع الرابط بين مركز بعض المدن وضواحيها وهذا يأتي تنفيذًا لدعوات إحتجاجات وغضب بعض الافراد ومن هذا المنطلق فقد عانت الكثير من الشوارع تكدسا مروريّا بعد أن أُضطر سائقو السيارات إلى استخدام الشوارع الفرعية في وقت يَتوَافَقَ احيانا مع موعد انتهاء اليوم الدراسي او الدوام الرسمي في المؤسسات العامة وهو موعد الذروة المرورية هذه الظاهرة اصبحت فوضوية

أضاف : عياد مادي .. رياضي ، المنطقة الغربية اسيرة للعصابات حيث تعاني أحياء الكثير من المدن الليبية فوضى شديدة جراء محاولة مسلحين فرض أغلاق الطرقات نتيجة رفضهم لشيء ما او التعبير عن غضبهم اتجاه بعض القرارات وينتشر الكثير من المسلحون في مفارق الطرق لإرغام سائقي السيارات على تغيير وجهة سيرهم، كما أغلقوا عددًا من الشوارع وأطلقوا الرصاص في الهواء كما نشاهده دائما في المنطقة الغربية فالقفل لا يأتي بأوامر عليا او من قبل المواطنين فالمنطقة الغربية من ليبيا هي بالفعل باتت اسيرة للعصابات المسلحة ولا سلطة الا سلطة العصابات المسلحة في المنطقة الغربية، لعن الله كل من قطع طريقا او سدها على عابر وحجزه في الطرقات .

نوبات الهلع الشديد

أشار :  محمد نصر الدين متقاعد / إغلاق الطرق يؤدي لحالات هلع شديد تنتابنا هنا في شوارع العاصمة عندما تحصل جريمة ما او ما شابه ذلك وفورا نجد ان سكان المنطقة وخاصة الشباب فيها يقومون بإغلاق الطرق التي تؤدي الى منطقتهم ولا يسمحون للغرباء ان يدخلوها ودائما ما يحصل الامر بشكل دوري ومستمر في شوارع العاصمة مما يؤدي الى اقفال المحلات وتوقف الدراسة وعرقلة مسيرة الحياة اليومية لطالما ليس هناك حكومة توافقية ولطالما لم تتصالح الاطراف المتنازعة سيبقى هذ ا الشغب والعبث بممتلكات الدولة والوقوف امام بنائها

قال  سالم عرابي .. رجل امن من بنغازي : نريد البناء حتى لو استمر النزاع ، ان أهالي مدينة بنغازي يعبرون عن غضبهم بسبب عدم استكمال مشروع المرافق العامة داخل الكثير من الاحياء وقد اقدم العديد منهم على إغلاق الطرق الرئيسية بحرق الإطارات وشل حركة المرور وسط احتجاجات تطالب بتحسين اوضاع البنية التحتية للمناطق ثم ان المحتجين لا يطلبون المستحيل هم يطالبون فقط بإصلاح الطرقات .

وأضاف :  أحد المحتجين نحن لا نطلب بالمستحيل فالبنية التحتية متهالكة و لا نريد أموال الحراسة نريد بنية تحتية للمنطقة وسنعمل معهم مجانا الى ن يمتثلوا لما نريده ففصل الشتاء على الابواب واطفالنا بالمدارس ومن اول قطرة مطر سنشاهد تلك البحيرات التي تقف عائقا امام مسيرة حياتنا، حتى وان كنا في حرب يجب ان لا تهمل المدينة

مخالفة لشريعة الاسلامية

وأوضح : الصحفي التونسي محمد بن فاطمة أن ارقام وتحللات منطقة الثورات العربية تنقل و بسرعة تأكيد أن تبادل السلع عامل أساسي في تقدم الدولة و يؤكد الخبراء الاقتصاديون أن أغلاق الطرقات أو قطعها يعتبر عاملا أساسيا في تدهور إقتصاديات الدول العربية التي شهدت ثورات “تونس و مصر و ليبيا”. حيث يؤكد الخبراء أيضا أن سهولة النقل عامل أساسي في تحديد قيمة مؤشر سهولة ممارسة أنشطة الأعمال التي ترتب البلدان من 1 إلى 189، بحيث المرتبة الأولى تمثل أفضل بلد. يعني الحصول على مرتبة عالية (درجة رقمية منخفضة) أن البيئة الإجرائية تُعتبر ملاءمة وأكثر تشجيعاً لممارسة النشاط التجاري.

ويرتب المؤشر متوسط المراتب المئينية (percentile rankings) التي يحصل عليها بلد معين في كل من الموضوعات العشرة التي يغطيها ” تقرير ممارسة أنشطة الأعمال” للبنك الدولي. والترتيب الذي يحتله البلد في كل من تلك الموضوعات هو عبارة عن المتوسط البسيط للترتيب المئيني في كل مؤشرات مكوناته. وقد احتلت ليبيا المرتبة 188 خلال سنتي 2013 و 2014 بينما احتلت تونس المرتبة 56 و 60 وهذا ما يؤكد على خطورة الوضع الإقتصادي في ليبيا إن إستمر الوضع على ما هو عليه . بالإضافة إلى أن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية يدعو العلماء إلى إرشاد العامة وتوجيههم إلى السلوكيات الحسنة ويحرم سد الطرقات فإن إماطة الأذى عن الطريق من الأعمال المندوبة في الشريعة الإسلامية، فقد ورد عن النبي محمد (ص) قوله: ” إماطتك الأذى عن الطريق صدقة”، وقوله كذلك: “عرضت عليا أعمال أمتي، حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق”.

كما أكد علماء المجلس الاسلامي أن “وقف الأعمال المخلَّة بالأمن المتمثلة في سد الطرقات على الناس ومنعهم من ممارسة حريتهم في التنقُّل الآمن في الشوارع ” تتنافى تمامًا مع النصوص الواضحة في الشريعة الإسلامية التي تحرِّم استغلال الطرق لغير الاستطراق مما يضرُّ بالمارة”

التنفيس بأسلوب عبثي

يشير /  يونس الرجباني موظف بهيئة السلامة أن اسلوب العبث هو اسلوب التنفيس ) تعبيرك عن رفض قرار أو قانون أو حتي تنفيد لسياسة معينة أو فرض رأي أخر لا يعطيك الحق في أن تقوم بأغلاق طريق عام أو حتي شارع فرعي لأن هذا سيحول حياة البعض ألى جحيم ويعرقل حركة الناس ويعطل أعمالهم ومشاغلهم وبتالي توقف الحياة ولو حزئياً عند البعض، فمن أغلقت في وجهه الطريق لتنفيس عن غضبك هو الموظف والمعلم والطالب ورب الأسرة الكادح وزد على هؤلاء المريض المحتاج أحياناً لذهب لتلقي العلاج يومياً وليس لذيه طاقة للف والدوران على أمل أن يجد طريق توصله للمستشفى، المعني والمقصد من هذه المقدمة هو أن أغلاق الطرق يسبب شلل وربكة في الحياة اليومية وأن هنا أشبه أغلاق الطرق بحبس الدم في العروق وعدم السماح له بالمرور والوصول لمكانه داخل الجسم ولك أن تتخيل الضرر الناتج عن هذا فالألم سيكون فضيع جداً وكذلك وجع الوطن فهو قاسي وفضيع لأقصي حد، وهنا أنبه لنقطة وهي أن هذه الأفعال لا يقوم به إلا كل شخص أو مجموعة لا تهمها مصلحة الوطن أياً كانت أسباب هذا الفعل، وعن نفسي أري بأن الفعل الفردي أهون من الفعل الجماعي في التأثير، فالفعل الفردي لا يتعدى شخص أو مجموعة أشخاص يعبرون عن رأيهم بطريقة خاطئ ولكن لا يشكلون تأثير يذكر وتتم معالجة قضيتهم أن كانت على حق بالأساليب المتعارف عليها بالسياسة واللين أما أن كانت قضيتهم تافهة وهي عبارة عن أثارة فوضي فقط فيتم التعامل معها بالقوة والردع لتكون رسالة لهم ولغيرهم، ولكن أذا صدر هذا الفعل من مدينة فهنا تكون المشكلة أكبر ولا يكون التعامل معها إلا بأسلوب واحد وهو التفاوض والنقاش للوصول لحل يرضي جميع الأطراف لأن الأسلوب الأخر وهو أسلوب القوة فسيأزم الموقف أكثر وتزداد معه المشكلة تعقيدً وأرجع وأقول حتي هنا يجب أن تكون القضية علي حق.

الطريق إلى الدولة طويل وشاق

تقول :  فوزية العزابي .. معلمة لابد من وضع حلول جذرية لهذه الازمة ، لعل من متطلبات حياتنا في هذه المرحلة الراهنة يتلخص في امر محصور وهو السلاح المنتشر عند الخارجين عن القانون الذي يجب من خلاله التوصل لحل هذه الازمة وحتى نتمكن من عبور هذه المرحلة الخطيرة في تاريخها، و هو الانشغال بملفات أخرى ملتهبة في المنطقة أو خارجها، ليس مبررا لجعل التطرف والفوضى يسيطران على ليبيا. لذلك فإن الطريق إلى الدولة طويل وشاق، ومزروع ربما أيضا بالأشواك، لو وضعنا ايدينا ووقفنا ضد الحاقدين على بناء الدولة سنزرعها ونثمرها ونبني مؤسساتنا من دون ان نلجأ لإغلاق الطرق ونجعل مسيرة الحياة تقف في المنتصف ولنفتح الابواب امام ابنائنا ليسعوا في بناء دولتنا

رصد الواقع الامني

أضاف : اسعد العماري .. مهندس اتصالات ، ليبيا يكفيها ما جرى لها   و معالجة الخروقات الأمنية اليوم لا يمكن أن يتحقق الامن دون مشاركة القبائل في وضع ضغوط اجتماعية على غير المواطنين البعيدين عن سياسة الدولة والخطط الأمنية، هنا نستطيع ان نقول عندما يتم توفير الدعم لرجال الشرطة هؤلاء الذي فرضت عليهم مهمة حفظ الامن والامان من خلال ما تدربوا عليه والعهد الذي قدموه للوطن قبل ان يكون رجل امن وعندنا تحدث المشاكل او أي خروقات امنية يجب رصد الواقع الأمني بشكل علمي دقيق، حيث لا تزال أعداد المجموعات والكتائب المسلحة غير معلومة، ولا توجد معلومات عن العديد من مقارها والمنتسبين إليها ووسائل تمويلها وعلاقاتها الأفقية والرأسية، واستمرار الجهل بهذه المعلومات قد يضعف قدرة الدولة ويعمل على سيولة نظامها السياسي ويدخلها ربما في دائرة الحرب الأهلية التي تمثل قمة الخطر، ليس على آفاق المستقبل السياسي وبناء الدولة في ليبيا، وإنما على مستقبل دول الجوار الجغرافي بل والإقليمي برمته انا من رأي يجب طرح هذا الموضوع ويتم دراسته بشكل تحليلي ومنطقي وندعو الجميع ان لا يلجأ لهذه الطريقة بنيل مراده يجب ان يتكلم حتى يسمع صوته ولا يقف عثرة في وطن مجروح يحتاج لدواء وليس لازمات  اخرى .

ختاما

ابدا الكثير من المواطنين امتعاضهم الشديد من التعبير الغوغائي عن المطالب بأقفال الطرقات العامة وحرق الاطارات وعرقلة مسيرة الحياة اليومية في الدولة من قبل فئة قد تقودها مصالحها الذاتية لفعل ذلك لا اكثر .

إستطلاع : كوثر ابونوارة

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :