سالم ابوخزام
. الجندي الليبي الشريف هشام الشوشان ابن مدينة العجيلات المتواجد في بلاده وفوق أرضه بشرق الوطن مدينة البيضاء لحظة اندلاع الزلزال العنيف السابع عشر من فبراير للعام 2011م . (الشوشان ) كان يؤدي واجبه وهو مأمور من رؤساءه وعليه الانصياع للأوامر وتنفيذها ، وهو لايزيد أو ينقص عن كونه جنديا يتلقى التعليمات وملزم بتنفيذها لا أكثر ولا أقل.
أثناء الأحداث المؤسفة بالشرق وفي لحظة الغليان وتعالي صوت الباطل ، لم يستطع أحد الاستماع إلى صوت الشوشان وهو يقول : (أنا ليبي أصيل وأخوكم من مدينة العجيلات ).
اسمعوني بالله عليكم !! لقد أقام الحجة عليهم جميعا ، وكل الحضور ، بما فيهم من شيوخ وعقلاء ورجال دين ورجال يفهمون معنى (الكلم) الشوشان ، يعلم أنه بين أيدى السفاحين والقتلة والجزارين الظلمة ، وهو يعرف ويفهم ويدرك أنه بين أيدٍ تريد إراقة الدماء وسفكها ، وأنه تحت رحمة الجنون والطيش
. بمعنى آخر تحت أيدي الثعابين السامة والجلادين الكفرة عصابات التنكيل والوعيد لإعلاء صوتهم فوق الجموع ، بحيث لايعطون فرصة لإظهار الحقيقة الساطعة. (أنا أخوكم ليبي ولست مرتزق !! ) الجندي الليبي العربي المسلم هشام الشوشان ، كان بين أيدي (الطليعة) المتطرفة وقيادات الإخوان الذين تسللوا تحت جنح الظلام إلى شرقنا الحبيب ، وتواجدوا بين صفوف الليبيين الأطهار والخيرين ، الذين عزف لهم الإخوان أنشودة الدم ودق الإسفين بين أبناء الوطن والبدء في توسيع الهوة وتكبير الحفرة بالانتقام من _هشام الشوشان _ كضحية مناسبة وقص للشريط وتدشين لبداية الشر وإعلاء لسنامه. ركب الجاهبذة الموجة العالية بالدم وأيقنوا أن لا رجعة ، وسط التصفيق والاحتفالات بالنصر الوهمي العظيم. لازلت على قناعة تامة وسأظل بأن الشرق هم أهلنا وإخوتنا الصادقون المؤمنون الثابتون على جميع مبادئ الخير. هم أهل الكفاح والجهاد ضد الطامعين وأهل التضحية والفداء ،والتاريخ وحده شاهد لما قدموه خلف شيخ الشهداء رمز الملاحم العربية الكبرى الشهيد عمر المختار .
أقول : إن استعادة رفاة البطل الشهيد هشام الشوشان عمل رائع يشكر عليه إخوتنا في الشرق ، كما أن دفنه بجبانة الجديدة بالعجيلات سينير درب الجهاد وسط زغاريد النساء وازدحام الآلاف من الرجال والكهول والشباب ، ممتزج بهتافات الوطن الواحد والشهادة من أجله. مشهد يعبر بجلاء عن الفهم العميق لما حصل ضد هذا البلد الجميل (ليبيا). لاينقص إلا ثلة من شيوخ برقة ورجالها الأحرار الشرفاء وشبابها المخلص لبلادنا الطيبة ، وٱهالة حفنة من تراب طاهر لجبانة الجديدة بالعجيلات ، على أقدس مرقد للشهيد هشام الشوشان. سقطت أكاذيب وجود المرتزقة وانتصرنا جميعا بإعادة بلادنا ولحمتنا الوطنية الظافرة. تبقى أن نشهد عملا موازيا لهذا العرس بري شجرة المصالحة الوطنية الشاملة بين كل المدن الليبية ، وأظن أن هذا العمل الناجح تشهد انطلاق لحظاته الأولى منذ أيام مدينة السلام براك الشاطئ وشكلت ملامح نواته الصلبة للسلام والتنمية المستدامة برجاله الأخيار. الأمل يحدونا أن يكبر هذا العمل الخلاق ليشمل كل أرجاء الوطن وقد بدأ ، ببرقة الانتصار ، وطرابلس عاصمتنا على مدى التاريخ ، بالوسط ، وبالجنوب الحبيب وبفزان مراقد الصالحين. لنبدأ معا فنحن نستطيع أن نهيل التراب بجبانة (الجديدة) بالعجيلات ونبني صروحا أخرى عالية كمشاعل للنصر والبناء في ليبيا جديدة