- محمد الزنتاني
/ رحلة الضياع .
/ أسفار الحزن المضيئة .
/ قصائد مهاجرة .
/ الموت فوق المئذنة .
/ مواسم الفقدان .
/ الطوفان آت .
/ دمي يقتلني الآن .
/ القنديل الضائع في المدن الوثنية .
/ أرقص حافيا .
/ طائر الأبعاد الميتة .
/ فضاءات اليمامة العذراء .
بالإضافة إلى مجموعة من القصص التي ابتدأ بها تجربته الإبداعية , وكثير من المقالات في قضايا الأدب والثقافة والمجتمع , تحتاج إلى من يقوم بتجميعها وإصدارها في كتب , تؤرّخ لمساهمة شاعر في الحياة الثقافية الليبية ، في فترة محدّدة من الزمن , لها ما لها وعليها ما عليها !
ذلك هو ما حواه الجراب الذي تركه لنا علي الفزاني , قبل أن يغادرنا مودعا من أحد المصحات العلاجية خارج البلاد , في رحلة امتدت عبر الزمن وداخل الوطن , من مدينة صرمان إلى مدينة بنغازي , مرورا بمدينة المرج ومدن أخرى عديدة !
رجل الطب والدواء والتمريض والثقافة الصحية ,
يترك كل الأدوات الإبداعية الأخرى ,
ويعاند الشعر ويسابق الزمن ويصارع الوظيفة , للحاق بالتطور المذهل الذي يراه أمامه في ميادين الكتابة والإبداع !
في تأمّل صامت فعل ذلك ,
بسرعة واستعجال يكتب الشعر وينشر القصائد ويدفع بمجموعاته للطبع , الواحدة تلو الأخرى ولا يلوي على شيء !
يصدّرها بمختلف المقدمات لمن آمن بقدراتهم , ويختار لها العناوين التي يراها الأنسب , يكتفي بذاته ولا يقارن نفسه بأحد !
هكذا رأى العالم ,
وهكذا بدت له الدنيا ,
وهذا ما أوصلته إليه دروب الكتابة ومسالك الإبداع ,
في رحلة بدت في وقتها له ولغيره , ضبابية ومرهقة وفي زمن اتسم لهم بالغرابة ,وبمزيج من الفنتازيا الصاعقة والتراجيديا المرعبة !
وعندما شارفت الرحلة على الانتهاء ,
كان قد أدرك تماما ،
أن عربة القصة قد تعطّلت مبكرا , وتوقفت متهالكة على حافة الطريق ,
وأن قطار الشعر ابتعد وغاب عن الأنظار , ولم يترك غير دخانه خيطا رقيقا يتلاشى ببطء ولا يكاد يبين !
تذكّر أنه عمل بكل ما يملك من جهد , للخروج من إسار الشعر التقليدي الجامد , والارتماء في أحضان الشعر الحديث !
واصل التجربة بإصرار في بداياته ,
تسرّع كثيرا ودخل تحت سقف مظلة كتاب وشعراء آخرين , لكنه رغم ذلك وبسرعة ملفتة , حاول الإفلات و تقديم نفسه وتجربته كما هي بدون رتوش , فغامر بدخول مجاهل التجديد والتجاوز , ولسان حاله يقول:
– هذا ما لدي , وعلى العالم أن يقبل أو أن يرفض !
هذا الرجل لم يستهن بتجربته ,
أعطاها كل ما بحوزته ,
فإذا كانت قد خذلته فذلك شأنها ,
وإذا أنصفته ذات يوم فذلك من حقه وحق ما بذله من جهد , رأى متألّما أنه قد سرق منه أجمل أيام حياته !
إن تقييم تجربة علي الفزاني الإبداعية , إذا وضعت ضمن إطارها التاريخي الزمني والمكاني , ستدعوننا حتما إلى أن نقف أمامها بتقدير واحترام , فلقد كانت تجربته وزملاءه , جسرا لانتقال القصيدة في ليبيا من الكلاسيكية إلى التفعيلة , ومن التفعيلة إلى ملامسة أهداب الحداثة وإن بخفر وحياء !
وتلك التجربة , بتعاطفنا معها من الناحية الإبداعية ,
لا شك في أنها هبّت كنسيم خفيف يلامس الأطراف ويبعث الانتعاش ولا يكاد يلفت النظر !
تجربة ,
أعطى فيها الفزاني وأبناء جيله ما عندهم بإخلاص ,
وتركوا الحكم عليها وتقييمها للزمن والآخرين !