بقلم :: د/ سالم الهمالي
خلال الأيام والأسابيع الماضية تناقلت وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي شريطين ( فيديو)، للدلالة على جرائم جنائية بالغة الفحش والنذالة، لاستخدامها ( سياسيا) في اتهام الخصوم. في كلا الحالتين غابت معايير ( العدالة) تماما، وحضرت كل صفات ( النذالة)، بنشر أعراض الناس بما يخالف القوانين الانسانية الوضعية والشرائع السماوية.
في الاول، حضر من ادعى انه ( شاهد)، وغاب الجاني والمجني عليه، مع ذلك كان اصحاب الهوى سباقين الى عرضه ونشره وأعاده عرضه مرات ومرات، لاستخدامه في محاربة الخصوم، في حين ان مثل هذا الفعل المنكر يحتاج الى دلائل وقرائن لا يمكن دحضها، وتستطيع الصمود امام مجادلة القضاء العادل. استخدم من قال انه ( شاهد)، وهو سجين في إثبات الجريمة، وإعطاء مبرر للهجوم على تيار مخالف.
لم تمضي ايام حتى جاء رد من نوع آخر، فيه عرض للمنكر، الذي لا تستسيغه النفس البشرية السوية، وتحرمه كافة الأعراق والعقائد والأديان السماوية على وجه الارض، قبل ان يضبط الجاني، وتعرف ظروف الجريمة، للاستخدام السياسي في محاربة الخصوم.
هذه دلائل وشواهد على الدرك الأسفل الذي وصل اليه الصراع الليبي، الذي استخدم فيه ( الدين والوطنية) اسواء استخدام، لنشر الفتنة والتحريض عليها بين الليبيين. لم يمكن دم المقتول في الاولى ولا العرض في الثانية هو الهدف، فكلا الطرفين يعلمون ويدركون ان حجم البوائق والفجور مهول، آلاف قتلوا ظلما وطغيانا قبله ( أطفال ونساء وكهول)، واعراض الناس أصحبت معرضة للابتزاز منذ سنوات للحصول على اموالهم وممتلكاتهم ظلما وعدوانا.
توبوا الى الله من هذا المنكر، فربنا سبحانه وتعالى توعد من يحبون ان تنتشر الفاحشة بين الذين آمنوا بعذاب في الدنيا، والاخرة، واعلموا ان نشر مقاطع هذه الفيديوهات هو نشر للمنكر، واحسب انه لا يرضي الله ولا رسوله ولا الصادقين من المسلمين …
استغفر الله العظيم وأتوب اليه …