القضاء

القضاء

عثمان البوسيفي

في كل دول العالم القضاء هو ملجأ الحاكم والمحكوم الغني والفقير وهي الجهة البعيدة عن السياسة ومخاضها القذر لكن عندنا الأمر يختلف اختلافا كبيرا جدا فالقضاء واقع تحت براق السلاح والمال من لا يشتريه المال يقع في فوهة البندقية وكثير من القضاه توجه إلى الاستقالة لحماية نفسه وأهله والبقية ظل محصوراً في زاوية ضيقة محاولا إرضاء الكل . رئيس الحكومة الذي دخل سباق الانتخابات استخدم المال العام من أجل الدعاية لنفسه عند قطاع كبير منهم القضاة في المجلس الأعلى للقضاء الذين زاد مرتباتهم زيادة كبيرة بتاريخ رجعي من أجل الاستناد لهم حين يحتاجهم ولأنه غائب ومغيب عاد رئيس الحكومة إلى سباق الانتخابات المشبوه رغم مخالفته للقانون الذي وضعه البرلمان وكل ذلك والقضاء المسكين يحاول أن يقول كلمته وهذا أمر صعب جدا في بلاد المال والسلاح يعبثان بها. قضايا صغيرة وكبيرة نائمة في أدارج مكاتب القضاء دون حكم مع أنها لا تستحق أكثر من أشهر قليلة . هنا سهل جدا أن تغلق محكمة ويقفل القضاة هواتفهم خشية أن يتم قتلهم وفي قطاع آخر من البلاد يعمل القضاة ما يريد رئيس البلاد الذي كل همه أن يعاود الجلوس على كرسي الحكم فالمليارات المجمدة تستهويه ويبحث عن أن تكون له حصة منها وفي العلن يدغدغ البسطاء الذين كل همهم رغيف خبز بائس . القضاء يحتاج بلدا مستقرا ودخل مالي يعفيهم من الحاجة التي تؤدي بهم إلى الفساد . أحلامنا بسيطة أن نعيش في بلادنا على الكفاف وقضاء نزيه يحمينا من تغول السلطة والمجرمين فقط لا غير ويبدو أن ذلك بعيد المنال في بلاد يحكم فيها البلطجية وعالم خارجي لا هم له غير مصالحه فقط وليذهب كل شيء للجحيم . كان الاعتقاد أن القضاء سيكون هو الفيصل في تغول التماسيح علينا لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح وصار البكاء على اللبن المسكوب لا يجدي نفعا وكان الله وحده في عون البؤساء الذين حلمهم دولة وقضاء . عن نفسي أؤمن إيمانا كاملا أن قيام دولة في ظل هكذا أجواء وظروف مجرد وهم وأن القضاء لم يعد له وجود وأن التماسيح وحدها في الساحة والقضاء في العراء .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :