القوات المسلحة العربية الليبية، والتحدي التاريخي

القوات المسلحة العربية الليبية، والتحدي التاريخي

  • بقلم: محمد عمر غرس الله

أن (العسكري الليبي) ليس إستثناء – من بين جيوش الدول الأخرى – حتى يجلس يتفرج على وطنه يتمزق وبلاده تباع، وأمواله وموارد وطنه تستباح ويتم نهبها من القاصي والداني، وأهله يهانون صباح مساء تستبيحهم الجماعات المسلحة من كل نوع ولون، وهو لايمكنه أن يقبل تعويم الجماعات الإسلاموية بأسم الحوار والمصالحة، فهذه الجماعات أبعد ما تكون عن أية حوار ومنطق ومصالحة، ضيعت ليبيا وأموالها وأهانة شعبها وأُسرها ونسائها وأطفالها ودمرت قراها وهجرت قبائلها وسكانها.

أن العسكري الليبي أثبت إنه عسكري محترف – من الطراز الأول – رغم الظروف المحيطة السيئة به، ورغم التأمر الواضح على ليبيا، حيث إستطاع هذا العسكري وقيادته أن يعيد بناء مؤسسته العسكرية الليبية، ويبداء عملية النهوض والإنقاذ والعمل والقتال لمواجهة الإرهاب ومموليه وأدواته التي دمرت مطاراته وجامعاته ومؤسساته ونهبت ثرواته.

هذا العسكري الليبي الشجاع البطل إستطاع أن يعيد بناء مؤسسته العسكرية، ويبداء عملية النهوض وإنقاذ والعمل والقتال لمواجهة الإرهاب ومموليه وأدواته التي دمرت مطاراته وجامعاته وقتلت شعبه وهجرته وأهانته، فبدأ من بنغازي عملية النهوض الأسطورة.

فهذا (العسكري العربي الليبي) وهو يخوض المعركة الوطنية الشرسة، إستطاع أن ينسج طريقه – رغم تقاطعات العلاقات الدولية ونذالتها – ليحرر مدن بلاده من سيطرة الإرهاب العالمي الواحدة تلو الاخرى، وإستطاع أن يعيد بناء مؤسسته العسكرية المنضبطة بكفاءة، وإستطاع أن يقاوم وينهض – وفي نفس وقت المعركة – يجمع الأسلحة والعربات ويعيدها للعمل، و يبني مراتبه وقواته وسراياه وكتائبه ويدربها في نفس يوم ولحظة ومكان المعركة ..

إن هذا كله عمل خارق كبير، يدل على قدرة العسكري الليبي الجبارة ويعبر عن قوة إرادته وحنكته، فالعسكري الليبي يثبت للتاريخ أنه أهل للتحدي برغم كيد الكائدين الذين حاصروه وتأمروا عليه مع الإسلام السياسي ومشغليه الدوليين..

أن سيطرة (الجيش العربي الليبي) وبسط السيادة الوطنية على المنافذ والمطارات
والمواني والقواعد العسكرية وعلى مركز الدولة، يعني الخطوة الكبيرة والمهمة في طريق إنقاذ ليبيا دفعة واحدة من (الشعوبية وكرزايها، ومُركباتها وأدواتها التي تسيطر على مركز الدولة والكثير من موانيها وقواعدها ومنافذها البرية
ل البحرية والجوي، وبنكها المركزي ومركز إتصالات الدولة)، وهي خطوة تلتقي وتتكامل مع ماتقوم به الجيوش العربية في سوريا ومصر والجزائر وموريتانيا ..الخ.

ففي مراحل السقوط والفتن والاستباحة، فأن الجيوش الوطنية (القوة المركزية) هي التي تنقذ البلاد وتعبر بالأوطان وهي ملاذها ومُنقذها وحاميها ومحقق سيادتها وكرامتها، هذا ما فعله شارل ديغول لإنقاذ فرنسا من النازية، وهو ما يفعله (الجيش العربي السوري) في مواجهة الحرب الغربية الكونية على الشعب العربي السوري، وهو ما يفعله (الجيش العربي المصري) لحماية وإنقاذ مصر من براثن اللعبة الدولية والاخوان المسلمين، وهو مافعله (الجيش الشعبي الوطني الجزائري) لإنقاذ الجزائر من العشرية السوداء وما يفعله حتى اليوم لتأمين الجزائر العزيزة، وهو ما يفعله الجيش الموريتاني في كل مرحلة ..الخ.

إننا يجب أن نفخر بهذا العسكري العربي الليبي بكل مراتبه ونعلي مقامه وشأنه
ونشيد به ونعضده، ونشكل الحاظنة الشعبية له أسوة بما تفعل شعوب العالم حينما تتعرض للهوان والإستباحة، هذا أقل ما يمكن أن نفعله ونقوله في حق
رجال ليبيا الأفذاذ الوطنيين من ضباط وضباط صف وعسكريين بكل مراتبهم، وأن نتفهم بعض السلبيات وظروفها.

فبالرغم من تأمر دول كبرى وصغرى والجماعات المسلحة بأنواعها، ورغم منع
التسليح عن الجيش العربي الليبي، إستطاع العسكري الليبي أن يعيد صيانة ما وقع تحت يديه وما إستعاده من الأسلحة من الجماعات والميشيات الإرهابية،

وإستطاع العسكري الليبي البطل الشجاع أيضاً أن ينسج علاقاته – رغم تشابك مواقف الدول وتقاطعاتها – ويفتح مساراته ويناور على التقاطعات السياسي الإقليمية والدولية والتدخلات هنا
وهناك، سوى في مقابلات او إجتماعات او لقاءات، وإستطاع بحكمة وقدرة عالية أن يصمت أحيانا ويتكلم أحيانا أخرى، يتحمل هذه ويصمت عن تلك، وإستطاع أن يسير بخطواته ثابتة نحو إنقاذ ليبيا، وإستطاع أن يجمع شتات العسكريين في ليبيا ويصنع لهم المضلة المؤسسة التي تنظمهم كجيش عسكري محترف بمهارة، وإستطاع أن يتقدم خطواته على أرضه ويحرر مدنه وقراه الواحدة تلو الأخرى.

كل ذلك أنجزه إلى حد كبير وبشكل اسطوري (الجيش العربي الليبي) في نفس الوقت الذي تتامر عليه وعلى ليبيا الأدوات المحلية المرتهنة وحتى بعض الدول العربية للأسف، والقوى الدولية المتنفذة ومبعوثي الأمم المتحدة الذين يصرخون كلما ضاق الخناق على الإرهابيين والكرزايات ويطلبون جلسات طارئة لمجلس الأمن، وكلما خسر الإسلامويين وجماعاتهم وإرهابييهم وضاقت
عليهم.

إنما الدول الجيوش ماصمدت … فإن همُ سقطت جيوشهمُ سقطوا

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :