محمد الصالح الغريسي
مهلا أيّتها الأرض..
يا كوكبا مارقا
قدّ من قبل، نواميس البراءةْ…
تركتِ مداركِ..
هجرتِ ضياء الشّمسِ
ركضت تلهثين خلف مذنّب نزقٍ،
أغواك منه بريق
وطيف انحناءةْ..
فرشت بساطك الأحمرَ للذّئاب
فتحت أحضانك لعشّاق اللّيل
للسّكارى
للمساطيل،
فشربوا على نخبك كؤوس الوهم
و حبوب هلوسة..
غنّوا لربيع كاذب..
لثورات قزحيّة،
معدّلةٍ جينيّا،
في مخابر المرابين، و عبدة الشّيطان…
هذي مدائنك يا أيّتها الأرض،
تبيع الرّيح لمراكبَ بلا أشرعةٍ..
تعرض مفاتنها للعابرينْ
تبيعهم وهما و أفيونْ
تأكل بثدييها خبزا ملوّثا..
تطعم أبناءها سُحْتًا،
و أكلاتٍ معلّبةً منتهيةَ الصلاحية..
تفتح لليائسين
عيادات الموت الرّحيم،
وترسل للثّائرين طرود الموت الملغّم بالحقد..
امسحي عن وجهك مساحيق الزّيف
وافتحي قلبك ملجأ للهاربين من عناقيد الفناءْ
امسحي دموعهم..
اطردي عنهم خفافيش اللّيل
مصّاصي الدّماءْ…
عودي أيتها الأرض إلى طيبتك
عودي إلى مدارك حول الشّمس
وابسطي كفّك لأبنائك المتعبينْ
لِتَقَرَّ عيونهم..
ليأكلوا من طيّباتكِ…
أطعميهم بذور الحبّ، وفاكهة الأمل،
واقطفي لهم من الشّمس، ضوءا ينير دروبهم،
ودفئا يبعث فيهم الحياة..
كوني لهم واحةً،
تظلّلهم من قيظٍ، وترويهم من ظمئٍ،
وكهفا يأوون إليه من غوائل الأيـّامْ
بل كوني لهم صدرا حنونا وأمّا رؤومْ.