(فسانيا/مصطفى المغربي) ….
نظمت بمقر المفوضية العليا للانتخابات بلدية حي الاندلس صباح السبت 30-12-2017 لقاء تجمعي تشاوري تشاركي للتخطيط التنموي الاستراتيجي بمشاركة بيوت خبرة محلية و دولية ، لتحسين خدمات البلدية و تعزيز الثقة بين كافة شرائح المجتمع من خلال اتخاذ قرارات جماعية و مدروسة و ملبية للحاجة ، بحضور المواطنين سكان البلدية وعدد من الخبراء ومن العاملين بالقطاعات المختلفة العامة والخاصة ومن منظمات ومؤسسات المجتمع المدني .
وافتتح اللقاء عضو المجلس البلدي حي الاندلس (امحمد بيت العافية) بكلمة أعلن فيها عن انطلاق المشروع التخطيط التنموي التشاركي على مستوى بلدية حي الاندلس حيث أوضح (بيت العافية) أن البرنامج يستهدف أهم القطاعات الحيوية بالبلدية من خلال لجان الأحياء المنبثقة عن محلات البلدية ، مؤكداً أن هذه خطوة مهمة وعملية واستراتيجية للبلدية والتي تستند على رؤية عامة مستنبطة من كل المشاركين من مختلف المستويات بما يخدم الأهداف الاستراتيجية وبالتعاون مع الخبرات والراعيين للمشروع .
ومن جانبه تقدم مدير إدارة التخطيط والاستراتيجيات بوزارة الحكم المحلي (عمر البلعزي) بالشكر لكل القائمين على هذا البرنامج التنموي مثنياً على المجهودات التي قامت بها بلدية حي الاندلس من أجل التحضير للقاء الأول المجتمعي التشاركي لوضع رؤية وأهداف للتخطيط المحلي على مستوى البلدية بمشاركة القطاعات ومؤسسات المجتمع المدني وأفراد وكل من لديه رؤية أو فكرة أو هدف لإقامة أي مشروع أو تخطيط داخل بلدية حي الاندلس لتحقيق أهداف واضحة المعالم لتكون في الاتجاه الصحيح والابتعاد عن المركزية إلى اللامركزية .
كما أشار السيد (أحمد الزيتوني) ممثل منظمة أكتد(ACTED) إلى دور وزارة الحكم المحلي في دعم وتعزير اللامركزية في كافة البلديات الليبية ، ودورها الفعال والرئيسي في مشروع التخطيط التنموي المحلي التشاركي في البلديات المستهدفة للمشروع ، موضحا (الزيتوني) دور منظمة التعاون الدولي الألماني (GIZ) كطرف ممول ومشارك في المشروع ، جنبا إلى جنب بالدور التنفيذي الذي تقوم به منظمة آكتد.
وقال د. (نبيل بن حكومة ) خبير التنمية البشرية أن هذا القاء هو بمثابة اختتام المرحلة الأولى لبرنامج إعداد خطة لبلدية حي الاندلس بالكامل ، بالتالي اللقاء المجتمعي الأول هذا نستقبل فيه المواطن كأفراد وجميع المؤسسات القطاع العام والخاص ليدلوا الكل بدلوه في القطاع الذي يختص به والذي يهمه ويهتم به ومن لديه فيه دراية ليوضح خلالها الاختناقات المشاكل الصعوبات ويقترح الحلول لها ويمدنا ببعض الأفكار حتى تنصب في مشاريع معينة لتتمكن البلدية من وضع خطط ذات فاعلية وقابلة للتنفيذ ، وأضاف (بن حكومة) قائلاً : هذه الخطط هي مشاريع نستنبط منها رؤية وأهداف ونستقطب بها الخبراء وكل من يهمه مصلحة البلدية حتى يتم الوصول لمشاريع معينة تبين رؤية حي الاندلس إلى أين سنتجه السنين القادمة من خلال القاعدة ووفق لجان الأحياء والقطاعات الدولة بطريقة غير مباشرة والذين لهم علاقة بالمواطن لتحديد مشاكل ومعاناة المواطن حتى تصل الرؤية والصورة واضحة والتي ستنفذ خلال أربعة مراحل وفي مدة أربعة أشهر لنذهب لخطط ومشاريع واضحة المعالم وتكون البداية بالأهم فالمهم فالأقل أهمية .
وفي العرض المرئي للمشروع الذي كان تحت عنوان (دور المشاركة المجتمعية في استراتيجية التنمية المحلية) والذي كان من إعداد د.(علي عسكر) أوضح فيه (بن حكومة) أن نجاح اعداد الخطط التنموية اللازمة لبناء المجتمع يعتمد الي عوامل عديدة ومن أهمها الحضور والمشاركة المجتمعية والتي أصبحت تعتبر حجر الأساس في خطط ومشاريع التنمية المستدامة ، حيث أن هذا المفهوم مسلم به في أدبيات التخطيط منذ سبعينات القرن العشرين ، وقد ظهر لأول مرة في قانون تخطيط المدن في بريطانيا عام 1974 والذي ينص علي ضرورة التشاور والتحاور مع كافة الأطراف ذات العلاقة بالعملية التخطيطية لأي مشروع وهو ما دفع بالهيئات التخطيطية في العديد من الدول الي تخصيص جزء من ميزانية المخططات لتفعيل برامج المشاركة المجتمعية في التخطيط .
وتم التطرق خلال العرض إلى المشاركة المجتمعية كونها تحقق مصالح متبادلة ونتائج ايجابية للفرد والمجتمع علي حد سواء فهي: تنمي الشعور بالمسؤولية وتزيد ثقة المواطنين في البلدية ، تفعل مبدأ الشورى التي تحض عليها الشريعة الاسلامية ، تمكن البلدية من الاستفادة من خبرة ممثلي المجتمع والذين لهم معرفة واضحة مشاكلهم الحضرية ، وتحقق تفاعل افراد المجتمع في عملية التخطيط لتسهل علي البلدية اقناع المجتمع بقبول مشاريع الخطط واتخاذ القرارات بشأنها .
وتمت الاشارة في العرض التقديمي لمفهوم المشاركة المجتمعية والذي يعمل على اشتراك السكان جميعهم أو بعضهم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك تحديد الأهداف العامة للبلدية ، وهي بذلك تمثل مستوى متقدمًا من الديمقراطية ، ودخول السكان في فرق العمل المسئولة عن إعداد وتنفيذ ومتابعة الخطط التنموية وبمستوياتها المختلفة ، على أن يكون اشتراك السكان اشتراكا فعليًا بحيث يؤدي إلى ما يعرف بالتنمية الصاعدة من القاعدة باتجاه القمة ، والتي تركز على تحسين مستويات معيشة السكان.
وخلص العرض إلى الأهمية الاستراتيجية في تعزيز مبدأ المشاركة المجتمعية في تحديد اولويات التنمية المحلية ، ومساهمة افراد المجتمع في اتخاذ القرار بما يعزز الانتماء للبلدية ، و الارتقاء بدور السكان في رسم السياسات التي تهم شئون حياتهم ، إضافة لتعزيز مبدأ الشفافية والمساءلة من حيث اشراك مؤسسات المجتمع المدني والإطراف الفاعلة في اعداد ومراقبة تنفيذ الخطط والأهداف ، وتعزيز مبدأ التكاملية والحلول الشاملة من حيث التطرق للمشاريع التنموية من جميع ابعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ، والتركيز على القضايا والمشاريع التنموية ذات الاولوية والتي بإمكانها احداث نقلة نوعية في المستوى المعيشي للسكان.
وفتح باب الحوار والنقاش الجاد حول أساسيات نجاح أي مشروع تنموي وكيفية الوسع في اشراك المواطن لتخطيط وتنفيذ أي مشروع داخل البلدية .