وصل رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، صباح الخميس، إلى العاصمة الليبية طرابلس في زيارة رسمية لبحث العلاقات المشتركة بين البلدين.
والتقى اللواء عباس كامل، برئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد دبيبة، حيث تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين والتعاون في مختلف المجالات.
واطلع رئس المخابرات المصرية، على نتائج زيارة الوفد المصري لطرابلس في مايو الماضي، وآلية التنسيق بشأن تفعيل كافة الاتفاقيات المبرمة بين البلدين.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة أن اللقاء أشار إلى الدور الإيجابي لمصر في تعزيز المصالحة بين الأطراف الليبية بما يُعزّز الأمن والاستقرار في المنطقة، كما تم التنسيق لزيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية إلى مصر؛ لتفعيل اللجنة المشتركة العليا الليبية المصرية واستكمال ما تم الاتفاق عليه في المجالات كافة.
وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، في بيان، أن اللقاء تناول “سبل تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين والتعاون في مختلف المجالات”.
وقال مصدر من داخل حكومة دبيبة لـ”سكاي نيوز عربية”، إن اللقاء تحدث عن سير خارطة الطريق في البلاد وآخر التجهيزات المقامة للتحضير للانتخابات الليبية.
وأضاف المصدر أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا تلقى دعوة لزيارة مصر، خلال الفترة القادمة.
وأثنى دبيبة أثناء لقاءه رئيس المخابرات المصرية على دور مصر الفعال في حل الأزمة الليبية ودعمها للمصالحة الوطنية لإعادة الهدوء والاستقرار للبلاد.
وأشار المصدر إلى أن الجانبين تحدثا أيضا عن تفعيل اللجنة المشتركة بين الجانبين للبدء في العمل بالاتفاقيات التي وقعها رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، والاتفاقيات التي علقت بسبب الأحداث الأمنية التي عاشتها ليبيا.
زيارات متبادلة
ومنذ استلام الحكومة الليبية الجديدة، مهام عملها وتوالت الزيارات بين البلدين حيث ظهرت مؤشرات إيجابية لعودة العلاقات مرة أخرى لنصابها بعد أن تدهورت بفعل حكومة السراج التي جلبت المرتزقة ودعمت المليشيات في البلاد.
وفي أبريل الماضي، عقد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في ليبيا مباحثات موسعة، مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، بحضور وفد وزاري ضم 11 وزيرا في سابقة لم تحدث منذ أكثر من عشر سنوات.
وشهد مصطفي مدبولي حينها التوقيع على 11 وثيقة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات مختلفة.
وتضمنت وثائق التعاون المشترك مذكرة تفاهم بشأن التعاون الفني في مجال المواصلات والنقل، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في تنفيذ مشروعات الطرق والبنية التحتية، ومذكرة تفاهم في المجال الصحي.
وبعد عدة أيام من الزيارة، أعلن بشكل رسمي عودة سفارة مصر في طرابلس للعمل حيث وصل السفير محمد ثروت إلى العاصمة الليبية لمزاولة أعماله، بعدما علقت السفارة أعمالها منذ أكثر من 7 سنوات تقريبا.
ولعبت مصر خلال الأزمة الليبية دورا هاما حيث استضافت على أرضها سلسلة من الاجتماعات لتكون بداية مرحلة جديدة من الوئام السياسي بين أبناء الوطن الواحد والتي أفضت إلى وقف إطلاق النار واللجوء لطاولة الحوار.
رادع لتركيا
وأكد خبراء ومحللون سياسيون على دور مصر الهام الذي لعبته في حل الأزمة الليبية ووقف إطلاق النار، وأشادوا بدور مصر المحوري في تثبيت وقف إطلاق النار.
وقال الباحث في الشؤون الليبية، محمد الغرياني، إن زيارة وفد مصري رفيع المستوى بهذا الشكل يبعث برسالة واحدة، وهي أن مصر ستقف مع جارتها لتذليل كافة الصعاب والمشاكل التي تواجه المصالحة الليبية.
وأضاف الغرايني أن التعاون المصري الليبي زاد كثيرا منذ تشكيل الحكومة الجديدة وجميع المعطيات، تؤكد أن العلاقات عادت إلى طبيعتها بعد أن شهدت 7 سنوات من الاضطراب بسبب الإخوان وحكومة السراج.
وأوضح الغرياني أن لمصر دورا كبيرا فيما وصلت له ليبيا الآن إلى استقرار سياسي وعسكري بدأ منذ أن وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي خطا أحمر لتركيا وميليشياتها بشأن عدم تجاوز خط سرت الجفرة.
وأشار الغراين إلى أن الرئيس السيسي هو الوحيد الذي استطاع وقف الزحف التركي على مدن ليبيا، وهو من أجبر أنقرة وميليشياتها الجلوس إلى طاولة الحوار.وأكد الباحث السياسي أن تواجد مصر الأن في المشهد الليبي سيكون لاجما للأطماع التركية الإخوانية في البلاد، بينما أشارت استطلاعات للرأي أن الشعب الليبي مطمئن لوجود مصر في المشهد.