_محمود السوكني____
سيذكر التاريخ أن القرن الواحد والعشرين عاث فيه معتوهان فساداً وتسببا في إزهاق ارواح بلا جريرة سوى التمسك بالحق والدفاع عن العرض والشرف .
سيسجل التاريخ أن زمننا هذا ظهر فيه مصاصا دماء توارى الاسطورة (دراكولا) خجلاً من افعالهم ، واستحى زعيم النازية (هتلر) من سيرتهم العطنة ، وبكى سفاح البوسنة (راتكو مالاديتش) من فظاعة جرائمهم .
ما يرتكبه النتن وعصابته ويباركه ذاك المعتوه الحالم بجائزة نوبل (!) ويشجع عليه هو وأذنابه ، لم يشهد له التاريخ مثيلاً لا في هول نتائجه ولا في شدة ساديته ولا حتى في درجة نذالته ، لم يسبقهما إلى ذلك أحد ، ولن يفكر غيرهما في إتباع مسلكهما الذي فاق كل توقع وتجاوز كل حد !
حالة الجنون التي تلبست هذا الصهيوني الفاسد قد يبررها تمسكه بالسلطة التي يختبي ورائها إرضاءً لنزوات خليلته من جهة وهروباً من ساحة القضاء التي تتربص للإنقضاض عليه بمجموع قضايا الفساد التي تلاحقه ، هذا عن سفاح تل آبيب ، فماذا عن معتوه البيت الأبيض ، لماذا يسقط في شباك هذه العصابة رغم ما عرف عنه من دهاء وفطنة وهو رجل الاعمال الناجح الغارق في ملذات الدنيا بحكم ثرائه الفاحش وليس في حاجة للمزيد منهم أو من غيرهم ، كما أنه لا يطمع في دعم اللوبي الصهيوني الذي لا حاجة له به في معركة إنتخابية قادمة لأنه ببساطة لا يحق له الترشح لولاية ثالثة ؛ فلماذا كل هذا الإنغماس في الوحل الصهيوني النتن ؟! لن تجد عزيزي القاريء إجابة منطقية لذلك ، سوى أن ساكن البيت الأبيض مصاب هو الآخر بلوثة في عقله تدفعه إلى المشاركة بحماس بالغ في هذه الحرب الشعواء التي اتت على كل شيء رغم الكم الهائل من الإحتجاجات التي تحوطه من كل جانب وفي كل مكان يرتاده من الجماهير الغاضبة والمستنكرة لما يقترفه جيش العدو المحتل في الأراضي الفلسطينية وما جاورها .
من علامات جنون هذا الكاوبوي الاحمق ما جرى بينه وبين مجموعة من القادة الأفارقة الذين جرّهم الطمع إلى قبول دعوته لهم بالمثول بين يديه في البيت الأبيض علّهم يفوزون بعقود وإتفاقات تجارية ، فإذ به وبكل فظاظة وقلة ذوق يهزأ بهم ويعاملهم بدونية مستعرضاً ذلك أمام شاشات التلفزيون بوقاحة لا نظير لها ، وقد كان لذلك التصرف الأحمق ردود فعل غاضبة جاءت على لسان الزعماء الأفارقة في تصريحاتهم بعد ذلك اللقاء المشئوم ، المثير في الأمر أن الرئيس الأمريكي الغريب الأطوار طلب من (ضيوفه) أن يرشحوه لنيل جائزة نوبل إقتداءً بمبادرة النتن زعيم عصابة تل آبيب !
لا اعلم ولا استطيع أن اخمن : ما الذي سيفعله هذا المعتوه غداً ؟ غير انتي لن اتفاجأ ، فالطبيعي أن يرتكب كل ما يندرج في قائمة أللا معقول.














