يحكى أن خياطا أراد أن يعلم حفيده حكمة عظيمة على طريقته الخاصة وفي أثناء خياطته لثوب جديد أخذ مقصه الثمين وبدأ يقص قطعة القماش الكبيرة إلى قطع أصغر كي يبدأ بخياطتها ليصنع منها ثوبا جديدا…
وما إن انتهى من قص القماش حتى أخذ ذلك المقص الثمين ورماه على الأرض عند قدميه والحفيد يراقب بتعجب ما فعله جده ثم أخذ الجد الإبرة وبدأ في جمع تلك القطع ليصنع منها ثوبا رائعا وما أن انتهى من الإبرة حتى غرسها في عمامته. ففى هذه اللحظة لم يستطع الحفيد أن يكتم فضوله و تعجبه من أفعال جده فسأله الحفيد : لماذا يا جدي رميت مقصك الثمين على الأرض بين قدميك بينما احتفظت بالإبرة رخيصة الثمن ووضعتها على عمامة رأسك فأجابه الجد : يا بني إن المقص هو الذي قص قطعة القماش الكبيرة تلك وفرقها وجعل منها قطعا صغيرة بينما الإبرة هي التي جمعت تلك القطع لتصبح ثوبا جميلا ….
كن من الذين يجمعون الشمل ولا تكن من الذين يفرقون الناس اشتاتا لا يلزم أن تكون الأروع ولكن إذا جاءك المهموم اسمع .. وإذا جاءك المُعتذر اصفح.. وإذا ناداك صاحبك لحاجةٍ انفع وحتى إن حصدتَ شوكًا يكفيك أنك للورد تزرع ..تعلّمــوا العطاء حتّى في ظروفكم الخانقة .. تعلّموا كيف تهدون النّور لمن حولكم وإن كانت خفاياكم متعبة.. فثواب العطاء يُخبِئ لكم فرجاً من حيث لا تحتسبون …