- رياض عبد الكبير
تحت ستار المرابحة الإسلامية،و بحجة حل مشكلة المركوب لزبائنها، عادت المصارف الليبية هذه الأيام إلى تكرار أكبر عملية نصب و احتيال شهدتها المصارف في هذا الكون على ذوي الدخل المحدود…!!! قيمة القسط أن يمنح مصرف معين مركوبا “سيارة”لزبائنه محدودي الدخل بقسط كبير، لا يراعى فيه بقية الالتزامات لرب الأسرة و لا يراعى فيه الوضع الاقتصادي العام و الطارئ للدولة.
الأرباح للمواطن البسيط الذي يقتات من راتبه و هو في حاجة ماسة لاقتناء سيارة، فإن نسبة ربح المصرف منه هي 24%،أي ماقيمته 17ألف دينار ليبي، و هي تمثل صافي الربح من معاملة بيع سيارة واحدة فقط. المرابحة الإسلامية بالطريقة الصحيحة و المجدية … في حال قامت المصارف الليبية بشراء قطع أراض و أقامت عليها مساكن، و شرعت في بيعها بالتقسيط على زبائنها، فهي بذلك تقوم بتوفير السكن اللائق لذوي الدخل المحدود ، مع مراعاة التخفيف من قيمة القسط بعض الشيء،حتى لا تؤثر قيمة القسط على الراتب المحدود لهذا المواطن المحتاج إلى مأوى و هذا النموذج من المرابحة الإسلامية الحقيقية و هو بناء المساكن و بيعها بالتقسيط يعمل به في مصارف دولة ماليزيا. هذا من الناحية الاقتصادية البحتة، أما من الناحية الدينية فإن تحريم بيع المركوب عن طريق معارض السيارات كان واضحا و صريحا،حيث أن المصرف في هذه الحالة قد باع ما لا يملك…!!! و صورة المنشور المرفقة للمقال تثبت أن المصارف لا تملك معارض للسيارات،و أنها تبيع ما لا تملك…!!! اقتناء مركوب في وضع أمني رديء. الوضع الأمني الهش و السيء الذي تمر به أغلب مدن و مناطق و قرى ليبيا لا يسمح باقتناء سيارة باهضة الثمن، خصوصا و أن هذه السيارة يتم سداد ثمنها على مراحل و في مدة تصل إلى الثمان سنوات…!!!! في حال تم السطو في إحدى الشوارع أو أثناء السفر على هذه السيارة،فستكون ضربة قاضية سيتلقاها هذا المواطن و يكون المصرف شريكا مع هذه العصابة في هذه العملية مع سبق الإصرار و الترصد…!! إن شراءك لمسكن عن طريق المصرف فإنه بإذن الله لن يضرك حتى و إن فكرت في بيعه،فإن سعره يزيد و لا ينقص. أما شراؤك لسيارة باهضة الثمن و بالتقسيط و على راتبك المحدود و في هذه الأوضاع الأمنية الخطيرة ،فإن امتلاكك لها يشكل خطرا على حياتك،و فقدانها في حالة سطو ستكون ضربة موجعة لراتبك المحدود،و إن كان هدفك هو بيعها فور استلامك لها،فإنك ستبيعها بسعر أقل من ثمنها الذي حدده المصرف…!!! الثلاثاء-الموافق 10 سبتمبر2019م رياض عبد الكبير صحفي مستقل