النبي المعلم

النبي المعلم

كتبت :: خديجة حسن

كان رسول الله r أحسن الناس تعليمًا، وأحسنهم توجيهاً وإرشادًا، وأحسنهم حوارًا وإقناعًا..

وكيف لا يكون r كذلك، والله سبحانه هو الذي علَّمه كما قال: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} [النساء: 113]، وهو الذي هداه وأرشده، كما قال: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى: 7]، وقال: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]، وهو الذي رسم له طرق الدعوة وأساليبها: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].

وقد بيَّن القرآن الكريم أن التعليم هو مقصد أساسٌ من مقاصد بعثة النبي r، فقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]، والذي يميز تعليم النبي r عن غيره من المعلمين الذي لا يهتدون بالوحي هو ارتباط تعليمه بتزكية النفس وسموها في معالي الكمال، كما في هذه الآية وفي قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: 2].

وقوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 151].

وقد لخَّص النبي r رسالته بأنها رسالة تعليمية مرتبطة باليسر ورفع الحرج عن الأمة، فقال: «إن الله لم يبعثني مُعنِّتاً ولا مُتعنِّتاً، ولكن بعثني معلمًا ميسرًا» [رواه مسلم].

وجعل النبي r نفسه بمنزله الوالد في تعليم أبنائه ما يجهلون فقال عليه الصلاة والسلام: «إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم» [رواه أحمد وأبو داود و حسَّنه الألباني].

وتأتي لفظة الوالد لتلقي بظلالٍ من الرحمة والشفقة والمحبة الصادقة والحلم والأناة على العملية التعليمية. فمن أحرص من الوالد على تعليم أبنائه؟ ومن أرحم بهم وأشفق عليهم وأحلم بهم منه؟!

فهذا هو النبي المعلم الذي اجتمعت فيه كل صفات الكمال في المعلم الناجح من رأفة ورحمة وحرص على تعليم الناس وهدايتهم، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :