الندوة الوطنية حول تدريس الندوة الوطنية حول تدريس التعليم الديني

الندوة الوطنية حول تدريس الندوة الوطنية حول تدريس التعليم الديني

(فسانيا/عائشة التواتي)

اختتمت الاربعاء 27-4-2018 بمقر كلية الدعوة الإسلامية بطرابلس “الندوة الوطنية حول تدريس التعليم الديني” والتي أقيمت لثلاثة أيام متتالية تحت إشراف المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم ،وبالتعاون مع كلية الدعوة الإسلامية باستهداف الأساتذة الجامعيون المختصون في مجال العلوم الدينية ، والمسؤولون عن إعداد المناهج وتطويرها ، والخبراء والمدرسون الممارسون ، وبعض من طلبة الكلية وعدد من المهتمين بالتعليم الديني .

و في افتتاح الندوة قال  د. عبد الحميد الهرامة عميد كلية الدعوة الإسلامية تأتي اقامة الندوة في ظل ظروف عصيبة يمر بها العالم الإسلامي ، معتبرا التعليم الديني جامع القلوب على الهدى وتشتيته وتفريقه يعزز الخلاف في الدول الإسلامية وحتى داخل الدولة الواحدة ويسمح لتنافر القلوب واختلاف الأجندات والمذاهب والطرق .

وأضاف (الهرامة) قائلاً : أن ليبيا منذ أن دخل المسلمون إليها تنتهج مذهبا واحدا يستمد أصوله من الكتاب والسنة ليس فيه غلو ولاتطرف، وأضاف أن هذه الندوة تسعى لبيان أهمية التعليم الديني في توحيد القلوب وجمع الصفوف واختيار الطريق المستقيم الذي يعتمد على القرآن والسنة.

من جانبه أوضح د. عبد المنعم ابو لائحة أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم سعي اللجنة منذ إعادة تفعيل نشاطها في المشاركة بمناشط المنظمات الدولية الثلاث اليونسكو ، والإيسيسكو ، والألكسو لربط مؤسسات الدولة الليبية العاملة في مجالات التربية والثقافة والعلوم بهذه المنظمات وأن اللجنة تهدف لوجودها بالمؤتمرات العامة والمجالس التنفيذية لتلك المنظمات لغرض سياسي وفني باعتبارها ممثلة للدولة في محافل مهمة تعنى باستراتيجيتها التربوية والثقافية والعلمية ، وكذلك تعد حلقة وصل من خلالها تتم برمجة النشاطات على الأصعدة المختلفة.

و استعرض (ابو لائحة )ما تم انجازه خلال فترة وجيزة من أنشطة أبرزها مراجعة (17) اتفاقية مع منظمة اليونسكو لبعض مؤسسات الدولة الليبية وفقا لمتطلبات وأولويات المرحلة برؤى وآليات عمل جديدة تضمن الاستفادة المثلى من تلك الاتفاقيات ، وأيضا مشاركة اللجنة الوطنية بالتعاون مع مصلحة الآثار والجهات ذات العلاقة في استرجاع قطع أثرية ليبية مسروقة بعد مداهمة أحد أسواق المزاد غير المشروعة بإسبانيا وصدور بيان بتلك الواقعة ، ومراسلة المديرة العامة لمنظمة اليونسكو لحثها على ممارسة اختصاصاتها باسترجاع تلك المسروقات، وسعي اللجنة الحثيث لمحاولة رفع (5)مواقع ليبية من قائمة الخطر عن طريق مندوبيتها ومستشاريها في منظمة اليونسكو ومصلحة الأثار ومتابعة الإجراءات وتقديم الاستشارات الفنية بالخصوص قبل عرض تقرير الدولة الليبية على اللجنة الدولية للتراث العالمي في اجتماعها القادم ، كما تطرق  لتبني اللجنة الوطنية مشروع الإطار الوطني لوصف المؤهلات بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) مع بعض إدارات وزارة التعليم ، والمشاركة في الأولمبياد العربي للرياضيات .

وأشار (ابو لائحة ) للتعاون مع منظمة الإيسيسكو من خلال هذه الندوة والمنظور المطروح الذي يعد من اهم التحديات التي تواجهها وهو التعليم الديني في اتجاهه الشامل وصفا وتحليلا وتقييما ، مؤكدا أن وزارة التعليم تحرص على محتوى منهج التربية الإسلامية في مؤسساتها التعليمية ما يجعلها تنتهج رؤى جديدة في توصيف المناهج الدراسية ما يؤدي لترسيخ قيم الحق والعدالة والمساواة والعمل الإنساني المشترك لتحقيق الخير والنماء.

وتحدث د. طاهر حبيب مدير إدارة المناهج بوزارة التعليم في كلمته عن الحاجة الماسة إلى تعليم ديني يرسخ المفاهيم الصحيحة وما يجب أن يكون عليه في مؤسساتنا التعليمية غير التي تدعي أنها تسير على كتاب الله وسنة نبيه وهي في واقع الحال مغايرة تماما لما تدعيه بحيث اصبح كلا يكفر الأخر مالم يتوافق معه والسير على نفس المنهج سواء كان صحيحا أو خاطئا ، وختم حديثه بأن وزارة التعليم اتجهت لأن تعيد النظر في مقرر التربية الإسلامية، حيث شكلت لجنة من المتخصصين من كلية الدعوة الإسلامية وغيرها من الجامعات لوضع مقرر جيد يستفيد منه أبنائنا في المؤسسات التعليمية بالرجوع لكتاب الله وسنة رسوله.

وألقى د. جمعة الفيتوري في الجلسة الأولى للندوة محاضرة بعنوان(رسالة التعليم الديني والرؤية المستقبلية بليبيا) تناول فيها احتياجات المجتمع للتعليم الديني وتحقيق خطط التنمية من خلال وضع استراتيجية تؤكد مفاهيم الإسلام المعتدل ومعالجة الخلافات بين أبناء الأمة ، تنويع التعليم الديني ، والتعامل مع المتغيرات العلمية العالمية بواقعية ، وإعادة ترتيب وتنظيم مخرجات التعليم الديني بالرجوع لمحتوى المنهج المقدم وضرورة مواكبته بما يتماشى والنمو الهائل لتدفق المعرفة والتعلم عن بعد ، واقترح المحاضر عدة مشاريع استراتيجية تأسس وتدعم التعليم الديني بما هو عليه الآن والسعي لتطويره من قبل وزارة التعليم.

ثم ألقى الدكتور عمارة حنين بيت العافية محاضرة بعنوان لمحات من تاريخ التعليم الديني بليبيا تناول فيها المراحل المتعاقبة على ليبيا والتي أثرت بوضوح عقب الاستقرار السياسي على التعليم بداية من الدولة العثمانية ومحدودية المدارس في إطارها الأهلي في تلك الفترة وحتى أواخر العهد العثماني الذي استشعر الخطر من إيطاليا مع انتشار البعثات التبشيرية حيث تم افتتاح عدد من المدارس بداية من مدرسة الفنون والصنائع بالمجهود الذاتي لمواجهة مسألة انتشار المدارس الأجنبية إبان الاحتلال الإيطالي التي بدأت تطويع مناهج تلك المدارس لصالح إيطاليا ومحاربة ماكان قائما من تعليم ديني من حرق للكتاتيب وغلق المدارس وحتى ملاحقة من ذهبوا للدراسة خارج ليبيا للأزهر وتونس ، معرجا على العوائق التي واجهت التعليم عقب الاستقلال من قلة الموارد ونقص المعلمين وغيرها وتأثر هذا التعليم بالاستعمار والعوامل الطبيعية وما واجهته ليبيا من اضطرابات ، وأشار  لبعض المسائل المتعلقة بالتعليم الديني مقترحا اتخاذ سبل حديثة من شأنها تدعم وتطور محتوى المناهج والأطر الإدارية والتربوية وتحديث الأساليب المتبعة ومواكبة المستجدات ما من شأنه يؤسس لعملية تعليمية دينية تحافظ على ثقافة المجتمع الذي يحرص على التمسك بالإسلام عقيدة وشريعة على منهج الاعتدال والوسطية دون إفراط أو تفريط.

كما التطرق في الندوة إلى : واقع التعليم الديني في ليبيا والعالم الإسلامي ، والبرامج والمنهج من حيث الواقع والتحديات ، وتكوين خبراء التعليم الديني وتحديث مناهجهم في التدريس والبحث ، واستراتيجية تطوير التعليم الديني.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :