“الهمجية زمن تعليم بلا ثقافة” لميشيل هنري

“الهمجية زمن تعليم بلا ثقافة” لميشيل هنري

ملخص كتاب : سالم أبوظهير

لغة كتاب “الهمجية زمن تعليم بلا ثقافة” لمؤلفه الفيلسوف الفرنسي ميشيل لغة اكاديمية وفلسفية ، قد تصعب على القاري العادي فهمها، حيث يعرض فيها مؤلف الكتاب بأسلوب أكاديمي أفكارًا نقدية جريئة ودقيقة حول واقع التعليم وانظمته في العصر الحالي، ويُقدم بعض الحلول لإصلاح هذا الواقع، كما يستكشف التحديات التي يواجهها نظام التعليم في العصر الحديث ويقدم تحليلاً نقدياً لهذا النظام التعليمي، فيرى أن العلم الحديث بشكل عام وبمختلف فروعه وانماطه يهدف إلى إخضاع الطبيعة والاستيلاءعليها دون احترامها، ويشير إلى أن العلم بشكله الحالي ينزع المعنى والروح من الوجود، بينما يعبر الفن عن التجربة الحية للوجود.

يعرف المؤلف الهمجية في هذا الكتاب ، على أنها مجموعة من الظواهر التي تهدد القيم الإنسانية، مثل العنف والمادية المفرطة. ويرى أن هذه الظواهر تعوق التطور الإنساني وتخل بالثقافة الحقيقية.

وفي كتاب “الهمجية: زمن التعليم بلا ثقافة”، يرى هنري ان التعليم بمختلف انظمته الحالية ينطوي على “همجية” جوهرية تهدد القيم الإنسانية وتقلل من أهمية الثقافة.بينما يشدد هو تعزيزها وضرورة ادماجها في نظم التعليم ، مؤكدا على أن الثقافة هي “التنمية الذاتية للحياة” وأنه يجب إعادة النظر في دورها وخطورة فصلها عن التعليم.

وفي نفس السياق يبين الكتاب أن الفن يُعبرعن “التجربة الحية” بينما يحاول العلم تفسيرها وتحليلها.والأنظمة التعليمية في وقتنا الحاضر اضحت تعتمد الهمجية بدلاً من تعزيز الثقافة والتنوع الفكري.كما يناقش هنري في هذا الكتاب العلاقة التي يصفها بالمتوترة بين العلم والثقافة في عالمنا الحالي، ويطرح فكرة جدلية من منظور فلسفي اجتماعي مفادها أن هيمنة العلم والتكنولوجيا قد أدت إلى تهميش الثقافة والذات الإنسانية.

الكتاب عبر فصوله السبعة يطرح العديد من المفاهيم والأفكار المهمة ، ويخلص مؤلفه الى ان الهمجية تسيطرعلى النظم التعليمية، حين يتم التركيز في معظم هذه الأنظمة التعليمية على الاختبارات والمعايير القياسية دون تطوير الثقافة والتفكير النقدي.وهذا من (وجهة نظر المؤلف) أدى إلى ضياع الثقافة في التعليم، مع التركيز الزائد على المعرفة السطحية دون التنويع الثقافي والفكري.

كما إنتقد المؤلف طرق واساليب الاختبارات ووسائل التقييم في أنظمة التعليم الحالية معتبراً أن النظام التعليمي القائم على الاختبارات والتقييم يقيد الطلاب ويقلل من إبداعهم وتفكيرهم النقدي وفي \ات السياق يؤكد المؤلف على أهمية التنوع الثقافي واللغوي في التعليم ، ويشدد على دور هذا التنوع الثقافي واللغوي في تعزيز البيئة التعليمية  تقويتها وتعزيز التفكير النقدي.

يقدم الكتاب بعض المقترحات لتغيير النظام التعليمي، منها دعوته لضرورة ان تتضمن انظمة التعليم مناهج حديثة تنمي المهارات الفكرية والإبداعية وأكد على ضرورة أن يتم دمج التعلم النشط والتعلم العملي في كل المتاهج والبرامج التعليمية .

وبشكل مختصر، يُثير مؤلف هذا الكتاب تساؤلات حول دور الثقافة والذات الإنسانية، ويدعو إلى ضرورة استعادة التوازن بين العلم والثقافة وإعادة الاعتبار للذات الإنسانية. مقدماً الكتاب بشكل فلسفي نظرة نقدية عميقة للعلم والتكنولوجيا ويكشف تأثيرهما على مختلف جوانب الحياة، وذلك في ظل سيطرتها على مناهج التعليم في غياب الثقافة، ويدعو بشكلح ملح لإصلاح نظم التعليم الحالية والانتقال بها إلى مسارات تتبني مناهج تربوية متطورة تساهم في تحقيق التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي والاقتصادي ، وتعزز التفكير النقدي وتقدر التنوع الثقافي واللغوي في البيئة التعليمية وتهتم به.

الكتاب متوفر على شبكة الانترت وقد صدرت الطبعة العربية الأولى له عن دارالساقي عام 2022م ترجمة جلال بده

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :