الهند و باكستان ” تاريخ ممتد من الصراع و التوتر “

الهند و باكستان ” تاريخ ممتد من الصراع و التوتر “

  • مالك المانع

الهند و باكستان الدولتان النوويتان الأكثر توتراً في تاريخ العلاقات بين الدول الجاره ، فمنذ أن خرجت الهند وباكستان من عباءة الاستعمار البريطاني عام 1947، لم تهدأ التوترات بين الجارتين النوويتين. فقد كان التقسيم ذاته شرارة أولى لصراعٍ طويل الأمد، لا يزال يلقي بظلاله على منطقة جنوب آسيا، ويهدد استقرارها بين الفينة والأخرى .

إذ بدأ هذا التاريخ الطويل من الصراع و الخلاف مبكراً، حين نشبت الحرب الأولى بين البلدين عام 1947 بسبب نزاع كشمير، وهي المنطقة الجبلية الواقعة شمالاً، التي ظلت منذ ذلك الحين بؤرة التوتر الأكثر اشتعالاً. الحروب الأربعة التي اندلعت بين البلدين (1947، 1965، 1971، و1999) كانت جميعها، بشكل مباشر أو غير مباشر، مرتبطة بهذه القضية.

الحرب الثانية في عام 1965 لم تؤد إلى حسم عسكري واضح، لكن حرب 1971 كانت الأكثر حسماً، حيث انفصلت باكستان الشرقية لتُعرف لاحقاً باسم بنغلاديش، في ضربة قوية لباكستان على المستويين الجغرافي والسياسي.

أما حرب كارجيل في 1999، فقد وقعت بعد أن أصبح البلدان دولتين نوويتين، إثر التجارب النووية المتبادلة في عام 1998. و منذ ذلك الحين، بات العالم يتابع أي تصعيد بين الطرفين بقلق بالغ، تحسباً لأي انفجار نووي قد تكون عواقبه كارثية.

ورغم توقيع العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار ومذكرات تفاهم، فإن التوتر أصبح سمة للعلاقات الثنائية. [الأحداث الإرهابية، واتهامات دعم الجماعات المسلحة، والتدخل في الشؤون الداخلية] كلها عوامل ساهمت في إذكاء نار العداء بين البلدين .

أما على صعيد السياق العسكري، فإن الأرقام تعكس توازنًا هشًّا. فالهند مثلاً تمتلك واحدة من أكبر الجيوش النظامية في العالم، بتعداد يزيد عن 1.4 مليون جندي، مقارنة بنحو 640 ألف جندي في القوات الباكستانية ،  و من حيث الإنفاق، تبلغ ميزانية الدفاع الهندية نحو 73 مليار دولار، بينما لا تتجاوز نظيرتها الباكستانية 10 مليارات دولار.

و على صعيد القوة النووية، فإن الهند تمتلك ما بين 160 إلى 170 رأساً نووياً، فيما تشير التقديرات إلى امتلاك باكستان بين 165 و175 رأساً نووياً. ويُرجّح أن باكستان تحتفظ بسياسة نووية أكثر مرونة في الاستخدام، مقارنة بالعقيدة الدفاعية النووية الهندية التي تتبع سياسة “عدم الاستخدام الأول”.

و في مجال الطيران الحربي، تعتمد الهند على تنوُّعٍ في مصادر تسليحها، من بينها الطائرات الروسية “سوخوي” والفرنسية “رافال”، بينما تعتمد باكستان بشكل أساسي على الطائرات الصينية والمشتركة مع الصين مثل “JF-17”.

أما من الناحية البحرية، فتملك الهند أسطولاً متقدماً من الغواصات وحاملة الطائرات، في حين تركز باكستان على تطوير دفاعاتها الساحلية وتعزيز قدراتها عبر صفقات تسليح مع الصين وتركيا

السباق التكنولوجي لا يقل أهمية أيضاً ، إذ تستثمر الهند بقوة في تطوير الأقمار الصناعية العسكرية، وأنظمة الدفاع الجوي مثل “S-400”، بينما تسعى باكستان لمجاراة ذلك عبر التعاون الاستراتيجي مع الصين.

ورغم تفاوت الكفة العسكرية لصالح الهند، فإن موقع باكستان الجغرافي، وخبرتها في الحروب غير التقليدية، يجعل أي مغامرة عسكرية محفوفة بالمخاطر للطرفين.

و في النهاية ، يظل الأمل معقوداً على الحلول الدبلوماسية، والعودة إلى طاولة الحوار، لأن صراعاً نووياً بين البلدين لا يمكن أن ينتج عنه أي رابح، بل ان الخسارة ستكون حتماً جماعية للمنطقة والعالم بأسره ..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :