- محمود أبوزنداح
كانت مصر في الخمسين سنة الماضية و قبل الدخول في الألفية الحديثة من أجمل وأرقى الدول ،بل إنها تتساوى مع كوريا الجنوبية التي وصلت إلى مراحل متقدمة الآن. بل إن القوة الحقيقية تكمن في حب الجماهير وهذا مكسب متحقق لدى الدولة المتجذرة تاريخيا وثقافيا ، الجماهير العربية لا تعرف إلا الأفلام والأغاني المصرية تتغذى على المهرجانات المصرية ،الكتاب والثقافة والمسرح والشوارع والطرق والأزقة …مصر تتكلم. اليد العاملة تذهب إلى العرب حتى تساعد على البناء والعمران……. والعقل المتعلم يذهب إلى أفريقيا حتى ينمي المشاريع وتَحقّق التنمية المستدامة. القوة الناعمة تجلب إلى الدولة مكاسب كبيرة وعديدة لا يمكن كسبها بالحرب والعدوان…. عندما تتحصل الدولة على بريق يساعدها ويخلصها من المحيط المتفجر بالثورات والداخل المتخبط بالأزمات الاقتصادية فالسبيل التمسك بمعشوقة الجماهير واستغلال كأس العالم ……وأي لاعب يبرز ويكون حديث الشارع….. وكم من لاعب كان حديث الشارع وكان يجلب الفوز وعند الانتهاء منه يصبح خائنا وتصادر منه الأموال…. للأسف دائما الحكومات تكون قاصرة النظر في كيفية استغلال المواقف لصالح البلد وحتى في اختيار التوقيت . نحن نعلم أن الحرب أصبحت مكلفة جدا بالطريقة التقليدية، والعالم بدأ باستعمال الحرب بالوكالة عن طريقة استخدام عملاء وأقزام…أو عن طريق شركات وأدوات عالمية مثل عقوبات من مجلس الأمن أو قرض من البنك الدولي!!! وهذا ماحصل مع الشقيقة الكبرى ،إذ لايمكن لأي دولة استعمارية تنظر إلى العملاق المصري المسيطر على أهم منافذ العالم وله الذراع الطويلة في الشرق الليبي أن يبقى بلا عقاب . ومن المستحيل قتل كل العلماء أو الساسة أو الثقافة المصرية(( قتل الشعب المصري)* وعليه كان لابد من إخضاع المارد المصري لقانون البنك الدولي…. وفرحت مصر قليلا بالقرض الدولي……ولكن كسبت غضب الشارع المصري من خلال فرض الضرائب والمزيد من الضرائب وذلك تنفيذا لرغبة عبقرية البنك الدولي….. تسقط الدول عندما تكتسب العداء الداخلي والخارجي من خلال شيطانة أفعالها …….هناك الكثير من الغضب في الشارع الليبي من استعمال الطائرات المصرية وعدم استعمال الذكاء المصري والمزيد من الضغط على استعمال الحل الأسلم….. كانت مصر آمنة مطمئنة وهي مذكورة في القرآن الكريم…….علينا البحث عن الأمان برجوع مصر إلى بر الأمان لنفسها وللآخرين من محيطها العربي….بالديمقراطية والتوزيع العادل عبر العدالة الاجتماعية يقطع الطريق على البنك الدولي وعلى الاستعمار ويفتح الطريق عبر مجال أكبر للقوى الناعمة.