انتخابات

انتخابات

سالم أبوظهير

لماذا الانتخابات؟ وهل نحتاجها فعلاً في هذا المفترق ؟ بقدر ما في هذا السؤال من عمومية وشمول، بقدر ما ثمة ضرورة ملحة تستلزم أن يكون الجواب واضحاً ومحدداً وفيه تفصيل. فبعد التخلص من نظام حكم سبتمبر الشمولي الفردي المعيب، وبعد كل هذه السنوات العجاف من عمر فبراير ، بات من حق الليبي أن يطالب بهذه الانتخابات ، ويعمل على أن يخوض تجربتها الديمقراطية ليؤسس لدولة مدنية ، فيها المؤسسات والقانون والعدالة الاجتماعية، و التداول السلمي على السلطة.

ورغم ما تحمله الانتخابات من بشائر بالديمقراطية والخير والأمن والأمان، لكنها أيضا لن تتحقق إلا بشروط ملزمة لنجاحها ،استناداً لسيادة القانون، وأهم هذه الشروط احترام الرأي الآخر، والاحتكام لمبادئ التعددية السياسية ، وعدم الإقصاء من أي نوع ولا أي فرد ، لو نجحنا في تحقيق ذلك سننعم كلنا باختلاف قناعاتنا وتوجهاتنا السياسية بالعيش في مجتمع مثالي جديد تحت مظلة العدل والمساواة. والانتخابات ليست عصا سحرية، ننتظر منها بمجرد إعلان نتائجها أن تنقل بلادنا من حالتها وواقعها الحالي البائس، لواقع مثالي في رمشة عين ، لكنها أداة فعالة لتحقيق ما نحلم بتحقيقه ، خاصة إذا كانت انتخابات نزيهة شفافة، نثق كلنا من خلالها في صندوق الاقتراع، ويكون الفيصل بيننا كلنا كليبيين أن نلتزم بنتائجها ، لأن في ذلك انطلاقة حقيقية صوب بناء ليبيا الجديدة.

وعلى مؤسسات الإعلام ، يقع العبء الأكبر لتقوم بدورها على أكمل وجه ،لتوعية الليبيين عبر تعريفهم بثقافة ديمقراطية حقيقية. وأحسب يقينا أنه إذا ما قال كل الليبيين كلمتهم، وأنجزوا على أكمل وجه بثقة وحماس واجتازوا بنجاح امتحان الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، سيصبح من السهل إنجاز باقي المهمات الصعبة في سبيل بناء الدولة المدنية العصرية التي نحلم جميعاً بالعيش فيها، و سنحترم جميعنا القانون ونحتكم إليه ،وسيكون من السهل أكثر من قبل، المضي قدما من أجل إعادة بناء وتوحيد كل مؤسسات الدولة ،خاصة المؤسسات الخدمية والسيادية منها كمؤسسات الجيش والأمن والقضاء.

دور مهم جداً منتظر من القنوات المرئية و المسموعة، ومن منابر المساجد، وعبر قاعات المحاضرات في الجامعات والمدارس ، وأيضا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وفي صالات الأندية الثقافية وقاعات مؤسسات المجتمع المدني للتكافل كلها من أجل أن تنجز بالتمام والكمال دورها التوعوي بأهمية هذا العرس. وأخيراً وبشكل مباشر الانخراط في إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة وشفافة، سيحافظ على تماسك البلاد الليبية، وسيحفظ أمنها ، ويوفر لها الأمان، وسيبعد عن بلادنا شبح التقسيم المقيت ، ويمنع حدوث التشتت والطائفية، لذلك كلنا كليبيين ننتظر بصبر نتائج انتخاب برلمان تشريعي ،وحكومة قوية عادلة تحقق مطالب الشعب الليبي كله .. نعم كله وبشكل عادل ومتساوٍ، ودون أي تفريق أو تخصيص من أي نوع.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :