(فسانيا / عائشة التواتي/ تصوير / مصطفى المغربي) ….
تكمن أهمية التراث اللامادي في التأكيد على هوية الشعوب التي تتمتع بزخم هائل من الموروثات التي مثلت نهج وسلوكيات الشعوب والمجتمعات ، في ظل المساعي العالمية من اجل العولمة وإلغاء الآخر وخاصة أننا نمتلك في ليبيا مخزون ثقافي وفكري وتراث يعد مفخرة بين الشعوب والأمم.
ممن هذا المنطلق بدأت الدورة التدريبية الوطنية للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، حول بناء قدرات العاملين في الجرد الوطني وحصر التراث الثقافي اللامادي في ليبيا، تحت شعار “تراثنا اللامادي :المخاطر والتحديات” ،فعالياتها صباح يوم الإثنين 5ديسمبر 2022, ,والتي نظمتها اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، بالتعاون مع جامعة غريان، وبرعاية منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة ( إيسيسكو)، بحضور وزير التربية والتعليم د. محمد موسى المقريف رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم ، وأ. عبدالله السوسي أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، ود. محمد إبراهيم غومة رئيس جامعة غريان، وأ. الهادي الهامل مدير مكتب التخطيط الاستراتيجي والتميز المؤسسي، ود. مصطفى الحوات معد والمشرف على الدورة عضو قسم ترميم وصيانة الآثار جامعة المرقب بالخمس، وأ.د محمد زين العابدين رئيس قطاع الثقافة والاتصال بمنظمة الإيسيسكو وذاك عبر منصة التواصل الا فتراضي.
وتهدف هذه الدورة إلى توعية أفراد المجتمع الليبي بتراثهم، وبناء القدرات الوطنية في مجال جرد التراث الثقافي اللامادي، وتحضير قوائم الحصر للتسجيل لاحقا في قوائم اليونسكو، كما تهدف إلى التعريف لخطوات جمع التراث الثقافي اللامادي وفق خطة معينة، والعمل على استحداث نواة لمراكز أبحاث تعنى بالتراث الثقافي اللامادي وتكون رافدا لجمعه، إضافة للعمل على توحيد جهود المؤسسات والباحثين من ذوي العلاقة بالتراث الثقافي اللامادي.
ولكي تؤتي هذه الدورة أكلها والاستفادة من الخبرات التي تؤطر هذه الدورة، فقد تم استهداف كوادر الباحثين المعنيين بالتراث من طلاب قسم الآثار والسياحة بجامعة غريان وطلاب الدراسات بقسم الآثار بأكاديمية الدراسات العليا بغريان، كذلك مكتب وزارة الثقافة والتنمية المعرفية بغريان، وجهاز الشرطة السياحية وحماية الآثار، وأصحاب ورش صناعة الفخار، ولأصحاب بيوت الحفر، ونساء ناشطات في مجال الحرف التقليدية بغريان.
وأعقب الجلسة الافتتاحية للدورة، انطلاق المحاضرات وفق البرنامج الزمني المعد، مشتملاً في اليوم الأول على التعريف بالتراث الثقافي اللامادي وأنواعه، والإطار القانوني والمؤسساتي المنظم للتراث الثقافي اللامادي، إضافة عرضين آخرين احتوى الأول على المخاطر والتهديدات التي تواجه التراث الثقافي الليبي اللامادي، وتناول الثاني أساليب حصر وتوثيق التراث الثقافي اللامادي .
وفي اليوم التالي من الدورة عقد تتمة العروض المحتوية على برنامج الدورة التدريبية , حيث كان الاستهلال لعرض بعنوان مشاركة المجتمع المحلي في صون توثيق التراث اللامادي تم فيه بث بعض التجارب الناجحة وهو عرض تم عبر منصة التواصل الافتراضي، للأستاذة نيللي عبود وهي مديرة ثقافية وباحثة في التربية المتحفية , ومديرة جمعية “المختبر الثقافي ” جبيل لبنان, تلاها تناول الإطار القانوني المؤسساتي المنظم للتراث الثقافي اللامادي بالمشاركة بين د. مصطفى الحوات ود. مفتاح الشلماني ، ثم عددت المخاطر والتهديدات التي تواجه التراث الثقافي الليبي اللامادي من خلال عرض آخر, كما تم استعراض سبل استدامة التراث الثقافي الليبي اللامادي للدكتورة نرجس سويسي عميد كلية الآداب بجامعة غريان, كما تخلل العروض جلسات حوار ونقاش أثرت الدورة وعمقت جملة من المفاهيم والإفادة المتعلقة بهذا الجانب الغني من التراث الليبي.
وكان للجانب التفاعلي حصة هامة من خلال تدريب عملي للمشاركين على توثيق وجرد عناصر التراث اللامادي, وهو تدريب يجرى لأول مرة في ليبيا قام به د. مصطفى الحوات وتم بعده قراءة ومناقشة نماذج المشاركين التي تدربوا عليها.
وفي اختتام الدورة تم توزيع شهادات اجتياز الدورة المعتمدة من الايسيسكو، واللجنة الوطنية، وتقديم شهادات الشكر والتقدير لكل من ساهم في انجاح الورشة التدريبية وتكريم خاص لجامعة غريان ..