بخت أسود

بخت أسود

علي جمعة إسبيق

ولدت على يد امرأة جاءت مصادفة لمشفى القرية ، لم يكن هناك إلا قطعة اسفنج واحدة ، قطعة اسفنج ومقص ، في مستشفى فارغ إلا من ممرضة بدينة وعاملة نظافة بطيئة جدا ، ( جاتك بنت ) ، احلولك وجه الزوج

_ عليك بخت أسود

المرأة

_ من رحم السواد يخرج النور

عانقتني أمي ، أخرجت ثديها وبدأت في ارضاعي ، الرياح تجوب الغرفة التي تجلس أمي داخلها ، تعانقني ، سأسميك ( فرحة ) ،

والدي يضرب بإصبعه علبة السجائر من خلفها ، كان ينتظر أن أكون ولدا ، لكنني لست الله ، الله خلقني أنثى ، وسأصارع هذا العالم لأكون أنثى

لم ير والدي وجهي ، أخذ ينفث سجائره تباعا وهو يقود عربته متوجها للبيت ، بينما تعانقني أمي بكل حب ،

_أسميتها فرحة

__ لا شأن لي بها

_لكنها ابنتك

__أريد ولدا

مضى على ولادتي ثلاثون عاما ، لقد كبرت في كنف أمي ، بعد أن سجن والدي لأن عربته صدمت موكب رئيس البلاد ، فأمر الرئيس بسجنه مدى الحياة .

إعلان في الصحيفة عن سوء حالة زوجة الرئيس ، جائزة الطبيب الذي يساهم في علاجها كبيرة ، توجهت فورا لأساهم في علاجها ، فقد صرت طبيبة ماهرة ،

الحاكم أمر بتنفيذ كل ما أريد ، بعد أن ساهمت في علاج زوجته ،

كان طلبي أن يطلق سراح والدي ، وأن يخبروه بأن البخت الأسود صار أبيضا ، يرتدي الأبيض ، يحول ظلمة السجن إلى ضوء الحرية

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :