بقلم :: إبراهيم فرج
لم أجد عنواناً … أو أنه لايمكن أن تجد عنواناً تضع تحته ذلك الكم الهائل من الأحداث التى تتوالى على وطننا حتى أصبح من الصعوبة تحديد عنوان مناسب فهي تتوالى وتتسارع وتفرض نفسها على واقع الوطن وتدفعنا إلى طرح عديد التساؤلات حول مصير هذا الوطن و أكاد أجزم بأنه لا أحد يستطيع قراءة ما يحدث قراءة صحيحة أو يضع عنواناً يعبر عنها .. وربما أنها بدون عنوان .. إن الشخوص التي فرضت نفسها على قمة الهرم في بلادنا شتت الأنظار وكل منهم يدعي أنه يعمل لصالح الوطن ويتشبث كون أن نظرته وتشخيصه للوضع الراهن هو الطريق الصحيح … وعلى الوجه الآخر لم يقدم أيا من هؤلاء ما يرفع المعاناة عن هذا الوطن والمواطن … تاهت المسارات في كل اتجاه … والشيء الوحيد كقاسم مشترك بين كل هؤلاء أن الوطن والمواطن يعاني … ولقد أصبح الوطن مهدداً بشكل لم يسبق له مثيل .. فالحدود انتهكت والديموغرافيا تغيرت واستوطن هذا الوطن كل من هب ودب ولا شك أن ما يحصل في الجنوب خير دليل على ذلك … ومعاناة المواطن بدأت ولم تنته بل تفاقمت إلى حد يشعر الفرد فيه أنه قد فقد مواطنته ووطنيته عندما رأى أن أبسط حقوقه لم تعد في متناول يده فكيف له أن يشعر بالوطن وهو يكاد يفقد شعوره بنفسه وبمن حوله … إن تداول قضية الوطن من السادة الساسة تنحصر في ديمومة تواجدهم على سدة الحكم. لا أعرف من يحكمون بل ساء ما يحكمون … فرضوا أنفسهم كأوصياء وكأن ليبيا لم تنجب غيرهم … فبين شرعية ولا شرعية وحكومة ولا حكومة … ومؤسسات سيادية بلا سيادة والكثير الكثير المنقسم والمشظى والضحية هو الوطن والمواطن فلم نعد نعرف من الذي بيده الأمر وكلهم ولاة أمر بهواه .. لقد أصبحت ليبيا بلا هوية ودليل ذلك تعامل المجتمع الدولي معها تارة ترى دول تتعامل مع الشرق والغرب وأخرى تتعامل مع الشرق والغرب كل على حده .. واعترافات منقسمة كنا ولا زلنا نحن سببها أو بالأحرى سادة الوطن هم سببها وليس بالبعيد مؤتمر برازفيل وما حدث فيه … وهكذا ضاع الوطن وضاع عنوان الوطن … وأصبح بدون عنوان … نعم لم يعد لهذا الوطن عنوان والتعامل الدولي معه أصبح بما يخدم مصالحهم ولم يعد بمقدور المهتمين بالشأن الداخلي وضع رؤية تنقذ الوطن في ظل هذا التشتت المبني على مصالح شخصية ضيقة مآلها انهيار ما تبقى … فلم يعد أمامنا الكثير فقد استنفذنا الوقت وسوف نقف قريباً جداً على أطلال وطن كان ونعض أصابعنا ندماً في تفريطنا … ولن يكون أحد بمنأى عن ذلك … مالم نبحث عن عنوان نتفق عليه جميعاً .. وليس لنا غير الوطن عنواناً يجمعنا … فهل نتخذ الوطن عنواناً؟ أم سنبقى بدون عنوان؟ … تساؤل .!!!