بعد مرور سبع سنوات: تــاورغــــــاء جــــــــرح  يــداويــــه أهـــــلــــه

بعد مرور سبع سنوات: تــاورغــــــاء جــــــــرح  يــداويــــه أهـــــلــــه

 تقرير :: اسمهان الحجاجي 

مبادرة تلوح في الأفق  حلاّ لقضية مهجري تاورغاء ويبدو أنها في طريقها إلى الحلّ النّهائي بعد أن كانت العقبة الأساسية لإتمام المصالحة الوطنية طوال سبع سنوات دفعت خلالها المدينة وأهلها ثمن موقف أبنائها خلال أحداث الثورة، الأمر الذي اعتبره أهالي مصراتة موقفاً أضرّ بهم وبأبنائهم مما أحدث شرخا كبيراً بين الجارتيْن  مصراتة وتاورغاء

عودة النازحين ، احترامٌ لحقهم في ردّ الاعتبار، واسترجاع المساكن والأراضي والممتلكات جزءٌ من جبر الضرر

بيان لجنة التواصل

ففي  الفترة الماضية أعلنت لجنة التواصل مع مدينة تاورغاء في مصراتة إطلاق مبادرة لإعادة المهجرين و النازحين إلى مدينتهم تحت عنوان ”من دخل تاورغاء فهو آمن “ اعتبارا من يوم 20 رمضان من العام 2017 بهدف عودة أهالي  وسكان تاورغاء بعد مرور سبع سنوات على نزوحهم .

و قال: البيان إن هذه المبادرة و ببساطة هي دعوة علنية و صريحة بدون دخول أطراف أو جهات خارجية أو حكومية أو وسيطة بين الجارتيْن تاورغاء و مصراتة كما أنها دعوة علنية في هذا الشهر الكريم شهر الرحمة و الغفران من شباب المدينة لعودة جيرانهم إلى ديارهم .

  و أضافت: اللجنة في ختام بيان مبادرتها بأنها دون قيد أو شرط أو منّة من أحد و بأنها دعوة صادقة عنوانها ”من  دخل تاورغاء فهو آمن ”

استطلاع آراء المواطنين

صحيفة فسانيا استطلعت آراء بعض المواطنين حول عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم في هذا الوقت وفي هذه الظروف .

كانت البداية مع إيهاب الذي قال: نتمنى من الله العلي القدير أن يعودوا إلى مدينتهم  .

  • وسألنا إيهاب هل زرتم تاورغاء ورأيتم الدمار والمنازل المحروقة ؟

إذا قمتم بزيارتها كنتم علمتم أن من  المستحيل عودة  الأهالي إليها لأنه وببساطة  لا توجد بها  أدنى مقومات الحياة، المنازل مدمرة ومحروقة بالكامل ولا يوجد بها لا كهرباء ولا ماء  .

  • كيف برأيكم سيعودون لمدينتهم ؟

أما ناجي صالح  قال:  المهم أن يكون هناك  أمن وأمان كل شيء سيعود إلى طبيعته ،وتعود المدينة بمساعدة الحكومة والأهالي والناس الطيبين “الخير في أمتي إلى يوم القيامة”

كما أكدت : سالمة الورفلي  على ما قاله        ” إيهاب ”   لا أعتقد أن بإمكان أهالي تاورغاء العودة إلى  مدينتهم، فهي الآن خاوية، لا ماء ولا كهرباء ولا بنية تحتية والمساكن مدمرة والحياة معدومة نهائيا .

ومن جهتها قالت أسماء حديد إن ماتقوم  به مدينة مصراتة الآن من ادعاءات ووعود بعودة المهجرين ماهي إلا حقنة مخدرة للرأي العام حتى لا تدخل في صراع مميت وخاسر مع أطراف أخرى، فلْيعلم الجميع بأنه لاوجود ولا أساس لصحة ما تقوله مصراتة من وعود واتفاقات فلو كانت نواياهم صادقة وسليمة فليقوموا بإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين لديهم وإقفال جميع السجون والمعتقلات السرية  وعليهم تحديد مصير المغيبين والمفقودين لذويهم إذا كانوا أحياءً فيطلق سراحهم وإذا كانوا قد قتلوا يجب إعلام ذويهم بذلك كما يجب على مصراتة إرجاع المنازل التي سلبت من أهلها بمنطقة القوشي والسماح لهم بدخول مصراتة  وتوصيل الكهرباء والماء إلى المدينة قبل عودة المهجرين في الموعد المذكور.

أمّا خالد الزاوي  فكان رأيه   بأن مصراتة استطاعت العفو عن تاورغاء رغم الجرح العميق وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على أن الليبيين إخوة ويدٌ واحدة رغم كل شيء، بارك الله في أهل مصراتة ونتمنى العودة السريعة لأهالي تاورغاء وسنكون يدا واحدة في رأب الصدع بين المدينتين.

جهود محلية ودولية للمصالحة

وقال: محمد إسماعيل تاورغاء لن تعود إلا تحت حماية القوات المسلحة والأيام بيننا ولنفترض أن تاورغاء ستعود لأي مساكن ستعود؟!

وإلى أيّ أرض سيعودون؟ لا مستشفيات ولا مدارس ولا مؤسسات ولا مصارف، إلى أيّ مدينة سيعودون؟!

وبدورها أكدت:  حنان ناصر  ما ذهب إليه أغلب المواطنين  قائلة:  على حدّ علمي أن بيوت أهل تاورغاء  أصبحت أثرا بعد عين!

ولو صحّ خبر تسوية بيوتهم بالأرض سيتحولون من نازحين في مدن ثانية للاجئين في مدينتهم!

جورى سعد  قالت: الحمد لله اللهم لك الحمد والمنّة، سبحانه مغيّر الأحوال اللهم غيّر أحوال ليبيا إلى الأفضل وفرّج كربتها واجمع شمل أبنائها واحقن الدماء فيها ياالله، مبارك لكل أهالي تاورغاء وعودة ميمونة بمشيئه الله.

عماد علي  قال: “الله أكبر” بداية الطريق الصحيحة للمصالحة ولمّ شمل ماتششت من بلادنا الحبيبة ليبيا، فليُدِمْ علينا ربي نعمة العقل وشكراً لكل من سمح بالمصالحة لعودة أبناء تاورغاء لموطنهم  فالحمد لله  ليبيا تتعافى بإذن الله.

أما وسام الزناتي  قال:  ربي يفرج على أهالي تاورغاء، رغم أن مدينة تاورغاء هي عبارة عن ركام  أقول لهم هل تعتقدون أنهم الآن يعيشون في مساكن أو شقق مرفهة؟!  وأنا أقول لهم إن “بلادي و إن جارت عليّ عزيزة، ولا بديل عن الوطن ” .

ومن جهته قال محمد القاضي  من يأتي متأخرا  خير من ألا يأتي أبدا،  والذين يقولون لماذا الآن  وفي هذا التوقيت أريد أن أقول لهم لماذا لم تأتِ أنت منذ سبع سنوات وأرجعتهم بقوة السلاح وأنت تملكه .

فلْيصمت الجميع ويتركوا أهالي تاورغاء يقررون مصيرهم بأنفسهم .

أنت تعيش في بيت، هم يعيشون في بيوت من الصفيح فاتركوهم لمصيرهم هم من يقررون مصيرهم لوحدهم  .

أما عبد السلام الشريدي  قال: أتمنى من الله العلي القدير أن يعم الأمن و الأمان في ليبيا و يسع سعة الصدور بالرحمة و الغفران ..من أجل ليبيا و أجيالنا على خير وأمان ومستقبل زاهر فلْننعم بخيرات ليبيا كما هو طموحنا ومستقبلنا..

اللقاءات التي عقدتها اللجنة المشتركة التي شكلها المجلس البلدي مصراتة والمجلس المحلي تاورغاء، خلال الحوار السياسي الليبي، في طرابلس وتونس وجنيف لعلاج هذا الملف الحساس، بتيسير من الأمم المتحدة.

وتوجت تلك الجولات بخارطة الطريق بشكل متبادل بين أهالي مصراتة وتاورغاء، اعتمدتها اللجنة المشتركة في جنيف في 18 ديسمبر 2015.

وتحدد وثيقة خارطة الطريق المبادئ والإجراءات الخاصة بتقديم تعويضات لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، ومساءلة مرتكبي هذه الجرائم، وإعادة بناء تاورغاء والكراريم وطمينة وكرزاز، والعودة الآمنة والطوعية لأهالي تاورغاء إلى ديارهم.

إضافة إلى ذلك اجتمعت اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجنة المشتركة عدة مرات لمناقشة قضايا هامة ومحددة.

وقدمت حكومتا ألمانيا وسويسرا دعمهما لاجتماعات اللجنة المشتركة في تونس وجنيف والتي قامت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بتيسيرها.

يتوزع نازحو تاورغاء   على المخيّمات بمنطقة طريق المطار في طرابلس، و في بعض مدارس مدينة بنغازي شرق البلاد

كما قدمت اللجنة المشتركة عديد المبادرات خلال هذه الفترة لبناء الثقة بين الطرفين، ويشمل ذلك تشجيع الإفراج عن عدد من المحتجزين، والمساعدة في نقل ملفات السجل المدني والطالب إلى من يعنيهم

الأمر وتوزيع المواد المدرسية وتنظيم اجتماعات للعائلات من الجانبين.

وطالبت اللجنة المشتركة الحكومة الليبية بضرورة الإسراع بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق لإبراز الحقيقة، ويكون من ضمن أولوياتها النظر فيما حدث خلال الفترة الزمنية التي امتدت من 17 فبراير، وحتى 11 أغسطس2011 في مناطق تاورغاء والكراريم وطمينة وكرزاز، ضماناً لعدم تكرار ما وقع من انتهاكات.

واعتبرت اللجنة المشتركة أن عودة النازحين هي احترام لحقهم في ردّ الاعتبار بما في ذلك استرجاع المساكن والأراضي والممتلكات كجزء من جبر الضرر.

وكان فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق  قد أكد في أكثر من مناسبة دعم حكومة الوفاق الوطني لجهود اللجنة المشتركة للحوار بين مدينتي مصراتة وتاورغاء.

كما تعهد عبد الرحمن السويحلي رئيس المجلس الأعلى للدولة في وقت سابق، بالعمل على عودة كافة النازحين والمهجرين في الداخل والخارج، ضمن مشروع وطني لتحقيق مصالحة وطنية شاملة تنهي الاقتتال والانقسام، وترسخ الأمن والسلام، في إطار الاتفاق السياسي الليبي ومُلحقاته.

الختام

الخلافات بين تاورغاء ومصراتة تعود أصولها بعدما انطلقت  أحداث إسقاط نظام العقيد القذافي.

حيث دعمت مدينة تاورغاء النظام وانخرط عدد من شبابها في قوات النظام، فيما قادت مصراتة الانتفاضة التي انطلقت في 17 فبراير 2011.

ويتوزع سكان تاورغاء منذ سنوات  على المخيّمات بمنطقة طريق المطار في طرابلس، وآخرين في بعض مدارس مدينة بنغازي شرق البلاد.

ويعيش النازحون وضعية مأساوية داخل هذه المخيمات خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها البلاد ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي.

و لازال نازحو مدينة تاورغاء ، ينتظرون موعد عودتهم إلى مدينتهم التي هجّروا منها منذ حوالي سبع سنوات.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :