بقلم :: ناجي الحربي
تصفحت الفيس بوك هذا المساء .. عالم متنافر ومتناقض ومتناثر بالغث والسمين وأثناء ذلك .. ثمة بعوضة تصدر صوتًا تنفر له عروقي ..كانت ترغب أن تتغذى على دمي .. عرفت أنها أنثى .. فإناث البعوض هي التي تتغذى على دم الإنسان .. لأن دم الإنسان ضروري لنضج بيضها .. دافيء وحار .. دم الإنسان .. وبيئة صالحة لتربية البعوضات الصغيرات .. ذكر البعوض لا يتغذى على الدماء .. يتغذى على رحيق الأزهار وعصارات النباتات .. شعرت بفم تلك البعوضة يلتصق بجسدي .. تثقب جلدي كلما تصفحت إحدى الصفحات المليئة بالهرج والمرج والسذاجة .. فيما يحلق البعوض الذكور بعيدًا حينما أتصفح صفحات تعج بالفائدة والمواضيع المبهجة .. وعندما أتصفح صفحات المجموعات الفوضوية المتعصبة والجهوية تغرس البعوض الإناث إبرها في ثنايا يدي وأطراف جسدي .. البعوضة الأنثى لا تستطيع أن تلسع، وذلك لأنها لا تستطيع فتح فكيها. . لكنها تغرز في جلد فريستها ستة أجزاء تشبه الإبر تسمى القُليمات وهي توجد في وسط الخرطوم. وتُغطِّي الشفة السفلى للبعوض هذه القليمات. . وعند غرس القليمات ودخولها في الجلد، تنحني الشفة السُفلى وتنزلق إلى الأعلى مبتعدة عن الطريق، ثم ينساب اللعاب داخل الجسم عبر قنوات تكوِّنها القليمات، ويمنع اللعاب تخثر الدم، مما يجعل البعوضة تمتصه بسهولة. وأغلبية الناس لديها حساسية ضد لعاب البعوض. ونتيجة لذلك، تنشأ دمامل مثيرة للحك على الجلد تسمى دمامل لسع البعوض .. وعندما تمتص البعوضة كفايتها من الدم، تسحب القليمات ببطء من الجسم، ثم تنزلق الشفة السفلى لتأخذ وضعها السابق فوق القليمات.. ثم تطيرممتلئة بالدم .. حتى صوت رفيف أجنحتها يتغيّر .. فهي ناعمة حين تقترب من الجلد وخشنة عندما ترتوي بالدماء ..
غادرت بعض الصفحات وحظرت البعض الآخر فطارت البعوضة الأنثى بصوت رفيفها الخشن .. وبقي البعوض الذكر .. من العادة يكافح الناس البعوض بإتلاف الأماكن التي يتكاثر فيها. . ومن المعروف أنّ البعوض يضع بيضه في المستنقعات وبرك المياه الراكدة.. فقد تُصرف المياه من تلك الأماكن أو يُرش الزيت أو المبيدات الحشرية على سطح الماء فيها. . أنصحكم بذلك عند تصفح الفيس بوك حتى لا تتعرضوا للسعات البعوض ..!!