متابعة : منى توكا : تصوير : بية فتحي
نظم مركز اللغات بجامعة سبها المؤتمر الدولي الأول للّسانيات التطبيقية (تعلم اللغات وتعليمها / تحديات وحلول) تحت شعار : (نحو تعليم أفضل للّغات) .
وحضر فعاليات المؤتمر الذي استمر لثلاثة أيام متتالية د.موسى مي وكيل الشؤون العلمية ورئيس جامعة سبها المكلف، والكاتب العام، وعميدو الكليات، ووكلاء الشؤون العلمية بالكليات، ومديرو الإدارات والمراكز، ورؤساء الأقسام العلمية، وعدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات الليبية كافة، وعدد من الموظفين والمهتمين بهذا الشأن.
ويعرف علم اللّغويات التطبيقية أنه علم يعنى بدراسة اللغة من خلال المجتمع؛ لخدمة أهدافه اللغوية، وهي قدرة الإنسان على اكتساب أي لغة بشرية بغض النظر عن عرقه، أو لونه، أو معتقده، أو ديانته، ومن ثم محاولة توظيف هذه النظرية في سبيل الوصول إلى فهم أكثر لعملية اكتساب اللغة.
* 52 ورقة علمية من أصل 70
وفي هذا الصدد أوضح الدكتور محمد أوحيدة مدير مركز اللغات بجامعة سبها ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن المؤتمر تم الإعلان عنه قبل 5 أشهر حيث واصلت اللجان العمل المتواصل في استقبال الأوراق العلمية حتى وصل عددها إلى مايقارب 70 ورقة علمية وقبلت 52 ورقة منها، مشيراً إلى أن هناك مشاركين تم استضافتهم من الجزائر وتونس و مشاركين عبر الزوم من أغلب دول العالم تقريباً و المتحدث الرسمي من كل من دول أمريكا فرنسا وسوريا وماليزيا .
وأضاف أن من داخل الوطن كانت هناك مشاركات من الجامعة الأسمرية ومن جامعة طرابلس، بنغازي، الزاوية و الشاطي وجامعة فزان.
* دور الصورة التعليمية والكتاب الدراسي
أما المشاركة الدكتورة صافية كساس من المدرسة العليا للأساتذة بدولة الجزائر قالت إن مشاركتها كانت عن واقع الصورة في الكتاب المدرسي ودورها في فهم المنطوق في كتاب اللغة العربية متخذةً السنة الثالثة الابتدائية نموذجاً.
وتابعت موضحةً أن مداخلتها تتحدث عن أهمية الصورة التعليمية المرافقة للكتاب المدرسي في مساعدة المتعلمين في الأدوار الابتدائية، معللةً أن ذلك بأن الصورة تنقلهم لواقع يمكنهم من التعبير عن كل مايجول في دواخلهم بينما النص لا يعبر و لايتكلم ولكن الصور تتجاوز كل هذه الفروقات بين المتعلمين و تأخذهم إلى عالم التصور والخيال فتفتح لهم مجالات للتعبير بأساليب مختلفة ليأتي هنا دور المعلم الذي يساهم في تصحيح التعابير وتنقيحها للمتعلمين.
* مشاريع علمية و بحثية بين ليبيا والجزائر
وتقول الدكتورة كساس إن هذه الزيارة الأولى لها إلى ليبيا. مشيرةً أنها حاولت بكل الطرق الدخول إلى ليبيا للتعاون في المجالات العلمية وذلك بسبب العراقيل الكثيرة والمواصلات وعدم وجود طيران بين البلدين الجزائر وليبيا.
منوهةً أن الفرصة جاءت عن طريق هذا المؤتمر والذي قالت عنه إنه ليس هو الشيء الوحيد الذي أتت من أجله إلى ليبيا. موضحةً أن هناك العديد من المشاريع العلمية التي تحدثت معه مع اللجنة العلمية للمؤتمر وفتح مجالات بحثية سواء كانت مشاريع دولية وفرق بحثية و مشروع تعاون دولي.
وعن مدى نيل المؤتمر لاستحسانها تقول إن هذا المؤتمر الأول ولكن التحضير والتنظيم وكأنه المؤتمر الثامن أو التاسع، وتضيف أنها سمعت تعليق أحد الأساتذة خلال هذا المؤتمر يقول إنّ ليبيا متأخرة جدا في المؤتمرات إذ تعتبر كساس أن ليبيا متقدمة جدا وهذا ما لاحظته خلال هذا المؤتمر.
آفاق علمية مشتركة.
ومن جانبها تقول الدكتورة رتيبة حيمود من جامعة الجزائر العاصمة إنهم كانوا يشاركون في عدد من البلدان في المؤتمرات الدولية ولكن في ليبيا لم تكن فرصة قبل اليوم وتضيف أنهم سمعوا الكثير من السلبيات عن ليبيا ولكن المعاينة أفضل من السمع موضحةً أنهم وجدوا ما يسر من تنظيم وأمن وأمان.
وتؤكد أنهم من خلال هذا المؤتمر سينقلون الصورة الجميلة عن ليبيا وهذا المؤتمر إلى الجزائر لفتح آفاق علمية أكبر وأكثر بين البلدين.
القصة و الحكاية في تعليمية اللغة العربية.
وبخصوص ورقتها تقول إنهم ركزوا على تعليمية اللغة العربية بعد ملاحظتهم في المرحلة الابتدائية عند الأطفال يأتون متشبعين بثقافات غربية، وتردف أنها تعمل على القصة والتراث وبسبب اهتمامها بهذا المجال لاحظت إذا سألت الطفل عن قصص عالمية سيقول لك سندريلا، مستغربة ألا توجد صورة عربية ترتسم في ذهن هذا الطفل بينما السينما الأمريكية تحاول أن تأخذ من هذه النصوص القصصية و الأساطير وتجسد منها أفلاما تأخذ مكانة لا يستهان بها في شباك التذاكر لذلك تقول إنها تقحم الحكاية العربية بشكل جميل في النصوص الدراسية وأخذت حكايات على لسان الحيوان كنموذج لأنها ترى أن الطفل يحب أن يرى أشياء جديدة خيالية، إذ يحاول رؤية أشياء غير موجودة في الواقع
وتوضح على على سبيل المثال إذا قلت للطفل (قال أسد) فهو سيشعر بنوع من الإثارة أما إذا قلت (قالت فاطمة) فهو بالنسبة له شيء عادي ، وتقول إن هذا محور ورقتها وهي أهمية النص الحكائي في تعليمية اللغة العربية.
معاجم المصطلحات ودورها في التعليم.
أما الدكتورة حليمه الشيخي عضو هيئة التدريس في جامعة بنغازي تخصص اللّسانيات تقول إنها شاركت بورقة تختص بمعاجم المصطلحات ودورها في التعليم في المرحلة الجامعية و استخدام المعاجم في تعليم اللغة ودورها في فهم مدلولات المصطلحات للعلوم المختلفة، وتضيف النماذج التي أدرجتها قبل البحث كانت تخص المصطلحات اللّسانية بصفة خاصة.
وتتؤكد أن هذه المعاجم مهمة جدا بالنسبة للطلبة في بداية تخصصاتهم إذ يصعب على الطالب الوصول إلى المدلول المقصود لكن لو تم تجهيز معاجم تعليمية خاصة في المرحلة الجامعية تحتوي كل المصطلحات المستخدمة بصورة مقننة لتكون موضحة بطرق يسهل على الطلبة فهم العلوم المتصلة بها أو المضامين بعيداً عن الإشكالات التي تحصل في المصطلح من تعددية وتشابه.
وتشير إلى إن الورقه تدعو إلى المساهمة في إيجاد معاجم مصطلحية تعليمية خاصة بطلبة المرحلة الجامعية.
اكتساب اللغة وتأثيرها على العرب في أمريكا.
وشارك الدكتور يوسف الزهواني مدير مركز جامعة بنغازي للغات و عضو في اللجنة العلمية في المؤتمر العلمي بورقة بحثية حول اكتساب اللغة وتأثيرها على المهاجرين العرب في أمريكا، موضحاً أن الدراسة حول تأثير الطفل الصغير عندما يذهب إلى أمريكا هل تتأثر اللغة العربية، ويشير إلى أن الدراسة تمت في الولايات المتحدة الأمريكية على 3 عائلات عربية من الجزائر ومن العراق ومن ليبيا بأطفالهم و آبائهم.
*8 ورقات تشارك بها كلية الآداب سبها.
ويقول الدكتور عادل الناجم عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة سبها ورئيس اللجنة العلمية بالمؤتمر إن كلية الآداب بجامعة سبها شاركت بعدة ورقات قسم التخطيط شارك ب6 ورقات وقسم اللغة العربية شارك بورقتين.
ويقول إن مركز اللغات يتبنى لأول مرة التنظيم فلذلك هناك بعض العراقيل في التواصل بين اللجان و ضيق الوقت من المشاكل التي واجهت اللجنة العلمية.
جامعة سبها تعتمد على نظام CND3 في إدارة المؤتمرات من شركة مايكروسوفت وهذا ما جعل الكثير من الباحثين داخل وخارج ليبيا يجدون صعوبات في التعامل مع هذا النظام.
منوهاً أن هذا ما جعلهم دائما حريصون على أن تكون هناك لجنة فنية تساعد الباحثين بتأسيس غرفة عبر الواتس تضم الباحث لتلقي الدعم الفني. مضيفاً أن جامعة سبها بتراكم التجارب والخبرات السابقة أصبحت لها إمكانية وحرفية في التنظيم و تلافي الكثير من العراقيل.
ويصرح أن بعد هذا المؤتمر هناك مؤتمر لطلبة الدراسات العليا وفي شهر سبتمبر مؤتمر العلوم والتكنولوجيا في دورته السادسة.
اللغة الأولى في تدريس اللغة الإنجليزية للعرب.
ويقول الدكتور محمد ميلاد مدير مركز اللغات الأجنبية بالجامعة الأسمرية الإسلامية إنه شارك بورقة عن استخدام اللغة الأولى في تدريس اللغة الإنجليزية في المجتمعات العربية، والورقة عبارة عن دراسة مرجعية يتم فيها مراجعة الدراسات السابقة التي تم القيام بها خلال ثلاثة عقود مضت تعليم اللغة الثانية باستخدام اللغة الأولى.
مشيراً إلى أن الورقة تضمنت ماهية اتجاهات البحث في هذا المجال و مناطق القوة والضعف والقصور في البحث.
مؤكدا أنه تم الخروج بمعرفة الاتجاهات الرئيسية في البحث و تتركز في ثلاثة مناطق المجال الأول وظائف التبديل اللغوي داخل الفصل، المجال الثاني عن أسبابه أما المجال الثالث عن آراء كل من الطلاب والمعلمين حول التبديل.
العلوم و اللّسانيات العرفانية
أما المشارك من جامعة قابس التونسية الدكتور محفوظ غزال أستاذ لسانيات لغة عربية ومختص بتدريس اللغة العربية للناطيق بغيرها باعتماد العلوم العرفانية يقول إن مشاركته تعريف بالعلوم و اللسانيات العرفانية وكيف يمكن الاستفادة من مفاهيمها في تدريس العربية وتسهيل التعقيدات الموجودة في كتب النحو التي يمكن للعربي أن يفهمها ويرى أن غير العربي يواجه مشكلات وتشكيات من خلال تجربته في التعليم الطويلة من قبل المقبلين على دراسة اللغة العربية.
موضحاً أنه كانت المحاولة عن طريق أكاديمية غزال وهي أكاديمته في الجمهورية التونسية التي تختص في تدريس العربية لغير الناطقين بها.
ويضيف غزال أن العلوم العرفانية تعينك على أن توازن مع ذاتك في العديد من الأمور و مهارات الحياة و تعينك على الخروج من المأزق.
المؤتمر ولد عريقاً.
وعن المؤتمر والمشاركة الأولى له في ليبيا قال إن هذا المؤتمر ولد عريقاً من التحضيرات والتنظيمات و الفقرات والمتابعات والطابع الشمولي، كلها ظروف متاحة للعمل وهذا المؤتمر سيليه نجاحات أخرى على أرض الواقع.
توظيف اللّسانيات في تدريس اللغات.
ويقول الدكتور محمد مشتبه رئيس قسم اللغة العربية بمركز اللغات بجامعة سبها وعضو في اللجنة العلمية إنه ترأس الجلسة الأولى للمؤتمر الذي يهدف إلى دراسة اللسانيات الحديثة وهو علم من علوم اللغة العربية المحدثة التي نشأت في الغرب ثم طبقت مباحثها كثيراً على اللغة العربية، ويهدف هذا المؤتمر إلى دراسة توظيف اللسانيات في تدريس اللغات، فأكثر البحوث في هذا المؤتمر تنصب في هذا المجال.
أما بخصوص الورقات المشاركة أوضح أنه وصلت العديد من المشاركات ولكن بعد التحكيم تم اختيار مايزيد عن 50 ورقة 20 منها باللغة العربية والباقي باللغات الفرنسية و الإنجليزية.
ويرى عضو هيئة التدريس بجامعة سبها قسم اللغة الإنجليزية عامر المهدي وأحد الحضور أن أهمية هذه المؤتمرات تكمن في إعداد الباحثين و تدعو الباحثين لإقامة بحوث عن المشاكل التي يعيشها المجتمع، فكل باحث يتناول مشكلة في مجتمعه ويحاول إيجاد الحلول عن طريق البحوث العلمية لتمهيد الطريق لمن يأتي بعد ذلك.