الدكتور : عامر تواتي
لا يختلف البشر في أي مكان وفي أي زمان بان الحكومة ” شر ضروري” حتى في احسن الاحوال , وفي اسواء الاحوال هي ” شر لا يحتمل ” .
في قناعتنا تمثل الانظمة ” الوراثية ” وعلى راسها الملكية اسوأ انواع الشرور التي اخترعها الانسان عبر تاريخه الذي لايخلوا من الخزي لان وجود ” ملك ” يتحكم في البشر ومقدراتهم هي ” أهانه ” لكرامة الانسان وانتقاص من قدراته وعندما تكون ” الملكية وراثية ” باعتبار انها حق فهي تضيف عبء على كاهل القادم من الاجيال بان نبايع ان يحكمنا الملك وابنه وابن ابنه, بل ان الناس ترتكب جريمة عندما تقرر من يحكم الذين لم يولدوا بعد .
لأنه وببساطة تقول الحكمة دينية كانت او قانونية او فلسفية بان ” البشر متساوون ” وبالتالي ليس هناك من له حق بمجرد الولادة ان يجعل عائلته تتبوأ افضلية دائمة على الجميع وللابد .
فنحن ضد ” الوراثة ” كنظام للحكم لأنها تعطي الحق لبعض المحظوظين بحكم الولادة ، بحكم إنتاج الجهاز التناسلي الذي يتساوى فيه البشر مع الحيوانات ولأشيء اخر للتحكم في مصائر البشر الذين يفترض ان يكونوا متساويين وهي بذلك تقف على طرفي
النقيض مع كل المكتسبات الانسانية فيما يتعلق بحقوق الانسان والحريات الاساسية ومن ضمنها حرية ” الاختيار ” ..!
لا يكتفي الملوك بامتلاك الارض والانسان ولا يرضون بان يكونوا ” ظل الله ” في الارض او على الارض بل يتطاولون على الله نفسه عندما يطلقون على انفسهم ” جلالة الملك ” ويطلبون من الناس ان يخاطبوهم بذلك ، بل وان يركعوا ويسجدوا لهم .
هذه قناعتي التي لن تتبدل ، أما محبي الملكية والملوك فبإمكانهم أن يشاهدوا تتويج تشارلي الذي صنعت مملكته ملوكهم وان يستمتعوا أو يتحسروا سيان.!
