شرعت القوات المسلحة الليبية بالتعاون مع الغرفة الأمنية للمنطقة الجنوبية المكونة من مديريات أمن الجنوب في إطلاق عملية عسكرية لتأمين الحدود الجنوبية وترحيل الوافدين بطريقة غير قانونية الذين يشغلون 2000 وحدة سكنية بمنطقة أم الأرانب منذ العام 2011 .
حيث صرحت القوات المسلحة أن الحدود الجنوبية مع دول الطوق الأفريقي مشرعة منذ سنوات لمهربي البشر والممنوعات ومعارضات دول الجوار التي تتخذ من الجنوب الليبي مستقرا لها ، فلسنوات طويلة عانى الجنوب الليبي من عمليات الخطف مقابل دفع الفدية المالية والقتل إن لم تتوفر الفدية ، وظل جنوب ليبيا مسرحاً للعبث ونهب خيرات البلاد وتمركزا للدواعش حسب الناطق الرسمي للقوات المسلحة .
العملية التي بدأت بالشركة الصينية ببلدية أم الأرانب تستهدف كافة مدن الجنوب بالتنسيق مع قوات الجيش المتواجدة في المنطقة لترحيل الوافدين وتنظيم حركة السفر والدخول للوطن.
وأفاد مدير أمن سبها ورئيس الغرفة الأمنية للمنطقة الجنوبية اللواء “أسامة عويدان ” تم تشكيل الغرفة بناء على قرار وزير الداخلية بالحكومة الليبية اللواء “عصام أبوزريبة”وتضم الغرفة عضوية مديري أمن المنطقة الجنوبية ورؤساء الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية بالمنطقة.
وأضاف عويدان أن مهام الغرفة الأساسية هي تأمين الحدود الإدارية للجنوب الليبي المجاورة لعدد من الدول الأفريقية تجنباً لأي مخالفات في حال تفاقم الأوضاع الأمنية بسبب الاضطرابات والتزعزع الأمني القائم بدولتي النيجر وتشاد.
وأوضح تزامن تشكيل الغرفة مع العملية التي تقودها القوات المسلحة العربية الليبية لتطهير المناطق الجنوبية من المعارضة التشادية المتواجدة داخل الحدود الليبية منذ أمد طويل ، والحد من تهريب البشر بواسطة الهجرة غير القانونية وتهريب الوقود والسلع التموينية والسيارات والأجهزة وغيرها ، ومكافحة الجرائم المنظمة والاتجار بالمخدرات والبشر.
مؤكدا أنه فور تشكيل الغرفة انطلقت أولى الدوريات الأمنية التابعة لمديرية أمن سبها من مختلف أقسامها ، وعلى رأسها جمع من الضباط وكذلك دوريات فرع إدارة الدعم المركزي سبها إلى بلدية الشرقية وذلك يوم الجمعة الموافق 25 أغسطس 2023 حيث تمركزت في بعض المناطق والمفارق والشوراع بمنطقة أم الأرانب بالتعاون مع مديرية أمن المنطقة ، لتأمين الأحياء وضبط المخالفين والمطلوبين أمنيا وقانونيا ، وفرض هيمنة الدولة ، بالإضافة إلى مساندة القوات المسلحة ، وتأمين المدن والمناطق بالجنوب بخطة محكمة بالتعاون مع غرفة عمليات جهاز طارق بن زياد.
وأضاف أنه تم تعزيز القوة المتواجدة بقوة أخرى شكلت من عدة مديريات أمن وأجهزة أمنية في المنطقة الجنوبية وبمشاركة جهاز المباحث الجنائية فرع سبها .
وأشار عويدان إلى أنه تم تجهيز الغرفة بالاحتياجات الضرورية من التموين والإعاشة والأغطية وغيرها من المهمات لتسهيل عمل أعضاء الغرفة بناء على تعليمات معالي وزير الداخلية ” اللواء عصام ابوزريبة “
وأكد أنه تمكنت الدوريات من التحرير والسيطرة على مقر الدعم المركزي بمنطقة أم الأرانب.
منوها أنه كان مستغلا من قبل الخارجين عن القانون ، و العثور على عدد من المهاجرين غير القانونيّين ، بالإضافة إلى ضبط عدد من الأفراد الخارجة عن القانون بالشركة الصينية من قبل القوات المسلحة وتم ترحيلهم إلى منطقة تمنهنت.
وصرح الرائد حامد رئيس قسم العلاقات العامة والاعلام الأمني بمديرية أمن سبها أن الغرفة ، داهمت مقر أحد المطلوبين بتجارة المخدرات حيث تم ضبطه ومصادرة الممنوعات.
لافتا أن منتسبي الغرفة يحرصون على المحافظة على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة خوفا من استغلال ضعاف النفوس للوضع الحالي بالمدينة لمآربهم الشخصية.
وذكر بن فايد ، أن هناك تنسيقا دائما ومستمرا مع آمر قوة عمليات الجنوب اللواء “مبروك سحبان” للتباحث في جميع الأمور والمستجدات الخاصة بالعملية.
وأضاف أن الخطة الأمنية المطروحة من قبل أعضاء الغرفة تستهدف كافة المناطق الجنوبية ، حيث تشمل دائرة اختصاص الغرفة الحدود الجنوبية بالدولة الليبية ولا تقتصتر على منطقة أم الأرانب بشكل خاص.
ونوه أن القوات المسلحة ورئيس الغرفة الأمنية بالمنطقة الجنوبية أن الوضع بالمدينة مستتب وتحت السيطرة.
وتابع ، أن دوريات الغرفة على استعداد تام للتصدي لأي اختراقات ومخالفات في حال وجودها بأي منطقة جنوبية.
وأعرب بن فايد ، أن القوات المسلحة هي المكلفة بتأمين الحدود ، ولا يوجد وفي إنتظار دور لجهاز حرس الحدود في هذه العملية .
مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية بالمنطقة الجنوبية أعلنت حالة الطوارئ تحسبا واستعدادا للقادم.
مؤكدا ، ينتهي عمل الغرفة في حال الوصول إلى الأهداف التي وضعت ضمن الخطة الأمنية وحين عودة الأمور إلى الاستقرار ، إلى حين صدور تعليمات أخرى من وزارة الداخلية.
وقال آمر قوة عمليات الجنوب ” المبروك سحبان “، تم البدء بتطهير مناطق الجنوب الغربي من المعارضة التشادية والمعارضة من دول الجوار والهجرة غير القانونية بالإضافة إلى المجموعات الخارجة عن القانون تنفيذا لخطة عمليات الجنوب المرحلة الثانية.
مؤكدا أنه ستشمل العملية كافة مناطق الجنوب.
وتابع سحبان تم تحرير وإخلاء 2000 وحدة سكنية بالشركة الصينية كانت تحت سيطرة المعارضة.
مشيرا إلى أنه سيتم جلب الشركات لاستكمال المشروع السكني لينتفع به المواطن الليبي لا غيره.
وأصدر النائب الثاني لرئيس مجلس النواب “مصباح دومة” بيانًا يؤكد فيه دعم عمليات القوات المسلحة الليبية ، في ظل الظروف القاسية على مختلف الأصعدة في تأمين الليبية الجنوبية من العصابات الإرهابية والأجنبية المسلحة التي عاثت في الأرض فسادا طيلة السنوات الماضية.
وأشار البيان لدعم قوة العمليات العسكرية لصد كل من تسول له نفسه بالتعدي على أي شبر من الأراضي الليبية والاستمرار إلى أن يتم طرد آخر معتد مسلح خارج حدود الوطن .
وفي تصريح صحفي لوزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية “عماد الطرابلسي ” أن العملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة بالمناطق الحدودية أمر وطني لا تختص به حكومة بعينها بل يهم جميع الليبيين وضرورة دعم ومساندة القيادة العامة لحماية الأمن القومي.