تحت شعار: “الكشف المبكر طريق النجاة”

تحت شعار: “الكشف المبكر طريق النجاة”

الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان يواصل حملة أكتوبر الوردي في الجنوب

متابعة : بية اخويطر

  في مشهدٍ يفيض بالعطاء الإنساني والوعي الصحي، تتواصل في مدينة سبها فعاليات الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الثدي في موسمها الخامس عشر، التي ينظمها الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان تحت شعار: “الكشف المبكر، مفتاح الشفاء” بإشراف الدكتورة كلثوم العربي، رئيسة فريق الاتحاد بسبها.

تهدف الحملة إلى نشر ثقافة الكشف المبكر بين النساء والفتيات، والتأكيد على أهمية الوقاية الصحية والدعم النفسي للمصابات، باعتبار أن الوعي هو أول خطوة في طريق النجاة.

وتأتي هذه الجهود في إطار برنامج وطني شامل يسعى إلى خفض معدلات الإصابة والوفيات الناتجة عن سرطان الثدي، من خلال محاضرات و ورش توعوية وشراكات مع المؤسسات الصحية والتعليمية والمجتمعية.

وقالت الدكتورة كلثوم العربي: إن فريق سبها بدأ استعداداته منذ أسابيع، حيث عقد سلسلة اجتماعات مكثفة تم خلالها وضع خطة عمل دقيقة وتحديد الأماكن المستهدفة مسبقًا، من مدارس وكليات وصالات رياضية وتجمعات نسائية، لضمان وصول الرسائل التوعوية إلى أكبر عدد من السيدات في المجتمع المحلي.

وأضافت: أن الانطلاقة الرسمية للحملة كانت يوم التاسع من أكتوبر الجاري، برعاية مكتب دعم وتمكين المرأة بجامعة سبها تحت شعار: “خطوة، نحو حياة، افحصي” مؤكدة أن هذا التعاون يعكس إيمان الجامعة والاتحاد معًا بأهمية تمكين المرأة صحيًا ومعرفيًا، وأن الفحص الدوري هو السلاح الأقوى لتقليل نسب الإصابة والوفيات الناتجة عن المرض.

وثمّنت العربي دعم مصحة أسيل الغد الجديدة لفعاليات الافتتاح الرسمي الذي احتضنه مدرج كلية اللغات بجامعة سبها، مشيرة إلى أن هذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص تسهم في نشر المعرفة الصحية بطريقة أوسع وأعمق.

و أوضحت أن الفريق نفّذ خلال الأيام الأولى للحملة عددًا من الأنشطة الميدانية، من بينها محاضرة توعوية في نادي الشرارة، ونادي النورس  الرياضي النسائي تناولت سرطان الثدي وعوامل الخطورة، وتم خلالها توضيح أهمية تعبئة الاستبيانات الصحية لتحديد مستوى الخطورة لدى السيدات ومعرفة ما إذا كنّ بحاجة إلى متابعة طبية أو فحوصات دورية، إضافة إلى شرح الفحص الذاتي وأثر الكشف المبكر في رفع نسب الشفاء.

كما قام الفريق بزيارة ميدانية إلى مركز علاج الأورام، حيث تم توزيع المطويات التوعوية على المرضى والتأكيد على ضرورة تعبئة الاستبيانات الصحية، مشيرة إلى أن الزيارة جاءت بالتعاون مع مصحة أسيل الغد، مصحة فزان ومستشفى النساء والولادة سبها في إطار الشراكة المجتمعية الداعمة للحملة.

وبيّنت العربي أن الاتحاد نظم كذلك فعالية توعوية بالتعاون مع العيادة المجمعة حي عبدالكافي تضمنت محاضرة قدّمتها الدكتورة فاطمة أبوالأسعاد حول أهمية الكشف المبكر وطرق الوقاية، كما تم تعريف الحاضرات بطريقة استخدام رمز الـ QR لتسجيل ومتابعة المعلومات الصحية بشكل إلكتروني حديث، مؤكدة أن مثل هذه الأنشطة تسهم في تقريب المعلومة الطبية للمرأة بطريقة مبسطة وعملية.

وأضافت أن الصالون الثقافي النسائي بمكتبة اليونسكو سبها كان له حضور فاعل في الحملة، حيث نُظّمت محاضرة توعوية بالتعاون مع فريق الياسمين سبها والاتحاد النسائي بالجنوب الليبي بمنتزه قعيد العائلي، واستهدفت السيدات والفتيات لنشر الوعي بأهمية الكشف المبكر، مؤكدة أن التوعية ليست ترفًا بل ضرورة تمس حياة المرأة وصحتها.

كما ذكرت أن مستشفى النساء والولادة والأطفال بسبها استضاف الفريق في لقاء تثقيفي موجه للكوادر الطبية والمراجعات، ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز ثقافة الفحص المبكر داخل المؤسسات الصحية.

وتم خلال الحملة إلقاء محاضرة توعوية حول الدعم النفسي للمصابات بسرطان الثدي، أكدت فيها الأستاذة مريم الأماني، عضوة الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان، أن الدعم النفسي يُعدّ ركيزة أساسية في رحلة العلاج من السرطان، مشيرةً إلى أن المرأة المصابة تحتاج إلى مساندة حقيقية من العائلة والمجتمع والطبيب المعالج نظرًا لما تمرّ به من ظروف نفسية صعبة وقت اكتشاف المرض.

وأوضحت الأماني أن الدراسات أثبتت أن النساء اللواتي يحظين بدعم نفسي وأُسري مستمر يمتلكن مناعة أقوى وفرصًا أكبر للتغلب على المرض مقارنة بمن يواجهن التجربة وحدهن، وأن الدعم النفسي يرفع معنويات المريضة ويزيد التزامها بالعلاج والمتابعة الطبية، ويحدّ من الشعور بالقلق والاكتئاب وهو ما يجعل الجانب النفسي جزءًا لا يتجزأ من منظومة العلاج الشامل.

كما أُتيحت فرص للنقاش المفتوح مع الحاضرات حيث تم تبادل الخبرات والإجابة على استفسارات النساء حول الفحص الذاتي، وعوامل الخطورة، وطرق الوقاية الحديثة ما أضاف بعدًا عمليًا وتفاعليًا للحملة، وساهم في تمكين المرأة من فهم المرض والوقاية منه بوعي كامل.

وأكد فريق الحملة أن الفحص المبكر والفحص الذاتي الدوري يمثلان أولى خطوات الوقاية الفعالة ضد سرطان الثدي، مؤكدين أن معرفة العلامات المبكرة للمرض تساعد على زيادة فرص العلاج والشفاء.

كما تم التوضيح للحاضرات أهمية تحديد مستوى الخطورة الشخصية بما يشمل العوامل الوراثية والتاريخ الصحي للعائلة، لإرشاد السيدات نحو الفحوصات الطبية اللازمة في الوقت المناسب.

وشدد الفريق على أن التوعية ليست لمرة واحدة بل عملية مستمرة، تشمل نشر الثقافة الصحية بين الفتيات والنساء من مختلف الأعمار، ودعم المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي الصحي، بما في ذلك ورش العمل والندوات والمحاضرات والأنشطة الميدانية.

كما تم تسليط الضوء على دور التغذية الصحية والنشاط البدني والفحص الدوري في تقليل احتمالات الإصابة، إضافة إلى أهمية مشاركة المجتمع والأسرة في دعم المرأة المصابة لضمان نتائج أفضل للعلاج.

وأشار إلى أن مواصلة هذه الجهود تأتي في إطار مسؤولية وطنية تهدف إلى نشر الوعي الصحي في مختلف المدن الليبية، مشددا  على أهمية التكاثف بين المؤسسات الصحية والتعليمية والإعلامية والمجتمع المدني في ترسيخ ثقافة الفحص المبكر، باعتبار أن “الكشف المبكر هو مفتاح العلاج

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :