أبو ذر الغفاري
إلهي …؟
أحيني اهـٍ،
وأمتني اشتراكياً،
واحشرني على دين الكفاف.. . ؟
اخلعْ جراحك لا تملْ
وارفع صلاة الاحتجاج بلا وجلْ
وارفع يمينك باليسار هويً وقلْ
للكانزين رحيق دمك – علي البسيطة-
أننا شركاء نحن الكادحون تجلياً في الماء و الكلأ المباح ،
المأوي والنار المتاحة بيننا
سبحانك اللهم ما أنزلتنا سهوا لنحيا هكذا سهواً،
ونصعد هامشياً،
ننزوي في لوحكَ المحفوظ،
والأجل المسمى والأزلْ
صلّي …!؟
فإنك لا تصلي اليوم منفصلا
ألم تر كيف كان الله حين أتاك متصلا
توكلْ بالذي في القلب وانتبذ المسافة والحدودْ
صدقت نبوءتك – ابتليت بنا- لم نورد إليكَ سوي الوعودْ
كم كنت في دمنا،
وفي غدنا،
وفي العصب المجمَّر في ارتعاشات الرعودْ
كمْ كنتَ هطَّالا،
كأنّ على يديكَ العشق مكيالاً،
فبايعناكَ اهـٍ كم أضعناكَ ابتذالا،
واختزلنا صوتك الممدود فينا اعتزالا للردودْ
قلها …؟
وليتكَ لم تقلْ من قبل شيئا
وليتني يا ليتني لوكنت في صدر الخريطة شاهدا
في الجوعى والغاوون جمره
الجوع يكفي نارك الحبلى ويوقد منك سرَّهْ
لمَ كلما التهبتْ أكفُّ الناس تصفيقا لك؟
في القلب ماتت فيك فكرةْ
لملمْ نشيدك نازفا
واعلم بأنّك أصدق الخلق احتجاجا
يامن خرقت الأرض فامرح بيننا
سبحان من أسرى
بصوتك في الوريد
وذاقنا من طعمك الوطني مملوحا اجاجا
ماذا عليك إذا هدمت بناءنا بالحقِّ،
– لا تكتم هوىً – إذْ طالما جادلتَ او قاتلتَ،
– اذ لبَّيت جرحك
دون أنْ تحمل بداخلك ازدواجا
أهلا …؟
حبابك اشتهيك واصطفيكَ،
كما أجلَّكَ اشتراكيا مقيماً في دمي،
ومبرأً من كل عيبٍ او ضلالْ
هذي تفاصيل التدرج لا تزال الأرض ظامئةً لخطوكَ،
والجبال بلغنَ شأواً،
من تنزّل كاحليكَ لها،
وجمهرة النساء جلون زينتهنَّ،
دلّكن المدينة في تظاهرة الندي الطاغي،
وسيّرنَ العروسة بالزغاريد الطوالْ
الكلُّ يخرج من دواخلهِ،
ويشدو بالتي في القلبِ–
يا وطني – تغنِّي للذين تعفّروا في راحتيكَ،
وبايعوكَ بأنْ لا إلا التوهّج في ترابكَ،
أو رضابكَ،
أو كتابكَ،
أو علي دين البنفسج شاطروكَ الجُرح و الخبز النقيّ وكرنفالات النضالْ
يا قادمةْ …؟
برِّي تحية عاشقيكِ،
وكابري جهرا شراهة كانزيكِ،
واشهري صوت الغفاري،
يا صبيةُ،
ما أتتيناكِ فرادى،
كي نردَّ الصاع صاعاً،
إنَما جئناكِ جمهرةً وساعة
كي نقيم الارض عرسا للجميعِ،
وزفَة المأوى لأولاد الحلالْ ..