مختار الورغمي
سَأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”..
حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمَه
فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ.. أو يفعلونَهْ..
عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي” …………… نزار قباني
على شاطئ مهجور هناك …طفل يتيم يطارد حلما مازال لم يولد.الأحلام تولد ليلا فهي تخشى بوم الخراب فكلما ضبحت بومة مات حلم على سفح جبل سفحت فيه بقايا أمنيات عفا عنها الزمن في لحظة عابرة.غير بعيد عن البحر دير يشبه السراب حين يتبع حركة الشمس فيخالها الناظر سفينا وكيف تبحر السفن ولا بحر يحضنها؟
في الدير راهبة استعارت من الشمس جدائلها ومن القمر حسنها.حياة الرهبان أيام تتشابه فلا هم تطهروا من خطيئة الإنسان ولا هم نهلوا من كأس الحياة ما تيسر من ملذات .يتوه صبي الشاطئ وقد داهمه العطش وأرهقه المسير. رمته أمواج الحلم المنشود في باحة الدير فظنه محطة النهاية. الصمت الجنائزي يلف المكان والوحشة تنبعث من كل الأرجاء .كان يبحث عن حياة أو عمن يواسيه ويقدم له العزاء في حلم لم يولد.
جهرت الراهبة حين كان فتى الشاطئ يجهر الأرض بحثا عن ماء هو الحياة ولكنه لن يبلغ مبتغاه.نما فيه بعض أمل فتسلل إليها ليقف مشدوها وقد جهره وجهها.تاه صوته في تجاويف دير منسي وأحس الحروف تتزاحم في حنجوره وقد حنجره الصمت فتحنجرت عيناه وصار فتى الشاطئ محنجرا.
في لحظة تيه كانت الراهبة تسير نحوه وتمد له حنجورا . نفخت رائحة الطيب في صورته وأحس ببعض الحياة تسري في مفاصله فهل هو الحلم يعود منتفضا؟ رأت راهبة الدير في هذا التائه هدية من السماء وتناست في لحظة تعاليم الكتاب المقدس وضمته إليها. احتضنته وسافرت إلى عوالم حجبها عنها الدير. رأت أحلامها التي اغتيلت في المهد وحين همت بصبي الشاطئ تقبله كانت وردة ذابلة أمام الدير تستيقظ كسلى وتعلن ميلاد الربيع. لحظتها عرفت أن الحياة تولد حين نهيئ لها الأسباب وأول أسبابها الحب .