- محمود السوكني
تتوالى الأحداث تباعاً ويزداد الموقف تعقيداً وهذا النتن تأخذه العزة بالإثم ويطربه الإستقبال المبرمج الذي قوبل به في مجلس النواب الأمريكي لتنتفخ اوداجه ويكشر عن أنيابهه حال عودته (المظفرة) ليشن هجوماً صاروخياً على إحدى الأحياء في العاصمة اللبنانية وينتقل بعدها إلى مقر إقامة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران ليدكه بالصواريخ وكأن العالم ملك أبيه يجوبه متى شاء ويعبث بدياره وسكانه وفق مزاجه ولا احد يجرؤ على نهيه أو ردعه خاصة وأن حليفه في البيت الأبيض لا يملك سوى مساندته وحمايته وضمان أمنه وسلامته وليذهب الجميع إلى الجحيم . أثناء إجتماعه بمسئولي حزب العدالة في مدينة ريزا شمال شرق تركيا ، قال الرئيس “رجب طيب اردوغان” أن على تركيا أن تكون قوية حتى لا تفعل (إسرائيل) مافعلته في غزة ، واضاف بالنص (كما دخلنا قره باغ وكما دخلنا ليبيا ، قد نفعل الشيء ذاته معهم ، لا يوجد شي لا نستطيع فعله ) هذا ما صرح به رئيس تركيا صاحبة ثاني أكبر قوات مسلحة داخل حلف الناتو بعد أمريكا ، وأقوى قوات مسلحة في الشرق الأوسط وثامن قوة مسلحة في العالم ، وقد احدث هذا التصريح الهلع في قلوب العصابات الصهيونية حتى أن وزير خارجيتها رد مهدداً الرئيس التركي بأنه سيلقى مصير الشهيد صدام حسين في تأكيد على تورط عصابات تل أبيب في أحداث العراق وهو ما كانت تنكره في السابق .
عادة ماتتهم تركيا بأنها تحلم بعودة الخلافة العثمانية وبأنه يراودها أمل السيطرة على الولايات التي كانت الإستانة تدير شئونها في وطننا العربي ، فماذا يقول محللوننا الجهابدة حيال هذا التصريح الناري الذي لم يجرؤ (الأشقاء) على مجرد التفكير فيه ؟
ما الذي ستجنيه تركيا من هذا التصريح الذي قض مضاجع العدو الصهيوني وحلفائه وعرِّض عضويتها في الحلف للخطر ، ووضعها المميز في الساحة الدولية للضياع ؟ ما الذي ستجنيه من دفاعها عن قضية تنازل عنها اصحابها ؟ وباعها أحق الناس بها !
اسئلة في مرارة الوجع الغزّاوي وعلى المتحذلقين الإجابة ، غير أنه لا يفوتنا أن نذكر بأن الأتراك أقرب للعالم الإسلامي وللوطن العربي بكل تأكيد من النتن وعصابته إذا لم يكن هناك خيار اخر .
لم يكتف الكيان المحتل من جريمته البشعة في ضاحية بيروت بل تجرأ على إغتيال الشهيد إسماعيل هنية في مقر إقامته في طهران ، وبإعتبار أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موجود في ضيافة الحكومة الإيرانية وهي المسئولة عن سلامته وأمنه فإنها بالتالي مكرهة على رد فعل يحفظ لها ماء الوجه ، والأيام حبلى بالأحداث ، لكن السؤال الذي لا إجابة له : إلى متى يستمر هذا العدوان الوحشي على المستضعفين من بني يعرب دون حراك من اقويائهم الذين صدّعونا بصفقات الأسلحة المهولة ومصانع الدخيرة ومعارض الطائرات والأسلحة الثقيلة واخبار الصفقات المليارية من أشهر المصانع العالمية ؟!