بقلم : عوض الشاعري
سأبدأ في تأريخ العمر
بأول وهلة من فيض
لقائك
وسأؤرخ لحظة كنت فيها
مثل أميرة
جاءت من أزمنة الوجد
وعبرت كل عصور القبح
وأزمنة ليست للحب
جاءت تشهر ضوء القلب
على قارعة من محض سديم
امرأة ليست من هذا العصر
وليست تشبه كل نساء العصر
كانت لحظات مستثناة
من روزنامة أيام العمر
وأنا أجلس مبهورا
ببهاء يتوسط عينيها
مثل تويج من نار
آه يابهجة أيامي
كيف أعود إلى خيط الذكرى
أو أقبض بيميني نورا
يتدثر بشعاع
عيناها مثل جحيم منزوع اللعنات
تتحدث لغة تشبه لغتي
نفس الكلمات
وأنا محشور بين بقايا عام يتآكل
ونسيج يتبلور
في ذاكرة الغيب بألف جناح
مشدوه كنت على عتبات العام
وفؤادي بندول مرتبك
بين شذاها
وبين سناها
ومابيني إذ تغشاني
شطحات الدرويش
فأظل أردد في ذاتي :
هل كان القدر يصالحني
أم أن خيالي يشاكسني ؟
أم أن الوهم العالق
بين ظنون العقل وبيني
قد صار يقين ؟