أكد نجم كرة القدم الإسباني السابق تشافي هيرنانديز إن كونه سفيرا لبرنامج إرث قطر يعني له الكثير ؛ لأن استضافة قطر لهذا الحدث الأكبر من نوعه في عالم كرة القدم ، وأن تكون سفيرا في ذلك الوقت مدعاة للفخر.
وأوضح تشافي في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : “أعيش في قطر منذ ست سنوات حتى الآن، وإنه لشرف عظيم لي… أتشرف بتمكني من العمل في هذا المشروع مع منظمي هذا الحدث العظيم ، بطولة كأس العالم 2022 في قطر ، والتي يفصلنا عن انطلاقها أقل من عام ونصف العام”.
وأشار : “شهدت خلال فترة إقامتي هنا مدى التطور الذي أحرزته قطر، وأعتز بدوري سفيرا للإرث وأعتقد أنها ستكون بلا شك نسخة تاريخية من المونديال”. وعن توقعاته لشكل المونديال المقبل في قطر ، وكيف يرى تحضيرات قطر الحالية للحدث الكبير وما إذا كان يتوقع أن يكون هذا المونديال مختلفا عن سابقيه
قال تشافي : “شهدت خلال تواجدي في قطر نموا مطردا فيما يتعلق بتنفيذ مشاريع البنية التحتية المتعلقة بالبطولة من استادات لطرق وفنادق ومطاعم ، وهي جميعها آخذة في التحسن والتطور عاما بعد عام وتستطيع أن تلمس هذا التغيير للأفضل”.
وأضاف : “الاستعددات تمضي بوتيرة متسارعة ؛ وسيتفاجأ الناس بما ستكون عليه البلاد حينما يأتون إلى هنا ويرون طبيعة الحياة في قطر. إنني سعيد بالعيش هنا مع عائلتي، والعمل في رياضة أعشقها وهي كرة القدم”. وعن طبيعة وتوقيت البطولة ومدى تأثيرها على أداء المنتخبات المشاركة .
أوضح تشافي نجم برشلونة الإسباني سابقا : “سيعطي توقيت مونديال قطر 2022 ميزة إضافية للاعبين. وبما أنها ستعقد في شهري تشرين ثان/نوفمبر وكانون أول/ديسمبر ، ستكون درجات الحرارة مثالية لكرة القدم ، فهي تتراوح عادة ما بين 18 إلى 24 درجة مئوية خلال هذا الوقت من العام. وفي فصل الصيف تكون درجة الحرارة في بلدان كثيرة مرتفعة نسبيا على ممارسة كرة القدم، وأرى أن استضافة البطولة في هذا التوقيت ميزة إضافية للاعبين والمشجعين على حد سواء”.
وأضاف : “أعتقد أن اللاعبين سيكونون في أفضل مستوياتهم في هذا الوقت من العام ، فهو يتزامن مع منتصف الموسم الكروي في العديد من الدول حول العالم، خاصة في أوروبا، وأعتقد أننا سنرى أداء أفضل من اللاعبين وسيكونون أكثر حيوية مقارنة باللعب بالتزامن مع انتهاء الموسم الكروي ؛ فقد يعاني اللاعبون بعد انتهاء المنافسات وموسم كروي طويل من الإرهاق البدني والذهني، وكذلك بعض الإصابات البسيطة. أعتقد أنهم سيؤدون ذهنيا وبدنيا بشكل أفضل وبشكل غير مسبوق في بطولات كأس العالم. ومن النواحي الإيجابية لهذا الأمر أن يرى الجميع اللاعبين يؤدون وفق أعلى المستويات”.
وأشار تشافي : “فيما يتعلق بالمشجعين والجماهير، تطلبت البطولات السابقة منهم الكثير من التنقل والسفر لتتبع منتخبات بلادهم. أما في قطر، فلن يحتاج المشجعون للقيام برحلات إضافية، حيث سيتمكنون من الإقامة في مقر واحد، بما يوفر عليهم الوقت والمال. وفي ذلك ميزة إضافية للاعبين، حيث سيكون بمقدورهم الإقامة والتدريب في مقر ومعسكر واحد طوال فترة البطولة. وحينما تأخذ تلك المقومات بعين الاعتبار، سترى فيها العديد من المميزات، وعليه فتغيير موعد البطولة والطبيعة المتقاربة المسافات لها من الأمور الإيجابية للجميع”. وعن توقعهاته للجماهير خلال زيارتهم لقطر في 2022 .
أجاب تشافي : “ستنبهر الجماهير بمدى الترحاب الذي سيلقونه في قطر. من وجهة نظري أرى أن هناك نوعا من التحامل السيء على الثقافة العربية، ومن خلال تجربتي، هم أناس ودودون ومحترمون يستقبلونك بكل ترحاب وكرم”.
وأشار : “أما دولة قطر فهي آمنة للغاية، وتمتلك خدمات مميزة، وفنادق رفيعة المستوى، ومطاعم، وأماكن رائعة للاسترخاء، وشواطئ مذهلة، وسيسعد الجميع بزيارتها، وسيستمتعون بأوقاتهم هنا، لا خلال المباريات وحسب؛ بل في كل ما تقدمه الدولة، وما توفره من أعلى مستويات الراحة والاستمتاع بالحياة والخدمات الترفيهية”. وعن تطور كرة القدم القطرية خلال السنوات الماضية، وهل هي قادرة على إفراز نجوم للعب لدى الأندية العالمية بما يخدم المنتخب ، قال تشافي : “حينما نتحدث عن كرة القدم القطرية، فقد شهدت تطورا ملحوظا، وخاصة منذ افتتاح أكاديمية أسباير في عام 2006، وما تضمه من مدربين ممتازين ومتخصصين مهنيين في مختلف مجالات الرياضة”. وأضاف : “جاء العديد من المدربين العالميين إلى قطر للإسهام في تطور كرة القدم، وفي دوري نجوم قطر على وجه الخصوص. أرى أن المنتخب القطري يمكنه منافسة أي فريق؛ فلديهم فيلكس سانشير، وهو مدرب من الطراز العالمي، وأعتقد أن تشكيلة الفريق مميزة تجمع ما بين العناصر الشابة والمخضرمة، بما يعطي الفريق قاعدة صلبة. وهناك العديد منهم يلعبون لنادي السد الذي أشرف على تدريبه، وأعلم قدراتهم جيدا”.
وأكد تشافي : “أرى أن اللاعبين سيواصلون تطوير مستواهم خلال فترة العام ونصف العام التي تفصلنا عن المونديال، وسيكونون على أهبة الاستعداد للمنافسات دون أدنى شك. ولقد لمست تطور أولئك اللاعبين يوما بعد يوم في بطولات الدوري ودوري أبطال آسيا، وقد فازوا بالفعل بكأس آسيا في 2019، وهو ما يعني أنهم قادرون على التنافس مع أي فريق، وأتوقع مستقبلا جيدا لهم”. وعن اللاعب القطري الذي يتوقع أن بكون الأبرز في عام 2022 / قال تشافي : “تمتلك قطر العديد من اللاعبين القادرين على إحداث فارق وترك أثر كبير. ولا أود أن استثني أحدا منهم، لأنني أعتقد في نهاية المطاف أنه لن يكون هناك نجم أوحد لمنتخب قطر؛ لكن العديد من اللاعبين العظماء، مثلما كان الحال حينما لعبت مع منتخب إسبانيا ، فالأمر يتعلق بالفريق لا بلاعب بعينه دون الآخرين. وأعتقد أن هذا أمر إيجابي للمجموعة بأكملها، وهذا ما يغرسه فيلكس سانشيز في نفوس اللاعبين، الفريق هو الأهم وقبل أي شيء آخر”. وأضاف : “أثق بأن عشاق كرة القدم سيستمتعون بمشاهدة الفريق وسيذهلهم مستوى اللاعبين القطريين، فهم على مستوى عال ويزدادون تألقا،
، وسنترقب جميعا مشاهدتهم والاستمتاع بأدائهم”. علق تشافي أيضا على مشاركة منتخب قطر في التصفيات الأوروبية ، ومدى استفادة المنتخب من تلك المشاركة خاصة بعد المشاركة في كوبا أميركا 2019 ، وقال : “أعتقد أن مشاركة منتخب قطر في التصفيات الأوروبية فكرة حسنة، وأمامهم مباريات جيدة في المجموعات الأوروبية أمام فرق كالبرتغال وأيرلندا، وقد تغلبوا بالفعل على لوكسبمورج وأذربيجان”. وأوضح : “إنه لأمر إيجابي أن تتنافس مع تلك الفرق لتقف على مستواك ومستوى فريقك، وهم يخوضون بالفعل مباريات مرتفعة المستوى وبوتيرة وكثافة جيدة. وأرى أنهم نجحوا فيما حققوه حتى الآن، وهي تجربة إيجابية للاعبين، ولفيلكس بأن يتنافس فريقه في هذا النوع من المباريات لأمر جيد حتما”.
وعما إذا كان انتشار وباء كوفيد-19 سيترك أثرا على مونديال قطر 2022 وما إذا كان يعتقد أنه بالإمكان تنظيم البطولة بدون جماهير من الخارج ، قال : “ما نأمله جميعا لكأس العالم أن نكون توصلنا لحل لأزمة كوفيد-19 لصالح كرة القدم والمجتمعات بشكل عام. أتمنى أن يحل الأمر وأن يتمكن جميع المشجعين من السفر إلى قطر والتعرف عليها، والاستمتاع بكرة القدم والحياة”.
وأشار : “دعونا نرتقب ونشاهد، فمن غير المنطقي تنظيم البطولة بدون جماهير في الوقت الذي شهدنا فيه العام الماضي تطبيق الحضور الجماهيري على أرض الواقع. وهناك فعاليات تجرى بدون متفرجين؛ لكننا نرى شيئا فشيئا عودة الناس إلى الاستادات حول العالم”. وأضاف : “أتمنى أن نرى الاستادات ممتلئة عن آخرها في مونديال 2022، وأن تعود الحياة وكرة القدم إلى طبيعتها. آمل أن يتمكن الناس من السفر إلى قطر في 2022 والاستمتاع بنسخة مذهلة من البطولة”.