محمد علي العربي
حاولوا كثيرا
أن يسحبوني إلى الوحل
منشغلا كنت بوحلي الخاص
لا وقت لي كي ألعق مؤخرة من نصّبوني عدوّا
فيما كنت انصّب نفسي وحيدة وضالة
على عرش من خواء
لا ضير لدي إذا
ان تبادل ابتسامتي بطعناتكَ
أحدهم
وبسبب امرأة على الأرجح
صرتُ خائنا لكل قضايا أمته
مازال يمزق لحمي في حانات رخيصة
إذ كلّما قفز اسمي إلى ذهنه
يعوي كمسعور
لم يشفع لي ان كنت البيت الذي يطرقة
حين تخذله الطريق
أحدهم
وبسبب هوسه الخطير بالمؤامرات
كان ينسج خيوطا في الليل
ويتدلى منها في النهار
مصدقا أصابعه الالف
لو انه عمل ضابطا في أجهزة المخابرات
بدل أن يكتب الشعر
صار يسميني يهوذا في إحدى قصصه المتخيلة
مازل يظن نفسه مسيحا
يحمل صليبه الأبيض ليومه الأسود
وينسى أنني “شجرة مثمرة بالاثم والفضيلة“
أكتب ثم أشطب ذنوبهم
بالحبّ الذي لم يبادلني جواهره
بالنساء اللواتي
بالأماكن التي
بالصدف أيضا
بالاشاعة
بالعظام التي التصقت معا ذات يوم
بالأطفال اللذين نمت مخالبهم في جلدي
معتقدين إنني الوحش الذي ينبغي قتله
بالكؤوس التي انكسر نخبها في العيون
بالعيون التي انكسرت دمعتها في العيون
لا وقت لي
كي أجرّب عشرات الطرق
لقول الأشياء نفسها
وأخفق في كل مرة
يقولون ان لنا دائما مكانا في الحضيض
كيف أنقذكَ
أنا العاجز عن إنقاذ نفسي
انما كعمل أخير أقوم به
أتطلّع الى الشمس
وأمشي في اتجاه النهر