مواهب فلسطينية شابة ..تشق طرقاً خاصة بها وتجذب الأنظار
بخروجهم عن المألوف…تسعى مواهب فلسطينية شابة أن تخط طريقاً خاصاً بها مخالفاً لأقرانها سعياً منها لا ثبات الذات، وتقديم إنتاج مختلف تجذب إليه الأنظار وكان لسانهم يقول ” نحن نفكر خارج الصندوق”.
فـــالطفل الموهبة محمد قريع من سكان قطاع غزة المحاصر( 14 عاماً)، تمكن في سنوات قليلة أن يشد إليه الأنظار من خلال لوحات فنية يجسد خلالها واقع طفولته ومعاناة شعبه، وما يرنو إليه في المستقبل.
بدأت تظهر موهبته في الرسم وهو في سن الخامسة من عمره، يجيد الرسم بألوان الزيت والألوان الخشبية، يحرص على اظهار الوجه الجميل للطفل الفلسطيني ، وابراز الجانب الانساني في مجمل رسوماته.
رسم الفنان قريقع صوراً شخصية لمعظم الشخصيات الوطنية والاعتبارية والتي كان لها تأثير كبير في القضية الفلسطينية على مختلف الصعد، كما رسم ورغم إمكانياته المتواضعة العشرات من اللوحات الفنية التي تجسد الواقع الفلسطيني الصعب من احتلال وحصار وعدوان في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب رسمه جانب التفاؤل والأمل الذي يحياه الشعب الفلسطيني.
اختارت وكالة scoopempire في تصنيف حديث لعشرين شخصية عربية تحت سن العشرين عاماً مبدعة وتعد مثارا للفخر، الفنان الفلسطيني، وتقول الوكالة وهي متخصصة بكل ما هو إبداعي ومميز إن قريقع يلقب ببيكاسو الشرق الأوسط بسبب موهبته الفنية المميزة رغم صغر سنه.
على الجانب الآخر من المسرح الفني الفلسطيني فهناك” سلوى السباخي” الفنانة التشكيلية التي تستخدم القهوة في رسم لوحاتها.
وتستخدم السباخي العشرينية في رسم ما يدور بداخلها والتعبير عنه على لوحاتها، فرشاة وبقايا القهوة التي تبقي عالقة بالفنجان بعدما تحتسيها.
بدأت موهبة الرسم عند الشابة منذ صغر سنها أثناء دراستها بمرحلة الابتدائية واستمرت في تنمية موهبتها على مدار سنوات طويلة، وذلك بفضل تشجيع الأهل والأصدقاء والأقارب.
تقول السباخي:” بداية اكتشافي لموهبتي كنت أرسم بالفحم لوحات بسيطة وصغيرة، ومن ثم أصبحت استخدام الألوان الخشبية بكافة أنواعها، وهذا جعلني اتدرج في بناء موهبتي بشكل سليم، مكنني من الوصول إلى أعلى المراتب”.
وأضافت:”عندما انتقلت إلى المرحلة الجامعية والتحاقي بجامعة الأقصى قسم الفنون، أصبحت الأفكار والموهبة التي امتلكها في تطور مستمر، بعد اكتساب بعض الخبرات من التجارب السابقة التي مر بها أساتذتي في الجامعة”.
وتابعت: “لم أدرس في الجامعة الرسم بالقهوة، وإنما حبي للفن ولموهبتي جعلني أحاول مرارا وتكرارا للتميز على الساحة الفلسطينية، بل والوصول بموهبتي إلى المحافل الدولية ، مشيرا إلى أن حبها الشديد ساعدها في اكتشاف فن جديد جعلها تتميد وتنفرد بلقب أو ل فنانة تشكيلية ترسم بالقهوة.
وتمزج السباخي بريشتها حلم كل فلسطيني بالوحدة الوطنية، فتقول :”بدأت رسوماتي عن المرأة الفلسطينية، لكن الشيء السائد في هذه الأوقات هو الوحدة الفلسطينية، لذلك قررت أن أعبر عنها بطريقتي الخاصة وبأسلوب جديد لكي يلفت الانتباه ويؤثر بشكل كبير في نفوس قادتنا.”
وأشارت السباخي إلى أن الفن سلاح جديد يمكن الفلسطينيين من ايصال رسائلهم الى العالم ، رغم الحصار والدماء الذي يتعمد الاحتلال به.
إلى مدينة الناصرة حيث التاريخ الفلسطيني، والزيتون الأخضر.. منها خرجت الفنانة اريج لارون ، وبتلك الثمرة الخضراء ابتكرت الشابة أسلوباً جديداً بالرسم.
تطمح إلى أن تسجل الرسم بالزيتون كطريقة مبتكرة لها في عالم الفن، وقالت خلال افتتاح معرضها “رص الزيتون” الذي افتتحته مؤخراً في مدينة أريحا الفلسطينية: “أطمح دائماً أن أبتكر لوحات فنية جديدة، وهذا المعرض يتضمن لوحات رسمتها برص الزيتون”.
وتضمن المعرض عرض فيديو لطريقة عمل اللوحات الفنية، التي تنوعت بين رسوم بورتريه لشخصيات مثل الرئيس الراحل ياسر عرفات وشاعر فلسطين الراحل محمود درويش، والشاعر الراحل توفيق زياد، بالإضافة إلى رسومات للبلدة القديمة في القدس، ولوحات متعددة لأشجار الزيتون.
وتظهر أريج في الفيديو وهي ترص حبات الزيتون، مستخدمة مطرقة خشبية صغيرة، فيخرج منها الزيت على قطعة القماش الموضوعة على الأرض مشكلة فيها لوحات فنية.
وبينت أريج أنها تضع الصورة التي تنوي رسمها في مخليتها، وتبدأ برص حبات الزيتون كأنها ترسمها بريشة، وتستغرق بعض اللوحات أياماً من العمل.
وقالت إن الفكرة بدأت لديها عندما اختارت أن ترسم لوحة لشجرة الزيتون من نواة حب الزيتون، إذ لاحظت وهي تحاول استخراج النواة أن الزيت يتناثر منها، فقررت استخدامه في عمل اللوحات الفنية.
وأشارت أريج إلى أن الشخصيات التي اختارت رسمها بالزيتون لها علاقة وثيقة بالزيتون.
الفنانة التشكيلية الفلسطينية منال أبو صفر من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة قرأت قصصاً في الدخان المنبعث من الأماكن التي تعرضت للقصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على غزة ، ورسمت بأدواتها البدائية وبجهد ذاتي خالص لوحات من دخان، تعزز مفهومي المقاومة و الانتصار، تنشرها بين الناس خلال فترة العدوان، مبتكرة بذلك طريقة جديدة ونوعية في العالم للرسم بالدخان، كوسيلة تعبر فيها عن واقع و ويلات العدوان الاسرائيلي الغاشم على سكان القطاع، لتحصل بعدها وسام ودرع الفن الفلسطيني المقاوم من قبل منتدى الفن الفلسطيني وتحوز على لقب سفيرة الفن الفلسطيني المقاوم.
لم يكن العدوان الإسرائيلي على غزة بالنسبة لمنال فرصة للانتشار بل كانت فرصة للمقاومة من خلال الفن، لإيصال رسائل الصمود من خلال صور ولوحات فنية معبرة و جديدة، فصورت من دخان القصف علامة للنصر، وصوراً لنساء تحمل علم فلسطين وتتحدى الموت بعزيمة وإصرار، تلك الصور التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي بعدها وطور البعض العمل عليها، تقول منال و ابتسامة الفخر ترتسم على وجهها: ” انا سعيدة جدا لأني كنت صاحبة فكرة الرسم على الدخان والتي انتشرت بشكل كبير جدا على الإنترنت بل وشكلت مدرسة فنية جديدة قام الصحفيين والفنانين بإتباعها وتطوير العمل عليها”.
قطاع غزة/رامي رمانة: