تناقض  بميدان الشهداء بطرابلس مطالب متضاربة وغالبية الناس غير مهتمة !!

تناقض  بميدان الشهداء بطرابلس مطالب متضاربة وغالبية الناس غير مهتمة !!

في مساء الجمعة 22-4-2016 بميدان الشهداء بطرابلس  شهدت ساحة الميدان متظاهرتان متناقضتان .

 الأولى كانت مؤيدة لحكومة الوفاق الوطني وتدعو كل أطياف المجتمع على مختلف توجهاتهم لدعم الاتفاق السياسي لأنه هو الملاذ الأخير وطوق النجاة لإنقاذ ليبيا من بتون الفوضى وشبح التقسيم مهما كان الاتفاق ـ حسب تعبريهم ـ ، وهي للأسبوع الرابع تخرج بذات الشعارات .

 اما المظاهرة الثانية في الطرف الأخر من الساحة عكسها تماما ترفض حكومة الوفاق وتعتبرها حكومة وصاية واحتلال أجنبي ولازالت تعتبر المؤتمر الوطني هي المؤسسة الشرعية التشريعية الوحيدة في البلاد وهو خروجهم الثاني لأصحاب هذا الرفض بعد توقف تسلسل الجمعات المرقمة التي دامت لمدة سنتان حينما كانت رؤيتهم وحدها فقط هي المسيطرة  في الميدان بنفس العبارات والتوجه ،  فقد كانوا يرفضون اي تظاهر لا يدعم رؤاهم واحتجاجاتهم وشعاراتهم وذلك عقب عمليات فجر ليبيا التي كانت أحد أهم الأسباب فيما وصلت إليه البلاد من انقسامات أكثر حده مما كانت عليه .

 الترقيم للجمعات على ما يبدو عاد وحمل هذه الجمعة الرقم (99) ولكن هذه المرة ليس وحدهم ، وربما هذه تحسب لايجابيات حكومة التوافق في ان جعلت المناهضين لمناصري المؤتمر وحكومة الانقاذ يخرجون بكل شجاعة لتعبير عن رأيهم .

ويحسب على مظاهرة المؤيدة لحكومة الوفاق الوطني أنهم ينبذون العنف ويريدون السلام مطالبين  تطبيق ما اتفق عليه من خلال حوار دام قرابة العام معتبرين أن الشعب مل الصراعات التي ترفع شعارات يستميت أصحابها في الدفاع عنها ، مؤكدين أن الشعب يريد الاستقرار ووحدة ليبيا .

المتظاهرين المؤيدين لحكومة الوفاق تظهر عليهم علامات البؤس والشقاء والتعب ، حراكهم تلقائي عفوي لا ينتمون لتنظيم ولا يحركهم أحد .

بينما المتظاهرين في الطرف الآخر الذين يرفضون حكومة السراج شعاراتهم تدعو للجهاد والقتال وتبارك المقاتلين من مجلسي شورى بنغازي ودرنة وتشد على أيديهم وأعلنوا انهم على استعداد للدفاع عن الوطن ـ وفق رؤيتهم ـ ، ويتوعدون حفتر مجرم الحرب ـ حسب وصفهم ـ وأن مصيره الموت ويتلفظون بأسماء لشخصيات اعتبروها خونة . وجوههم نيرة تتضح عليها علامات الراحة المادية ، يخرجون بتنظيم ، والغريب أن من ضمن شعاراتهم انهم على استعداد لتحمل الفقر والجوع حتى لا يذعنوا كما فعل المتخاذلون ، وهو اطار عام لم يخرجوا عنه منذ 99 جمعة حسب ترقيمهم للجمعات اي ما يقارب السنتان وهم يخرجون بمطالب الثوار والشهداء  كما يقولون وبذلك يدخلون موسوعة قينس للأرقام القياسية حيث لم يشهد العالم وخاصة في تاريخه الحديث من بدايات القرن العشرين وحتى الآن أن استمرت احتجاجات ومطالب استمرت لسنتان ولم تحقق شيء منها سوى الوعيد والتهديد لمن تسول نفسه المساس بمبادئ ومكتسبات ثورة فبراير التي هي في الأساس لم يتحقق منها شيء حتى الآن .

اللافت أنه حينما تتجول بين المظاهرتين المتناقضتين قليلة العدد في ساحة الميدان تجد الساحة مليئة بالعائلات والأطفال التي تقضي وقتاً ممتعا في الفسحة وعطلة الجمعة حيث يلعب الأطفال مع الحمام  صحبة أولياء أمورهم وأخذ الصور التذكارية مع وجود للباعة المتجولين ولا تجد بينهم من يهتم لأمر المتظاهرين المتناقضين وهذا ينطبق على كثير من الناس على حافة وحواشي الساحة وهم ينظرون ويتفرجون وكأنهم يشاهدون عروض مسرحية على الهواء الطلق إضافة للمقاهي حول الميدان تعج بمرتاديها الذين يحتسون القهوة وهم الأكثر عدداً حتى من المتظاهرين غير عابئين بهم وحركة الشوارع المؤدية للميدان عادية والمحال مفتوحة وتعمل في جو طبيعي ، وإن ذهبنا عدة أمتار بالقرب الميدان حيث الحديقة المحاذية له تجد الناس أكثر عدداً أيضاَ يتفسحون ويمضون وقتاً ممتعا رغم الظروف المادية الصعبة ولا يعبئون بما يحصل وربما لا يريدون أن يعرفوا وكأن لسان حالهم يقول سئمنا الخروج والتظاهر والتململ وهذه الصراعات التي راح ضحيتها خيرة الشباب والبلاد من حال أسوء لأسوء رغم وجود الحلول  .

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :