باماكو / خاص فسانيا / سلمى مسعود
في يوم حافل بالدلالات السياسية والاقتصادية، استقبلت جمهورية مالي رئيس الوزراء النيجري ووزير الاقتصاد والمالية، السيد علي محمد الأمين زين، في زيارة عمل رسمية تهدف إلى تعزيز التنسيق الثنائي في إطار كونفدرالية دول الساحل (AES)، وقد تزامنت هذه الزيارة مع مشاركته في اللقاء الوزاري المخصص لمحور “التنمية” الذي انعقد في مركز المؤتمرات الدولي بباماكو (CICB).
وصل رئيس الوزراء النيجري صباح الجمعة 23 مايو إلى مطار الرئيس موديبو كيتا – سانو الدولي، حيث كان في استقباله نظيره المالي، اللواء عبد الله مايغا، إلى جانب عدد من الوزراء والمسؤولين، من بينهم وزير الماليين في الخارج والتكامل الإفريقي، السيد موسى أغ الطاهر. وتأتي هذه الزيارة امتدادًا لاجتماع وزراء التنمية في دول الاتحاد، الذي عُقد بتاريخ 16 يناير 2025، والذي أسفر عن توافقات استراتيجية أبرزها الدفع نحو إنشاء بنك كونفدرالي للاستثمار والتنمية (BCID-AES) ليكون ذراعًا تمويليًا لمشاريع التنمية المشتركة بين دول الساحل.

اللقاء الوزاري، الذي نُظم بالتوازي مع زيارة رئيس الحكومة النيجري، شكّل منصة حيوية لتبادل الرؤى وتعميق التنسيق حول مستقبل التنمية في منطقة الساحل. وقد تناول الوزراء جملة من المواضيع المحورية تتعلق بتعزيز الأمن الجماعي، وتنشيط السوق المشتركة التي تضم أكثر من 78 مليون مستهلك، وتطوير البنية الصناعية، بالإضافة إلى ترسيخ السيادة المالية والحفاظ على الهوية الثقافية والتعليمية لدول المنطقة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس الوزراء المالي أن تفعيل ركيزة التنمية ضمن الاتحاد لا يمثل فقط تحديًا أمام دول الساحل، بل يشكل أيضًا فرصة تاريخية لبناء فضاء اقتصادي متكامل، يقوم على التضامن والتكافل، ويؤسس لواقع جديد يكون فيه التكامل الإفريقي وسيلة لتوفير فرص العمل للشباب والنهوض باقتصادات المنطقة بعيدًا عن التبعية.
وقد مثّل الإعلان عن إنشاء البنك الكونفدرالي للاستثمار والتنمية BCID-AES نقطة تحول بارزة خلال اللقاء، حيث عبّر الحضور عن دعمهم الكامل لهذا المشروع، الذي يُتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في تمويل المشاريع الكبرى، وتوفير بدائل مالية مستقلة عن المؤسسات الدولية التقليدية، وتعزيز السيادة الاقتصادية لدول الساحل.
وفي ختام اللقاء، شدد الوزراء المشاركون على ضرورة التمسك بالرؤية المشتركة لبناء منطقة ساحلية موحدة، متضامنة، وذات سيادة، مؤكدين أن هذا المسار ليس خيارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة استراتيجية تمليها التحديات المشتركة والمصير الواحد.
وفي تصريح نشره على صفحته الرسمية، قال وزير الماليين في الخارج والتكامل الإفريقي، موسى أغ الطاهر، إن زيارة رئيس الوزراء النيجري ومشاركته الفاعلة في أعمال اللقاء الوزاري تعكس التزامًا جماعيًا من قادة دول الساحل بتحقيق خطوات ملموسة نحو التكامل والتنمية الشاملة، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة ويعزز مكانتها في الخارطة الإفريقية.














