بقلم :: عمر الطاهر
بما ان ثورة الكرامة من اجل استعادة كرامة الليبيين .
اذا متى فقد الليبيون كرامتهم يا ترى ؟
لماذا يقدمون الأرواح رخيصة لأجل الكرامة و لا يقولون متى اهدرت تلك الكرامة .
ألم تكن ثورة 17 فبراير من اجل الكرامة و الحرية ؟
و هل كانت الكرامة مسلوبة قبل فبراير ؟
و هل للكرامة اكثر من معنى و من تفسير ؟
هل يمكن لأحد ما ان يسأل بكل صراحة عن ماذا و لماذا حدث ما حدث ؟
ألم تجلب ثورة 17 فبراير الحرية و الكرامة ؟
هل يستنشق الليبييون اليوم نسائم الحرية على شطوط الكرامة ؟
بالتأكيد لا ، لكل مراقب و لكل من يعيش اليوم على ارض ليبيا الا ما ندر .
و حتى ( ما ندر ) لن يستطيع ان ينكر هذا المقدار الجسيم من التردي في كل مناحي الحياة .
فلماذا نتمسك او نقدس او نستمر تحت هذه ( اللعنة ) التي شملت حتى ماضينا قبل مستقبلنا ، الم نكن خير أمة اخرجت للناس ؟ نتنعم بهذه الخيرات التي أضحت امنيات ، الم نكن موضع فخر و عز و أباء برغم شعورنا الدائم بالحرمان ؟
حينما نتسمر كل ( عيد الفاتح ) امام شاشة الجماهيرية ننتظر المفآجآت ( توزيع الثروة ، زيادة المرتبات ، و هلم جرا ) سنة بعد سنة و جيل بعد جيل ؟
الم نكن أولئك الذين تمنى الآخرون مكانهم بالامس فصرمناها مصبحين ؟
الا ان هنالك خطب ما قد حدث ، لعل البعض لا يحبذ الحديث في هذا الشأن وبهذا اللون و هذه الصراحة .
و لكن نحن نتحدث عن كرامة شعب ، و لن يغفر التاريخ لنا صمتنا ان لم نجد اجوبة مقنعة تبرر الصمت .
و لن يغفر التاريخ لشعب ضيع كل شيء و فقد ابناءه بين قتيل و جريح و مبتور الأطراف و خطف و قتل و تهجير و نزوح و سرقة و اهدار للمال العام ( عيني عينك ) لسنوات متتابعة و بالجملة .
اذا لن نلقي بالا لمن لا يود الحديث و لا التحدث عن كارثة طالت أغلى و اثمن ما للوطن و المواطن وهو ( الكرامة ) .
نحن الان في منتصف الطريق ، قد لا تزال النهاية البائسة بعيدة ، و قد يكون الرجوع الى بداية الطريق أفضل من الاستمرار في الدروب الخاطئة برغم الثمن الباهظ لمسيرة الكارثة العظمى .
و هذا يحدده موضع نقطة البداية و التي هي بصراحة ، متى فقد هذا الشعب كرامته التي نحن اليوم بصدد استردادها ؟
يا أيها الجميع .