- تقرير :: بية أخويطر :: مصري عمر علي
شَائِعَاتُ مَوَاقِعِ التّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيّ وَمَرْحَلَةُ اللّاوَعْيِ
فيروس كورونا أزمة مستجده اجتاحت معظم دول العالم أودت بحياة ما يفوق 235023 ألفا وإصابة أكثر من 3249585 حول العالم ولم تجد لها أكبر دول العالم حلولا إلا البقاء في البيت والحجر الصحي لمجابهة فيروس كورونا، كل هذه الأرقام تُستقبل بالسخرية واللامبالاة لدى أغلب المدن الليبية خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى بعد دق ناقوس الخطر وتزايد أعداد المصابين و تسجيل 21 إصابة لازالت المدن الليبية تواجه الجائحة بالاستهتار واختراق الحظر المفروض من قبل الدولة.
قال: السايح أبو دربالة، هناك عدة عوامل تجعل المواطن الليبي غير متقيد بالإجراءات الاحترازية رغم معرفته بأخطار فيروس الكورونا. الخُلفية منها والثقافية والاقتصادية التي بدورها أوصلته إلى مرحلة اللاوعي واللامبالاة في أخذ الاحتياطات الوقائية من وباء فتاك هز العالم بأسره. وأضافت: الدكتورة عائشة العماري، أعتقد أن عدم الالتزام بالحجر الصحي في المدن الليبية يعود لتصديق بعض الشائعات التي تتداولها بعض صفحات وسائل التواصل الاجتماعي والتي مفادها أن سكان ليبيا لديهم حصانة صحية نتيجة أخذ اللقاحات الخاصة بالالتهابات الرئوية.. و اللقاح الخاص بالملاريا والحصبة منذ الولادة ..وأيضا عدم تسجيل أي حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد.
وأكد محمد عوض طالب جامعي : أن السبب الأول والرئيسي هو عدم وضع خارطة صحيحة من قبل الدولة،فالحظر من الساعة 3 مساء إلى 6 صباحاً ،و كأن الفيروس لديه موعد زمني محدد،أو دوام رسمي،من المفترض أن نعرف أصل ،أو سبب إصدار فكرة فرض حظر التجول،إذا عرفنا السبب بطل العجب،
ونوه: أن الحكومات والدول التي فرضت الحظر في الفترة المسائية لديها كثافة سكانية، سعيا منها لمنع التجمعات الليلية في المقاهي ،و الملاهي،ودور السينما وغيرها ،لا بأس في أن نطبق هذه الفكرة على العاصمة و المدن المزدحمة،و حتى لو أن هناك رأيا علميا في الأمر. و لكن عندما تأتي إلى مناطقنا في الجنوب ،لماذا نقلد و نطبق حظر التجول بميقات زمني ،أليس الأجدر بنا أن نضع خطة عمل تتناسب مع بئتنا؟. عندما نحدد مدة زمنية فإننا نتسبب في ازدحام بدلاً من حده ،لأن المواطنين و المقيمين يتسابقون مع الزمن لقضاء حاجاتهم ،و تجد الازدحام أكثر من ذي قبل في المتاجر و الأسواق ،إذا تركنا المتاجر و الأسواق على مواقيت العمل القديمة ،فإن الازدحام قد يختفي. وأشارت: نور الهدى طالبة جامعية: ليس هناك استعدادات أو تجهيزات لمواجهة الجائحة بالقدر المطلوب ،نحن بحاجة ملحة لتجهيز أماكن خاصة بالحجر الصحي ،و وضع القادمين من الأماكن الموبوءة في غرف العزل والإيواء، وثكثيف الندوات عبر الإذاعتين المرئية والمسموعة لتوعية المجتمع بحجم وخطورة الجائحة ،و تذكيرهم بمستوى الخدمات الصحية للدولة المنعدمة حتى في الحالات العادية،فما بال في أمر عجزت الدول العظمى عن إيجاد حلول لها
يَجِبُ وَضْعُ خُطّةٍ تُنَاسِبُ الجَنُوبَ فِي الحَظْرِ
“. وأعرب: “عمار ميلاد” أستاذ جامعي، الأمر الذي أدى إلى عدم الالتزام هو فساد الحكومات والحرب المندلعة التي أبت أن تتوقف حتى في الظروف الراهنة. وأكد: المواطن “محمد “نحن لم نتعلم الدرس من إيطاليا والكثير منا لم يلتزم بالحجر الصحي الإرادي رغم التحذيرات العديدة والدراسات الإحصائية التي لم ينحرف الوضع الراهن عن توقعاتها. وناشد: كافةالمواطنين بالالتزام بالبيوت قائلا” إنها مثل النار إن لم تجد حطبا تأكله انطفأت” وقالت: المواطنة “نعيمة سالم” إن الخطر آتٍ لامحالة بسبب قلة الوعي بخطورة الموقف واستهتار المواطنين وتكذيبهم بتسجيل الإصابات ومخالطتهم للعائدين من الخارج من الدول الموبوءة الذين لم يجبروا على الحجر الصحي.
بَعْدَ السّاعَةِ التّاسِعَةِ مَسَاءً فِي مُدُنِنَا الجَنُوبِيّةِ حَظْرُ تِجْوَالٍ تِلْقَائِيّ حَتّى قَبْلَ ظُهُورِ الكُورُونَا
مؤكدة: أنه لاتوجد رقابة على احترام الإجراءات الوقائية من عدمه ولم نلاحظ أي تواجد للسلطات المعنية وإجبار كافة الناس بالحجر. وأعرب: المواطن” علي “كيف للجميع أن يلتزم بالحجر الصحي والأسواق التجارية تعمل ليلا ونهارا؟ متسائلا لماذا فرضت السيطرة على المصليين بالمساجد ولم تفرض على التجار؟ لماذا أغلقت بيوت الله فقط في هذه الجائحة؟ وزعم أنها مؤامرة إمبريالية من صنع البشر هدفها إنعاش الاقتصاد شركات الأدوية. وأضاف: أن للحد من انتشار فيروس كورونا يجب تنفيذ الحجر الصحي إن لم يكن طوعا فبتطبيق القانون وبكل صرامة ففي ظل غياب الوعي ستحدث كارثة وسيناريو إيطاليا لامفر منه.
وأعربت: سليمة زيدان مختصة في علم النفس أن الحجر الصحي قد تكون له آثار نفسية سلبية إذا لم يحسن المرء تدبير وقته، إذ يجمع الأخصائيون في الصحة النفسية أن الحجر الصحي المفروض على أكثر من مليار شخص حول العالم بسبب جائحة فيروس كورونا، ليس أمرا سهلا ولا موضوعا يستهان به، إذ أنه إجراء استثنائي وغير مسبوق يقيد الحريات الفردية وهذا الوضع يتسبب بمشاكل نفسية لعديد الأشخاص، خاصة بالنسبة للذين يفشلون في التعامل بشكل إيجابي مع هذا الظرف، منها “القلق والتوتر والهلع” من أبرز “التأثيرات النفسية” التي تنتشر في مثل هذه الظروف حيث إن الذين في وضعية نفسية هشة معرضون “أكثر من غيرهم للإصابة بهذه المشاكل النفسية”والتي ترتبط بأعراض مرضية أخرى كمرض الوسواس القهري. والأشخاص الذين لديهم توهم المرض. ” وأضافت: نلاحظ عدم التزام البعض بقرار الحجر المنزلي وتصلني عدة شكاوى من خلال اتصالات طالبي الخدمة النفسية بعدم التزام أزواجهم أو أبنائهم بالحجر المنزلي وتخوفهم الشديد من إصابة أولئك بالفيروس ومن ثم نقل للأسرة لاقدر الله “. الطبيعة النفسية الليبية وعدم التزامها بالقرار المفروض” وبالرغم من الوعي الشديد وحملات التوعية المكثفة والتي بات الكل يعرف ويعي جيدا أساليب الوقاية من فيروس كورونا المستجد.
غِيَابُ الوَعْيِ لَدَى الكَثِيرِ سَيُعِيدُ سِينَارْيُو إيطَالْيَا “
شرحت الأخصائية والمعالجة النفسية سليمة زيدان “أن هذا التصرف يرجع إلى عدة أسباب منها العامل النفسي والطبيعة النفسية مثلا بعض الشخصيات تعاني من قلق حقيقي فهي لن تلتزم بالبقاء في مكان واحد” كالبيت ” فتسعى إلى عدة مبررات للخروج…. ولن تكتفي بتجربة واحدة بل ستكرر خروجها عدة مرات. هذا يسمى اتخاذ تدابير غير آمنة من قبل الأشخاص حيث أنهم يجدون راحة نفسية في هذا الإجراء وفعلا ينقص مستوى القلق لديهم…بالرغم من أن إجراءهم أو أسلوبهم هذا غير آمن وغير صحيح. ونوهت إلى ضرورة الاستفادة من هذا الوقت وعدم التراجع في أخذ الاستشارة النفسية لخفض مستوى القلق لدينا لأن هذا ” الهلع والقلق ” شعور طبيعي في ظرف غير طبيعي من جائحة تجتاح العالم بأسره. كما أكدت المعالجة النفسية في حوارا معها أنه يجب الاستفادة من فرصة الحجر واعتبارها فرصة لتبني أسلوب حياة صحي. كما حذرت من أخذ معلومات من مصادر عدة وذلك لأن هذا التصرف سيزيد من وتيرة القلق والهلع لدينا ونصحت بأخذ المعلومات من مصدر واحد وموثوق وعدم تصفح القنوات الإخبارية أو وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن عدد الإصابات وعدد الوفيات لأن هذا من شأنه أن يخلق جوا من القلق والتوتر وهذه الحالة من الترقب سينتج عنها عدم القدرة على النوم وترقب كافة المصادر للحصول على آخر الأخبار. كما شددت على الاهتمام بكبار السن والمحافظة على نفسيتهم وتطمينهم بأكبر قدر ممكن وإبعادهم عن القنوات التي تنقل أخبارا محتواها عنف، لأن سماع أخبار عن الوفيات بالنسبة لهم يسبب حالة من القلق والخوف حتى وإن لم يتم التعبير عنها من قبلهم. و أشارت إلى ضرورة توحيد الجهود والالتزام بإرشادات وزارة الصحة والابتعاد عن الأماكن المكتظة من شأنه تقليل احتمالية الإصابة بالفيروس وتفاديها.
الحَجْرُ الصّحِيُّ عُمُومًا هُوَ تَجْرُبَةٌ غَيْرُ مُرْضِيَةٍ بِالنّسْبَةِ لِمَنْ يَخْضَعُونَ لَهَا”
وعرضت: استعدادها لاستقبال الاتصالات وتقديم الاستشارات النفسية لطالبي الخدمة مع التأكيد على السرية التامة الذي هو أساس مهنتها” العقوبات المقررة للمخالفين إذا أعلنت الدوله تطبيق الحجر الصحي. ” أوضح:” المحامي محمد انداره ” تنص المادة(305) أن كل من تسبب في وقوع وباء أونشره يعاقب بالسجن مدة لاتقل عن10سنوات، وجاء المشرع بفقرة ثانية وبنفس المادة أن: إذ نتج عن الفعل موت شخص واحد تكون العقوبة بالسجن المؤبد، وجاء أيضا بالفقرة الثالثة حيث قال: إذا تسبب نشر الوباء في موت عدة أشخاص تكون العقوبة المقررة الإعدام. وأشار: أن العقوبات التي نص عليها القانون في حال مخالفة فرض حظر التجول لأي شخص، وفقا لمبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون يعرض نفسه للعقوبات التالية: حيث نصت المادة 476 مخالفة أوامر السلطة من قانون العقوبات الليبي أن كل من خالف أمراً مشروعا أصدرته السلطة حفظاً للعدالة أو السلامة العامة أو النظام الصحي يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز شهراً أو بغرامة لا تزيد على خمسة جنيهات”. وأضاف: “كما نصت المادة رقم 136 من القانون رقم 106 لسنة 1973 بشأن إصدار القانون الصحي (يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن ستة أشهر وبغرامة لا تتجاوز مائتي دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من خالف تدابير الحجر الصحي التي تتخذ وفقاً لأحكام هذا القانون أو اللوائح الصادرة بمقتضاه)”.