جحيم غزة

جحيم غزة

محمود السوكني

كما توقعنا ، وكما هو معروف عنه ، بدأت شطحاته تظهر على السطح ، لم ولن يتغير ، خاصة وهو الحاكم بأمره ، إكتسح منافسيه ، جمع مقادير الحكم من طرفيه ، النواب يشرّعون ما يختمر في رأسه ، الشيوخ يصدّقون عليه دون إبطأ ، ولا ولاية ثالثة تحق له أو يطمع فيها حتى يخشى أن لا يعاد إنتخابه ، فما الذي يمنعه من أن يكشر عن أنيابه ، ويظهر حقده الدفين لأمة الضاد حتى وإن ورطه أحد أحفاده بمصاهرة جزئية منهم .

لم يقل يوماً أنه سينتصر للحق ، أو أنه سيقف مع المظلومين في غزة ، بل كان دائماً مع العدو قلباً وقالباً دون تردد ، وكان لا يخفي إنحيازه الكامل لدولة العصابات الصهيونية ، وحينما خطط النتن لضرب إيران نصحه علناً بضرب المنشآت النووية ! أما غزة فهو لا يمانع في ضمها لأراضي ما تسمى بإسرائيل المزعومة . لِذا ، فإنني لم أستغرب تصريحه الأخير الذي مهد له في موقعه بالنص :

(يتحدث الجميع عن الرهائن المحتجزين بعنف شديد ،  وبطريقة غير إنسانية ، وضد إرادة العالم اجمع في الشرق الأوسط ، لكن كل هذا مجرد كلام ولا يوجد عمل ) ، ثم يحدد شرطي العالم ماهية العمل المطلوب بقوله وبالنص : (إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل 20 يناير 2025 وهو التاريخ الذي أتولى فيه بفخر منصبي رئيساً للولايات المتحدة ) فإذا لم يتم ذلك ؛ يقول الرئيس المقبل دون أن يرف له جفن مهدداً دون لبس أو غموض  ( سيكون هناك جحيماً سيدفع الشرق الأوسط ثمنه الباهظ ! وكذلك المسئولين الذين إرتكبوا هذه الفظائع ضد الإنسانية !! ) ويضيف بمنتهى الصفاقة ( سيتعرض المسئولين عن ذلك لضربة أقوى من أي ضربة أخرى تعرض لها أي شخص في التاريخ الطويل والحافل للولايات المتحدة الأمريكية) ويختم وعيده بهذا النداء ( اطلقوا سراح الرهائن) !

لم يعر إهتماماً بنداءات المسيرات الحاشدة التي تطوف عواصم العالم تندد بجرائم الصهاينة في غزة ، ولم يأبه بما جاء على لسان مشاهير العالم من ساسة ومثقفين تناشد العالم أن يقف في وجه نزق السفاح النتن وعصابة تل أبيب ، بل إنه حتى تجاهل تصريح وزير الدفاع السابق موشيه يعلون الذي قال أن مايجري في غزة من قبل الصهاينة هو تطهير عرقي !!

و.. يأتي رئيس الدولة العظمى مهدداً سكان القطاع بمزيد من الدمار وسفك الدماء لشعب يستغيث من ظلم وقع عليه حتى ينتصر هذا الأرعن لزمرة الصهاينة الذين نصبوه ملكاً على العالم .

لقد عانى سكان القطاع من جحيم العدو ولم يبالوا ولا استسلموا وتمسكوا بالأرض وحقهم في الوجود على آديمها ، ولن يختلف الأمر مع جحيم ترامب ، وما النصر إلا من عند الله  .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :