جغرافية التطرف

جغرافية التطرف

  • سعد القذافي السني

عندما كانت ،،المجموعات المسلحة والتيارات المتطرفة ،،متواجدة بالمنطقة الشرقية ،،كانت لا تكف عن المطالبة ب(تطبيق الشريعة)،،ولا تكاد تمضي فترة حتى تقوم هذه المجموعات بعمليات انتحارية وتفجيرات وقتل ،،وتسمي ما تقوم به جهاد ،،لاعلاء كلمة الله كما يدعون ،،الآن تكدست كل تلك المجموعات بالمنطقة الغربية الممتدة من مصراتة وحتى الحدود التونسية ،ومع ان الشريعة لم تطبق في هذه المناطق ولا يزال يحكمها علمانيون ،،فالسراج وباشاغا ومعتيق ،،لم يرسلوا. اللحى او يرفعوا الازار بعد ،،،ومع ذلك توقف النشاط الجهادي لهذه المجموعات نهائيا بمجرد دخولهم الى النطاق الجغرافي للمنطقة الغربية ،،ولم نسمع عن عملية ارهابية او تفجير او مطالبة بتطبيق الشريعة ،،واذا عن لهم سفك الدماء يبحثون عن منطقة نائية وبعيدة ،،كقاعدة براك مثلا. لممارسة نزوعهم الدموي. ،،،
،،،،وتدل هذه الازدواجية في المعايير ،،على ان هذه المنظمات تستخدم للاستيلاء على السلطة وإخضاع باقي المناطق وان جوهر القضية هو رغبة عرق بعينه او منطقة بعينها في بسط نفوذها وسلطاتها على باقي البلاد ،،وهذا لا ينفي وجود سذج وبسطاء ذوي نوايا حسنة مغرر بهم، يصدقون خداع ونفاق قادة هذه المنظمات مثل بالحاج والصادق الغرياني والصلابي وغيرهم وهم ذوي مطامع سلطوية ظاهرة.للعيان ،، ويقومون بتعبئة البسطاء والسذج. وإقناعهم بأن ما يفعلونه جهاد في سبيل الله. في الوقت الذي يقيم فيه أبناء الغرياني خارج البلاد اما بالحاج فمشغول بإدارة شركاته وأمواله ،،واذا كان جهاد فعلا لماذا اثاقل هؤلاء وابنائهم الى الارض،،،،
ينطبق على هذه المجموعات. المتطرفة تحليل لويس غولدمان ،،للحركة اليانسينية ،،وهي مجموعة مسيحية متطرفة ينحدر المنضوون تحت لوائها من طبقة نبلاء الرداء، وهي طبقة أرستقراطية كانت تحظى بامتيازات واسعة إبان مرحلة. الإقطاع في أوربا ونتيجة ملابسات تاريخية وصراعات سياسة يطول سردهااقصيت هذه الطبقة عن السلطة ،،واكتشف غولدمان ان اغلب منظري الحركة اليانسينية تعود اصولهم الى طبقة نبلاء الرداء،،او ان لهذه الحركة أساس تاريخي اجتماعي ،،،ويكاد ينطبق ،،هذا التحليل على بعض تيارات الاسلام السياسي في ليبيا. فنجد ان اغلب رموز هذا التيار تعود اصولها الى طبقات اجتماعية وأعراق كانت متنفذة وذات امتيازات سلطوية إبان العهد العثماني،،،وفقدت امتيازاتها فيما بعد ،،ولهذا السبب نجد ان رموز تلك التيارات- وهنا اتحدث عن الرموز والمنظرين أمثال الصلابي والغرياني – اذا تأملنا جيدا نجد ان هذه الزعامات تتوزع على نطاق جغرافي محدد ،،يمتد من مصراتة الى الزاوية،،،اذا لهذا التوجه جذور اجتماعية ،،هي التي شكلت وعي هذه القيادات والرموز،،وصاغت دوافعهم اللاواعية،،،،

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :