بقلم :: محمد بعيو
جـريـمـة بـراك الـشـاطـيء هـي الـرد الـقـطـري الـدمـوي عـلـى لـقـاء حـفـتـر الـسـراج، الـذي قـد لا يـتـكـرر، فـالـرسـالـة كـانـت حـارقـة وجـلـود بـعـض الـمـحـسـوبـيـن عـلـيـنـا سـاسـةً ومـسـؤولـيـن أضـعـف مـن الـورق.
لا حـوار بـيـنـكـم أيـهـا الـلـيـبـيـون ولا سـلام ولا اسـتـقـرار، إلاّ بـمـوافـقـة واتـفـاق دويـلـتـي الـخـلـيـج الـصـغـيـرتـيـن الـفـاعـلـتـيـن، وهـمـا لـن تـتـفـقـا حـتـى يـأمـرهـمـا الـبـيـت الأبـيـض، أو تـسـقـط إحـداهـمـا فـي فـراغ الـسـلـطـة الأسـود، أمـا الـعـمـلاق الـسـعـودي الـذي لـن يـسـتـطـيـع الاسـتـمـرار طـويـلاً فـي لـعـبـة شـراء الـبـقـاء بـالـرشـاوى، فـلا يـعـنـيـه مـن أمـرنا سـوى تـصـديـر فـتـاوى الـتـطـرف إلـى بـرقـة ، وتـكـثـيـر مـحـطـات الـراديـو فـي طـرابـلـس، هـو مـشـغـول جـداً بـخوفه على مصيره، عـيـنـه عـلـى تـرامـب الأهـوج وقـلـبـه مـع إيـفـانـكـا الـجـمـيـلـة، وحـالـه حـال تـمـثـال ضـخـم يـمـلأ فـراغ الـمـكـان، لـكـنـه لا يـسـتـطـيـع أن يَـهُـشَّ الـطـيـور الـصـغـيـرة الـمـشـاغـبـة الـتـي تـنـقـر أنـفـه.
أمـا نـحـن آآآآآآآآآآه يـا نـحـن .. فـسـيـظـل دمـنـا يـسـيـل فـي صـحـاريـنـا بـأيـديـنـا بـلا مـعـنـى، ويـظـل هـراء الـكـلام يـسـيـح مـنّـا عـبـر الـفـيـس والإعـلام بـلا جـدوى، حـتـى نـصـحـو مـن لـيـل غـبـائـنـا الـطـويـل، ونـفـيـق مـن هـذه الـسـكـرة عـلـى الـفـكـرة، وعـلـى حـقـيـقـة أن قـدرنـا أن نـحـيـا مـعـاً والـوطـن، لا أن نـمـوت نـمـوت لـيـحـيـا الـوطـن، والـذي لـن يـحـيـا بـمـوتـنـا بـل بـحـيـاتـنـا، إلاّ إذا ارتـضـيـنـا أن نـكـون لـه مـجـرد قـرابـيـن فـجـعـلـنـاه بـدل الـوطـن .. وثـــن.