حاورها : سالم البرغوثي
وكأني أقرأ على جبينها عبارة ،قول عني ما تقول صوبي كم صعب الوصول واللي ما يطول العنب حامض عنه يقول
وكأني قرأت في خطوط الزمن المرسومة على وجهها عناوين كثيرة متعددة ومتداخلة مختلفة ومتباينة تصنع من الحزن فرحا ومن الهزيمة انتصارا ومن الخذلان تحديا ومن الضيق اتساعا. ضيفتي لا تتوقف لا تتراجع لا تفقد صبرها ولا يخترقها اليأس لا تستسلم بسهولة بل لا تستسلم أبدا.
في دار الأوبرا المصرية وبين جمع كبير من عمالقة المسرح والنقد شاهدت لها مسرحية حكاية طرابلسية قلبي كان يرتجف من الخوف وأنا الجالس في القاعة وهي تقدم المسرحية وحيدة على خشبة المسرح كانت تقف على قدمين صامدتين ثابتين فقدمت عرضا رائعا أزال خوفي وفاق توقعاتي.
صفق لها الجميع ووقف لها الجميع احتراما وتقديرا. خدوجة صبري قدمت نفسها بنفسها خارج حدود الوطن لم تتبع أثرا لكنها تركت أثرا.
خدوجة صبري لم تنحني للريح بل واصلت المسير حتى وصلت. هي عنوان للتجدد والتطور والإصرار على التقدم، الكثير من ممثلات جيلها وحتى ما بعده بقين في ذات المكان ربما لظروف وربما أيضا لفقدان الإرادة .
السيرة الذاتية. أول ظهور لها على المسرح في 1973 مع فرقة الجيل الصاعد. قدمت للإذاعة أكثر من 40 عملا
حازت على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان آفاق السينما العربية الموازي في قرطاج كما فازت بجائزة الأداء الدرامي في مهرجان أوسكار الدولي التاسع بمدينة الغردقة في مصر عن دورها في مسلسل وشاء القدر للمخرج عبدالله الزروق. أهم الأعمال السينمائية معزوفة المطر 94 إلى من يهمه الأمر .الانتفاضة
مع فريد شوقي وماجدة الخطيب .الأيام سهرة تلفزيونية. أما الأعمال التلفزيونية فقد قدمت وشاء القدر، السوس، الهاربة، أصيلة، الكنة، التيار، طريق الشوك، الفال، مفيدة. وفي الأعمال المسرحية شاركت في أكثر من 22 عملا مسرحيا وأهمها ( البنت اللي قالت لا ،عريس بنت السلطانة ،بدون تأشيرة ) سأترك البدايات وسأحلق مثلك للانطلاق نحو آفاق عربية كيف ومتى بدأت مشواركِ لتحقيق أحلامكِ عربيا؟
قالت: ” خدوجة صبري ” بالنسبة لأحلامي بالوصول إلى الجمهور عربيا بدأ منذ فترة طويلة وذلك يبدو واضحا من خلال تعاوني و عملي مع مخرجين عرب كثر من بلدن مختلفة ( مصر ، سوريا ، لبنان ، تونس ، ليبيا بالدرجة الأولى ) .
أضافت ” بدأ هذا الحلم يتحقق كخطوة أولى من خلال مشاركتي في السينما الليبية ، و مشاركتي في المهرجانات ، و تحديدا في مهرجان قرطاج ، بمشاركة المخرج ( عبدالله الزروق ، و الفيتوري العايب ) ، وكان عبدالله الزروق له رصيد من الأعمال ، و أنا ما زلت في بدايتي، و كنت أحضر مهرجانات حتى أكون قريبة من النقد و أشاهد الأعمال و طبيعة المهرجانات السينمائية لأن التجربة السينمائية تختلف عن المسرحية و التلفزيونية و الإذاعية ، و بهذا يعتبر هذا المهرجان بدايتي الفعلية و التعريف بي
أعربت ” بعد أن كنت متفرجة طوال فترة المهرجان ، بدأت الغيرة تتحرك بداخلي ، و أتساءل لماذا لا نشارك بأعمال مشابهة في المهرجان ؟
و بعد انتهائه أصبح كل ما يشغلنا هو كيف نشارك في مهرجان قرطاج ؟ و من هنا بدأنا نحن الثلاثي ( أنا و ، عبدالله الزروق ، و الفيتوري العايب )، بالسعي للمشاركة في شتى المناشط ( المهرجانات و الندوات و الجلسات ) و كل ذلك على حسابنا الخاص.
و أكدت ” بدايتي في السينما كانت بفيلم ( فتاة الجماهيرية ) للمخرج مبروك توزان ، و كانت عن المرأة الليبية و عملها بالمجالات ، و بعدها فيلم ( علاقات تاقرفت ) للمخرجين الراحلين ( خالد حسونة و محمود عياد ادريزة) ، وتم عرض الفيلم بفرنسا ، و حضرته الفنانة الكبيرة ( حميدة الخوجة ) و أديت بعدها فيلم للمخرج عبد الله الزروق و كانت تجربتي الأولى بالأفلام القصيرة ، بفيلم ( المنفيون ) ، و شاركت في فيلم ( إلى من يهمه الأمر ) و هو كان موجها للطفل
أفادت ” جاء أخيرا دور المشاركة بمهرجان قرطاج الذي كان يعني لي الكثير ، و كانت هذه المشاركة بمثابة الحلم بالنسبة لي ،و كان الفيلم العربي الكبير الذي شارك فيه كوكبة من الفنانين العرب ( من مصر ، سوريا، تونس ، لبنان ) و الذي كان بعنوان ( الانتفاضة ) للمخرج الراحل (أحمد الخطيب ) و المخرج المنفذ (عبدالله الزروق ، و المخرج المساعد الفيتوري العايب ) و سيناريست ( محمد الغرياني ) . كنت أحلم بالمشاركة في مهرجان قرطاج بفيلم قصير ، و لكن القدر جعلني أشارك بفيلم روائي و يعرض في افتتاح المهرجان ، و حضر المهرجان كبار الفنانين ( جميل راتب ، أمينة رزق ، نجوى الخطيب ) مجموعة كبيرة من الفنانين ( جهاد السعد ، منى واصف ) و غيرهم.
و من هنا بات الحلم يكبر و يتجسد على أرض الواقع ،و توالت الأعمال و بعد بدأنا مشاركة باسم المؤسسة العامة للسينما الليبية ، و بدأت المشاركات تبرز ، حيث شاركت في الفيلم الروائي ( معزوفة المطر) الذي نفذ في ليبيا ، و كان هو فيلمي الأخير ، و انطلاقة جديدة بمشاركتي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ، كل هذه المشاركات أعتبرها محطات مهمة في حياتي. هذا بالنسبة لبدايتي عربيا ( على مستوى الوطن العربي ) ، فعملت مع ( حسين كمال ، أحمد خضر ، ممدوح مراد ، أحمد الخطيب ، سامر من سوريا ،) و كذلك مع المخرج اللبناني فادي خوري ، إعلان دعائي عن الجبنة و حقق نجاحا كبيرا جدا ، و عملت لمدة 9 سنوات مع العديد من الأسماء في مصر ، في المسرح و السينما ، و كانت بدايتها بفيلم ( صبر قوقل ) مع الفنان محمد رجب ، و للمخرج محمد حمدي و كان دوري أم الفنان محمد رمضان ، أم مصرية بسيطة من الحارة الشعبية ، و من هنا كانت انطلاقتي في السينما المصرية تمثيل و إنتاج ، فيلم مصري 100% بدون اشتراك ، و أجريت بعدها عدة تجارب في السينما من بينها فيلم ( زهرة البنفسج ) من تمثيلي و إنتاجي كان فيلما قصيرا من تأليف الأستاذ عبدالله الزروق ، و إخراج وائل الروميل ، و هو يتحدث عن سيدة دائمة الترحال ، تتنقل من مدينة إلى أخرى و تنقل رسالة السلام و تحاول نشرها خلال رحلتها في الوطن العربي.
وقدمت بعد ذلك عدة أفلام قصيرة مع المخرج ( أحمد حبيب ) هذا بالنسبة للسينما. بدأت تجربتي الأهم ” بعد خروجي من الوطن ( حكاية طرابلسية ) من تأليف الكاتب الكبير منصور بوشناف ، و إخراج المخرج المصري جمال عبد الناصر ، مسرحية مونودراما ، و كان الفريق التقني متنوعا بين مصريين و ليبيين ، و تجولنا في أكثر من 17 دولة عربية و حققنا بها العديد من النجاحات .
أوضحت ” رجعت إلى مصر وكلي طموح وطاقة أنني ما لم أستطع أن أعمله في ليبيا والظروف حالت دون ذلك في شغل المسرح أخرجت “حكاية طرابلسية” وبدأت أقرؤه بتمعن، فوجدتها شديدة الخصوصية، شعرت أن مونودراما أستطيع التعبير عن أشياء أعتبرها مخزون 3 سنوات، والمسرح المكان الوحيد للممثل أن يتحدث بصدق، البراح لدي ومسرحية لوحدي” مونودراما” ونص مكتوب بعناية شديدة، فقلت لنفسي سأقدم “حكاية طرابلسية
“. تابعت ” في مصر قدمت مسرحية مونودراما وباللهجة الليبية وفي مصر! هو بالفعل لدي علاقات ورصيد في مصر، كنا دائما نشترك في كل مهرجان مسرحي مع فرقة الجيل الصاعد والمخرج عبدالله الزروق، لكن هذا قد مرت عليه سنوات لأن بطبيعة الحال أن يكون هناك من الجيل الجديد من لا يعرف خدوجة صبري.
الفكرة أحببتها مشتاقة لأمي وللمسرح وأشياء كثيرة عمرها 3 سنوات أود أن أقولها وأن أعبر عنها. وأشارت ” تحدثت مع جمال عبدالناصر وانخفض وقال مسرحية مونودراما ومسرحية لأول مرة وكاتب ليبي وممثلة ليبية أول مرة، هو بالفعل لديه أعمال مسرحية ولكن لم تحتوي المونودراما، فكل الأشياء جديدة بالنسبة لنا نحن الاثنين.
فكرت أن يخرجها ليبي واتفقت مع مخرج ليبي ولكن لم نتوفق لأن الظروف في تلك الفترة كانت صعبة جدا من حيث التأشيرة. وأفادت ” لكن فكرت في جمال عبدالناصر لأنه مصري ولأني أعرفه، وعندما تحدثت معه أتى وأخبرته أن لدي نص، هو كان لديه مهرجان مسرح في الإسكندرية، فأخبرني أن آتِي إلى الإسكندرية وأحضر العرض ونتحدث وسافرت بالفعل اليوم التالي وحضرت المسرحية وبعد المسرحية قال يجب أن نجلس ونتحدث في النص وطلب أن أقرأه وأوضحه لأنه باللهجة الليبية وفعلت ذلك.
أعربت ” لم يكن مستوعبا لكل الأشياء وقام بالتأشير وتعليم المصطلحات التي لم يفهمها. قضينا تلك الليلة في شرح المسرحية ، وأخذ مني النص لبيته وتفاهمنا مبدئيا. ورد علي في اليوم الثاني وكان قد أعجبه النص والدور وشعر بحالة المسرحية وهو حب وافتقاد الأم ولأن والدته متوفاة.
وهذا ما جمعنا ورجعنا للقاهرة وأقمنا جلسات عمل إلى أن تشبع المخرج بالنص فبدأنا بالبروفات لمدة شهر ونصف الشهر.
وأردفت ” كلما يأتي ويحدد الموعد كنت متخوفة وأؤجله حتى جاء يوم المرأة في 2014 قال لي المخرج إن هذا هو أفضل توقيت ولأن العمل يتحدث عن المرأة، وبعد تردد وخوف وافقت لأنه أول عمل ليبي أقوم به لوحدي دون وجود زملاء ممثلين وجمهور جديد علي ولا أعلم إن كان سيحضر أو لا، وكان العمل من إنتاجي الخاص، حيث بعت سيارتي في ليبيا وتوكلت واتفقنا على الميزانية وكل ما يلزم لإنتاج العمل، لدي علاقات و للمخرج أيضا دعونا بعض الشخصيات التي ستكون في الافتتاح وكذلك دعوت بعض الليبيين عبر صفحتي الشخصية على الفيس بوك.
بينت ” فكرة حكاية طرابلسية هي حكاية شعبية ليبية بكل تفاصيل العرض من اللهجة إلى الملابس إلى أغانيها كانت ليبية مئة بالمئة ماعدا إخراج المسرحية.
كانت في 2011 كنا في مهرجان المسرح الجامعي بسبها، وأنا كنت قد اتفقت مع الأستاذ منصور أن يكون هناك تعاون والأستاذ منصور كان على دراية بعلاقتي مع والدتي وكيف كانت هي الصديقة والأخت والأب، وكانت في أعمالي في المسرح يكون كرسيها محجوزا باسمها وأن تجلس في الصف الأمامي و قد توفيت في عام 2010.
ذكرت ” قال لي منصور ماذا تريدين؟
قلت له أنا أريد مسرحية أعبر فيها عن حبي وتقديري لأمي وكل المحطات التي عشتها معها.. كان والدي معارضا ولكن والدتي شجعتني ودعمتني وتحملت الكثير كي أكون في المسرح، فكتب منصور حكاية طرابلسية كانت هناك تأجيلات منه وعندما اتفقنا في مهرجان المسرح في سبها قلت له مازحة إن لم تحضر لي المسرحية لن أكلمك مجددا. نوهت ” وبالفعل جاء الأستاذ منصور للمهرجان وأول ما التقى بي قال هذه هي مسرحيتك… أخذتها منه وتصفحتها ودخلت إلى قلبي، حيث كتب أشياء لامستني كثيرا. وبعد الثورة انشغلنا بأمور أخرى حيث كانت هناك أشياء أهم ، مثل وضع البلاد واستقرارها.
أعربت ” المسرحية بقيت معي إلى 2013 عندما سافرت إلى القاهرة اتصلت بالدكتور عمر الدوارة مدير مهرجان المسرح العربي لأطمئن عليه بحكم أنه صديق، سألني ماهي المدة التي أنوي قضاءها في القاهرة. قلت له في حدود 15 يوما، فدعاني لافتتاح مهرجان المسرح العربي، والحقيقة أنه لا يوجد أحد باسم ليبيا في أعضاء لجنة التحكيم وأريدك أن تكوني عضوا في اللجنة وبعد إصرار منه وافقت بحكم انقطاعي
وثاني يوم ذهبت إلى دار الأوبرا المصرية على مسرح الهناجر رئيسة اللجنة كانت سميحة أيوب وهناك من العراق وسوريا والسعودية، حيث كانت لمة جميلة وعندما جلست أرجعني الحنين واشتياقي للمسرح وأشياء جميلة وقلت في نفسي يجب أن نقاوم الظروف ليستمر المسرح.
قالت ” انتهى المهرجان خلال 10 أيام تشبعت فيها كثيرا فقررت أن أعود وبدأت الدعوات تأتيني لحضور مهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة والتقيت هناك المخرج جمال عبدالناصر كنت أعرفه عندما كان معدا للبرامج في إحدى القنوات الليبية في مصر أخذت رقم هاتفه وقلت إني سأتواصل معه وهذه كانت البداية العربية مع حكاية طرابلسية.
هل تعتبر خدوجه أن مسرحية حكاية طرابلسية كانت البداية الحقيقية خارج الديار ؟وهي من أسس لعلاقات مع النخب الفنية؟ أجابت ” كنت أرغب في أن يكون اسم المسرحية (حكاية ربيعة ) على اسم والدتي ، و لكن المؤلف أصر أن يكون ( حكاية طرابلسية ) و بالفعل كان هذا الاسم هو الأنسب ، و فهمت المعنى الحقيقي من تسميته بهذا الاسم بعد تعدد العروض ، بالرغم من أنه عندما كتب المسرحية لم تقم الثورة بعد، و كنت أستمتع بكل عرض نعرضه ، و مع تكرار العروض باتت تتضح الفكرة و أفهمه أكثر ، كل عرض أقدمه بعطاء أكثر لدرجة أنني أحيانا أرتج و أخرج عن النص ، لأن تفاعل الجمهور يضيف الإحساس أكثر للمشهد ، و تخيلي للأحداث الواقعية التي تجسدها هذه المسرحية منحها بعدا آخر مما جعلني أخرج عن النص.
لفتت إلى ” أول ممثلة ليبية تعمل مع وزارة الثقافة المصرية “مسرحية ” ( حدث في بلاد السعادة ) للكاتب وليد يوسف ، و إخراج ناجي الغرباوي ، و لكن تبقى حكاية طرابلسية ، هي حكايتي ، و سماها الجمهور حكاية خدوجة ، فهي حكاية أي بنت تعشق أمها ، فالمسرحية تحكي عن علاقة الأم بابنتها و الترابط الأسري ، الحقيقة في كل عرض كان الناس يخرجون من منتصف العرض ، وهذا الأمر كان يقلقني أثناء العرض و لكنني كنت أتفاجأ بهم بعد انتهاء العرض ، يأتون و يهنئوني على الأداء و يعبرون عن تأثرهم الشديد الذي منعهم من إكمال العرض خاصة من فقدوا أمهاتهم ، بالفعل كنت أؤدي الدور بكل إحساسي و أستشعر المشهد بكل ما فيه ، و أتذكر بأن الفنانة الكبيرة إلهام شاهين في عرض مسرحية ( حكاية طرابلسية ) تأثرت و بكت جدا ، و كانت قد فقدت والدتها منذ شهر تقريبا ، فبمشاهدتها لهذا العرض تأثرت جدا ، هذه المسرحية لاقت اهتماما كبيرا. وكتب عنها نقاد كثر من مصر و أشادوا بها جدا. كنت أبحث عن طريقة أدفع بها ، بدأت من الصفر ” كانت بدايتي من مصر و جئت إلى ليبيا ، و لم أقف على أحد حتى يمد لي يد العون و يظهرني ، في الوقت الذي أحيّي فيه الإعلام المصري و الفنانين المصريين ، لأنهم بالفعل وقفوا معي ، و لن أنسى ما حييت وقفتهم معي ، خاصة الإعلاميين و النجوم و الفنانين و أصدقائي ، و يكفي حضورهم للعرض ، حتى أن الإعلام المصري أطلق على العرض مسمى “المهرجان ” و صدقا كان كالمهرجان حيث امتلأ الصف الأول بالفنانين الكبار ، و انتهزنا الفرصة ، و كرمنا بعض الحضور خاصة وأن العرض صادف اليوم العالمي للمرأة ، فعلا سعدت بالحضور و تمنيت أن تكون والدتي من بين الحضور.
أستمع لبكائك الآن وبعد ثمان سنوات من عرض المسرحية ،هل هو تأثر بالنجاح؟و هل هو تذكر لوالدتك؟ أم شعور وطني يجمع كل ما ذكرنا؟
أوضحت “هذا العرض لم يكن مجرد مسرحية فقط ، فهي تعبر عن وجعي و معاناتي و دمعتي ، تخلي زملائي الذين تحدثوا عني بسوء و قالوا عني ما ليس فيّ في اللقاءات ، و هناك بعض الزميلات ، أكررها ” الزميلات ” وهن شخصيتان معروفتان ، قامتا بشن حرب إعلامية ضدي ، كل هذا الخليط من المشاعر اجتاحني في تلك اللحظات ، تذكرت كم كنت مصرة على هذه المسرحية حتى لو اضطررت للبقاء جائعة بدون طعام ، و لكن ما يهم هو أن أوفر ثمن تأجير المسكن ، و الفريق ، و المسرح الذي سنستخدمه بشكل يومي و كان سعر الساعة ب100 دينار تقريبا ، و هذه القيمة على مدار شهر تعتبر كبيرة ، قد لا أستطيع تسديدها ، خاصة و أن عليك دفع القيمة فور انتهاء البروفات، وكنت أبحث عن مسرح أقل سعرا حتى أحتفظ بالمبلغ المتبقي لليوم الثاني ، “كنت نحسبها بالقرش ” قالتها بصوت مبحوح و عينين دامعتين ” فلهذا كلما تحدثت عن الأمر بكيت ” اليوم و أنا أتحدث عن الموضوع شعرت بذات مشاعري في يوم العرض تجتاحني مجددا. و تابعت ” و بعد أن بدأ العرض سمع الليبيون المتواجدون بمصر عن المسرحية ، و بدأ الجمهور بالتوافد ، و زادت نسب الحضور ، و كان من ضمن الحضور الفنانة الكبيرة (إلهام شاهين ) بالإضافة إلى أعضاء السفارة الليبية وكان يوما جميلا جدا ، ما زادني سعادة هو وجود أبناء وطني ، و للحقيقة جمهوري الليبي بمصر لم يخيب ظني يوما ، و كانت مفاجأة سعيدة جدا ، خاصة بعد انتهاء العرض حينما يصعد الليبيون على المسرح و يهنئوني ، و لأنني كنت أعتقد بأن الحضور سيكون ضعيفا ، و كنت أقول لنفسي من سيأتي ليشاهدني و هم لا يعرفونني ، و لهذا كانت تذاكر المسرحية مجانية ، و لم أستفد ماديا و لم أكن أفكر في المكسب المادي ، و لكن ما يهمني هو أنني قدمت عرضا قويا مثل هذا العرض . كيف استطاعت خدوجة ولوج عالم التمثيل في سن مبكرة و تفرض نفسها رغم الجو السائد و الرافض لعمل المرأة بالتمثيل في السبعينيات من القرن الماضي ؟
و هل وجدت المساندة من أسرتها أم أنها خاضت مواجهة معها ؟ أشارت إلى ” عندما كنت صغيرة أحببت الفن من خلال النشاط الثقافي في المدرسة ، بدايتي كانت صحيحة و الحمد لله ، فرزقني الله بمدرسة كانت تحبني و أنا أيضا أبادلها ذات المشاعر ، كانت تشجعني دائما ، ووضعتني في بداية الأمر مع فريق الأداء الصوتي ، و لكنني شعرت بأن هذا ليس مكاني ، و شعرت هي بذلك ، و على الفور نقلتني إلى فريق التمثيل ، و أعطتنا مشهدا و بدأنا نتدرب على ذلك المشهد خلال البروفات ، و أثناء العرض سعد الجميع بالعرض و صفقوا لنا كثيرا ، و ذلك الأمر بعث السعادة في قلبي ، و قلوب الزملاء ، و منها كانت البداية.
أفادت ” بدأت أكبر و بدأ والدي يرفض ذلك ، و انقطعت لفترة عن التمثيل ، و لكنني ععدت و كانت خطواتي الأولى مع فريق ( الجيل الصاعد ) والمخرج المرحوم ” مختار عوبا ” و هو أول شخص شاهد عرضي ، و كان يبحث في تلك الأثناء عن فتاة بعمري ، لنص مسرحي جديد ، و كانت بعنوان “من المسؤول ” و بعدها قدمت عرضا آخر مع ذات الفرقة ، و استمررت لفترة و توقفت مجددا لأن والدي منعني من التمثيل ، و لكنني عدت من جديد بعرض مسرحي للمخرج ( عبدالله الزروق ) بعنوان “متجوز سبعة ” للمؤلف الراحل ( فرج اغناو ) ، وهنا بدأ حبي الحقيقي للمسرح لأني كنت أكبر سنا عن قبل ، و استمررت لأعوام على ذات المنوال ، أعود للمسرح و يمنعني والدي ، وهكذا كنت في كل مرة أصر أكثر على حلمي ، إلى أن اقتنع والدي و سمح لي بالتمثيل بالمسرح .
أردفت ” كانت الخطوة التالية بعد موافقة والدي هي اختيار المخرج الكبير السيد ( حسن التركي ) لمسلسل “الهاربة “وكانت هذه المرة الأولى التي أظهر فيها في مسلسل ، من إعداد الأستاذ “محمد القمودي ” و كانت عن القصة العالمية بائعة الخبز و كانت هذه نقطة التحول في حياتي ، واستمررت لفترة في التمثيل و انقطعت و بعد ذلك تزوجت من المخرج الراحل( الفيتوري العايب ) و استمرت الرحلة و كان هو السند الحقيقي و دعمي و كان هو الدافع وراء استمراري إلى هذه اللحظة و نجاحي ، و كان نعم الزوج و الأخ و الصديق و الأب و كان كل شيء .
و تحدثت ” كان الفيتوري يعيش بإيطاليا و درس سينما الأطفال ، تعرفنا على بعض و قررنا الزواج ، و من هنا استمر حبي للفن و إيماني بأن الفن رسالة مهمة جدا و قوية ، و أخلصت لهذا المجال ، لدرجت أنني مهما حاولت العمل بمجال آخر لا أحقق النجاح الذي أرجوه كأن أصبح مديرة شركة ، و لكن للأسف الأعمال الإدارية لم تكن من هواياتي ، فلهذا عندما قررت العمل في مجال آخر عملت كمنتجة منفذة في العديد من أعمال التلفزيون الليبي و أنتجت فيما بعد بنفسي عدة أعمال من بينها ( حكاية طرابلسية ، فيلم زهرة البنفسج ، و الآن أستعد لإنتاج عمل مسرحي جديد مونودراما ، و هو للكاتب ( عبد الله الزروق ، و للمخرج جمال عبدالناصر ) و سيكون الإنتاج مشتركا مع مسرح آفاق ، و المخرج مدير الفرقة ” هشام بسمبطي ” فعندما تكون مخلصا لعملك و تشعر بأنك على الطريق الصحيح و تسعى لتقديم كل ما في وسعك فحتما ستتحدى كل الصعوبات ، و أيضا لا أنسى الإعلام الليبي و دعمه لي حتى عندما كنت مغتربة كانت الصحافة الليبية تدعمني بالكلمة الطيبة ، ودائما ما كنت أقول بأن أسباب النجاح هو توفيق الله و الإخلاص في العمل و دعاء الوالدين فلهذا كل شخص يخلص في عمله سيصل لما يتمنى و يحقق النجاح بالتأكيد. كيف حافظت خدوجة على الاستمرارية رغم المصاعب و العوائق ؟
أكدت ” حبي لمهنتي واحترامي لجمهوري الذي يدعمني دائما هما سبب توفيقي ، و المسرح علمني أشياء كثيرة و ولد لدي درجة كبيرة من الصمود ، ودرجة كبيرة من الحب و احترام للجمهور و أخلصت و أعطيته كل عمري و شبابي ، بالرغم من أن المسرح ليس مكسبا للفنان ، و لكن المكسب الحقيقي هو اللقاء المباشر مع الجمهور و ملامسة انفعالاتهم ، و لهذا ما يسعد الفنان بالدرجة الأولى هو اللقاء المباشر مع الجمهور ، و بعد ذلك توالت نجاحاتي في السينما الليبية ، و التلفزيون و الإذاعة ، و كل هذه الوسائل منحتني فرصة و أدوارا كنت أجد نفسي بها و أخرى لا أجدني فيها ، و لكن العمل لا يقف عليّ فقط و إنما يمثل الجميع من ممثلين و مخرجين و كتاب و إخراج و إضاءة و ديكور و غيرها ، فلهذا حتى لحظات الفشل تعلمت منها كثيرا فالإنسان يجب أن يحب لحظات النقد و يستمع و يتعلم منها جيدا ، حتى و إن كان الكلام جارحا و لكن هذا ما سيعلمه و يصقله ، و يتعلم الاستفادة من الأخطاء و يطور من نفسه ، من الأكيد أنني فشلت في عديد الأدوار و لكن تلك الأدوار كانت دافعا للاستمرار ، لأن هدفنا الأساسي إرضاء المتلقي ، و الذي يوجهك إن أخطأت ، و أنا لا أحزن من النقد البناء و لكن ما يحزنني هو النقد الذي يدس الحقد بين طياته فهو ما يؤلمني قليلا و لكن بشكل عام أتقبل النقد و أحاول دائما التطوير من قدراتي حتى أكون في عملي الجديد أقوى و أجمل
. تابعت ” تلقيت عدد 17 جائزة عربية كأحسن ممثلة وذلك عن مسرحية حكاية طرابلسية حيث عرضت كمسرحية افتتاحية لأكثر من مهرجان بمصر و زرت عدة مدن عرضت خلالها ، و أيضا عرضت بتونس عدة مرات ، و في الأردن، و المغرب مرتين ، و الإمارات أيضا ، وبقيت حكاية طرابلسية عربيا رغم كل ما عشته منذ استلامي للنص إلى تنفيذي للعمل بكل صعوباته ، و لكن مازال حلمي بعرض المسرحية على الجمهور الليبي الكريم داخل وطني ناقصا ، فأنا أتمنى أن أقدم عرضا بكل المدن الليبية ، و أن يكون العرض الأول بمدينة طرابلس ، مدينتي الجميلة و مدينة كل الليبيين ، و هذا العرض سيكون آخر عروضها و لهذا أتمنى أن يتوج هذا العمل بعرضه على جمهور وطني ، حتى يكون ختامه مسكا ، و بالرغم من تصويري للمسرحية إلا أنني لم أقم بإرسالها للقنوات ، و ذلك حتى يتم العرض على خشبة المسرح و من ثم سأبيعها للقنوات الفضائية. نوهت ” كلمة أخيرة حول حكاية طرابلسية التي كانت بمثابة رسالة لكل من ظلمني و اتهمني بأنني أتبع نظاما معينا أو بأني مع و مع ، و لكن هذه المسرحية كانت ليبية حتى أؤكد لهم بأنني بنت الوطن بنت ليبيا و بأنني على المسرح و لست على السينما و لا التلفزيون استطعت بموهبتي التي وهبني إياها الله أن أحقق النجاح ، و أعرض بعدة مدن ، و المسرح معروف للجميع بأن النجاح الحقيقي للفنان هو المسرح ، و أنا قدمت نفسي للمسرح ، و هي رسالة مهمة و كبيرة لكل من ظلمني .
تلاحقك الكثير من الشائعات و الاتهامات أحيانا بالمرض و أحيانا بأنكِ ضد فبراير هل هي ضريبة النجاح؟.
أفادت ” بدأت الشائعات بشكل ملفت للنظر و غير عادي أحيانا بالموت و أحيانا بالمرض ، و من شدة الشائعات أذكر بأنني في إحدى المرات كنت مسافرة إلى تركيا و وقعت على رجلي فإذا بهم ينشرون شائعات بأنه قد ضربني شاب ليبي بالمطار ، ياله من أمر مضحك ، ففي نهاية الأمر أنا إنسانة معرضة للسقوط و المرض ، و لكنني دائما ما أتجاهلما أتجاهلها حتى أكمل طريقي ، لا أشاهد أيا من تلك الشائعات ولا أتتبعها ، و حتى بعض الأصدقاء قد يرسلون لي الشائعات و تتملكهم مشاعر الغضب اتجاهها و لكنني أطلب عدم إرسالها لي فهي ستأخذ بعض الوقت و تختفي كما بدأت ، و أذكر في إحدى المرات حينما نشروا خبر موتي كنت أحتفل بذكرى ميلاد ابنة صديقتي ، فالمشاهدون أصبحوا يتتبعون الأخبار و باتوا أكثر وعيا بالأخبار المزيفة من الحقيقية .
أعربت ” هناك أكثر من 15 صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي لا تمتّ لي بأي صلة ، و قمت بالإبلاغ عن البعض و أغلقتها و لازلت أحاول إغلاق الباقي ، فلهذا أطلب من جمهوري عدم تتبع تلك الصفحات و صفحتي الشخصية الوحيدة هي التي يصل فيها عدد المتابعين لأكثر من 200.000 متابع ، و لا تصدقوا تلك التي تطلب المال من المتابعين بأنني أوزع الأغنام و غيرها من الشائعات.
هل تشعر خدوجة بأن وراء ذلك أناسا من الوسط الفني فشلوا في تحقيق ما وصلتِ له ؟ نفت ” لا أعرف هوية الأشخاص الذين يحاربونني و إن كانوا من الوسط الفني أم لا ، و لكن الأمر ليس بجديد فقد استمر لسنوات ، فعلى العموم هي ضريبة النجاح و الشخص الناجح دائما حوله أعداء ، و لكن الحقيقة بأنهم يجهلون بأن هذا العداء و المحاربة ، هي ما يمنحني الطاقة للكفاح و الاستمرار ، و أن أعمل على تطوير نفسي ، و لكن أنا متأكدة بأن من يعرفوني لن يصدقوا و سيتعاملون مع الشائعات بطريقة سليمة ومن لا يعرفني أتمنى أن يتعرف علي من خلال صحيفتكم.
ماهي الخطوة التالية ؟ هل ستعودين للقاهرة في رحلة بحث جديدة أم البقاء في ليبيا في انتظار عمل فني جديد؟
و ذكرت ” القاهرة أو مصر بشكل عام بلدي الثانية ، و هي التي احتضنتني في أسوأ ظروفي ، و في وقت كنت فيه تعبانة نفسيا ، و أتاحت لي فرصة العمل مع كبار الممثلين ، في التلفزيون و المسرح و السينما ، لن أنسى ما حييت فضل جمهورية مصر العربية و كل من وقف معي ، من صحفيين و إعلاميين ، و قريبا سأذهب إلى مصر ، لأن هناك أكثر من عمل في انتظاري ، و عندما سيكون لدي عمل في ليبيا سأعود للتصوير سواء في ليبيا أو خارجها ولن تنقطع علاقتي بمصر الحبيبة بإذن الله.
ما هو سر عدم ولوج خدوجة صبري للأعمال التاريخية هل هو قصور في اللغة العربية الفصحى؟ أم أن خدوجة لا تجد نفسها في مثل هذه الأعمال؟ أكدت ” في بداياتي عندما كان عمري 13 عاما قدمت مسرحية ” الحضيض ” للكاتب العالمي ( مكسيم جوكي ) و المخرج ( عبدالله الزروق ) ، و قدمت العديد من المسرحيات بالفصحى العربية عندما كنت بالمسرح القومي ، و كان آخر عمل مسرحي في مصر (حدث في بلادي السعادة) تأليف وليد يوسف و إخراج مازن الغرباوي ، وهي أيضا كانت باللغة العربية الفصحى ، و من إنتاج وزارة الثقافة المصرية و كنت سعيدة بأن أمثل ليبيا بهذا الحدث المسرحي الكبير ، و عرضناها لمدة سنة و نصف ، على مسرح السلام و كان بحضور ليبي كبير و المسرحية كانت كبيرة ، ما زلت مستمرة في تقديم الأعمال بالعربية الفصحى ، و عندما أجد فرصة جيدة فأنا لا أمانع أبدا . نوهت ” ربما استمررت لفترة كبيرة في الأعمال الاجتماعية ، لأن الناس لا تفضل الفصحى كثيرا في العروض المسرحية ، و في حال أنتج عرض بالفصحى ، فإنه سيكون للعرض بمهرجان ، و لا يتم عرضه كثيرا على المسرح لأنه لا يلاقي رواجا كبيرا ، و لهذا السبب لا ننتج عروضا كثيرة من هذا النوع و ليس لأنني قد أجد صعوبة في تقديم العروض بالفصحى .
ذكرت ” أول عرض كان في إذاعة ( نسبيرو ) راديو المصري ، مسلسل ( سفيان التاولي) 30 حلقة ، من تأليف الدكتور وليد يوسف و إخراج الدكتور محمود محجوب ، و كان هذا أول عمل و أول ممثلة تدخل الدراما المصرية ، و كان هذا العمل أول عمل تقدمه إذاعة القرآن الكريم القاهرة، كانت هي أيضا باللغة العربية الفصحى بطولة الفنانة الكبيرة مديحة حمدي ، و النجم طارق دسوقي . كيف تقيم خدوجة صبري الحركة الفنية في ليبيا مسرح ، مسلسلات ، برامج ؟
بينت ” لا أستطيع تقيم الحركة الفنية في ليبيا و لكن في الحقيقة هناك تحسن كبير في الأعوام الأخيرة خاصة العاميين الماضيين هناك أسماء كبيرة و كثيرة و ممثلات و ممثلين و أيضا تقنيين ، هم كذلك أصبحوا يواكبون التطور من حولنا و باتوا يستخدمون تقنيات جديدة و معاصرة ، و أنا أحيي كل الزملاء و الزميلات الذين عملوا بأبسط الإمكانيات و أنا أعي جدا مدى المعاناة التي يواجهونها و لكن مع هذا إصرارهم كبير ، و بالفعل شهدنا قفزة في الدراما الليبية خلال هذه الأعوام ، و خاصة المخرج الشاب الرائع ( أسامة رزق ) و الكاتب المتميز ( سراج هويدي ) ، و إنتاج المنتج الكبير (وليد اللافي )
استرسلت ” أيضا المخرج الذي عمل بتقنية عالية جدا ( الزابطية ) الذي قدم أكثر من عمل ، و تعمل شركته بطريقة رائعة جدا ، في الحقيقة أنا أشكرهم على عملهم بحب ، فالمبدع الليبي موجود رغم كل الظروف ، و لكن عودة الحياة التي نطالب بها هي موجودة بهذه الأعمال ، لهذا أقول لهم استمروا القادم أفضل بإذن الله . كل الشكر لك ، و أحيي كل قراء الصحيفة التي اهتمت بهذا الحوار الذي بالفعل كان من القلب ، و أتمنى أن يصل لقلب كل القراء.