حديث التأجيل إلى حين إيجاد الكومبارس

حديث التأجيل إلى حين إيجاد الكومبارس

بقلم :: أحميد اعويدات

على ما يبدو في خفايا السّاحة شرقي البلاد بدأت الفوضى ،و أصبح الامر واضحاً أن الكرسي قد أصبح شاغراً في إنتضار الخليفة المرضي عنه من قبل الإمارات و فرنسا ليمسك بزمام الامور هناك.
تتوالى التصريحات و كذلك اخبار المكالمات من طرف كثيرين أبرزهم كان المبعوث الخاص للأمم المتحدة ،و الذي يحتاج الكثير من علامات التعجّب كذلك و الذي في نظر الكاتب قد كان مجرد حقنة مخدرة لا اكثر بسبب ما قد ينتج عن نتاج خلو الكرسي في شرقي البلاد و الفوضى الناتجة عن الصراع الممكن حدوثه هناك .
و هوا صراحة ما يضفى شكوكا على دور السيد سلامه هنا ،و على ما يبد كذلك ان تأجيل الإعلان إلى الآن قد يكون بسبب عدم رضى بعض الاطراف الممولة للعملية عن الوجوه الموجودة حالياً في الساحة و البارزة في العملية نفسها.
الغموض المحيط بحالة الجنرال سببه ان الموضوع ليس مختص بليبيا فقط كما ذكرت سابقاً ،فالبديل يجب أن يكون يهم حكومات المصريين والإماراتيين والفرنسيين والقطريين أكثر بكثير من أهميته للشعب الذي يعاني من هذه الحكومات فالدور الذى يلعبه الرجل فى ليبيا مرتبط بمصالح هذه الدول في شمال إفريقيا فى خضم تطور الأحداث في الساحة المصرية و التونسية كما فى هذا البلد ،لذلك تداعيات غيابه تمثل منعطفا مهما فى مسار سياساتها وأداءها على الساحة الليبية وقد تؤدي إلى تطورات لا تحمد عقباها بالنسبة لهم.
المعنى من غيابه في هذه الحالة لا يعني الموت ،بل ان يصبح فى حالة لا يكون فيها قادراً على اداء المهام الموكلة إليه من قبل البرلمان او الاطراف الداعمة له الخاصة التي يختص بها القائد العام ،خاصة وان عدم خروجه على الاعلام المؤيد له أو حتى المنحاز لصفه لإنهاء الجدل على حالته ،يعنى منطقيا ان حالته الصحية لا تسمح بذلك بتاتاً لذلك وجب التدخّل من قبل الاطراف الدولية لتأجيل الحدث الحاضر لذا فمسألة الخلافة قد أصبحت على طاولة الدول الإقليمية الان .

و المسألة و السؤال المطروح في كل الأرجاء الان بإلحاح هو من سيكون “الخليفة” هي ليست قضية ليبية تخضع للبرلمان أو قراراته وقواعد الأقدمية التى تملى ان يخلفه فى موقعه كما في باقي الدول ،لكن هي قضية إقليمية لفرض ستتداخل فيها العلاقات الخاصة و جميع الاطراف بين الجيش وبين تلك الأطراف الإقليمية والدولية الداعمة له ،التى ترغب بالتأكيد فى استمرار تلك العلاقات والحفاظ على الأصول التى تملكها فى ليبيا فى مناطق سيطرته ،والتى تتمثل كبداية في منطقة الهلال النفطي و تنتهي في الحدود الجنوبية و الشرقية .
لذلك يمكن ان نفترض ان هذه الدول تفضل ان تكون الخلافة من داخل الدائرة المحيطة بالرجل أو حتى من ابناءه ربّما في تكرار لسيناريوهات سابقة مرت على البلاد من قبل ،وليس لمجرد الامتثال لقواعد الأقدمية وهنا يبرز اسم الجنرالات المقربين له من قبيلته أمثال عون.
من هنا
يمكن لآي مختص بالشأن الليبي ان يفهم ما تسير إليه الأوضاع الحالية مابين طريقين و كل هذه السرية المفروضة حول حالة الرجل واستمرار حالة الغموض ،او التأجيل الواضح للإفصاح عما يجرى ،والتى تساهم فيها التصريحات المختلفة والمتناقضة عن حالته والتى يبدوا ان اجهزة العمل السرى لتلك الدول صارت تلقى بكل اصولها فيها
على الطاولة بينما يشاهد الليبيون و يحاولون أن تكون نتائج هذا التغيير عليهم بأخف الاضرار و ما علينا إلّا الإنتضار.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :