.. قال الإمام الغزالي : “
من طلب الحقيقة من الألفاظ هلك“…
الإرهاب .. هذا المصطلح الذي بات يتكرر كل يوم على شاشاتنا بدون ان نعي ان المقصود به ربطه بالإسلام والمسلمين في اللاوعي وترسيخ مفهوم أن الإرهاب هو فقط مقتصر على المتطرفين من المسلمين .. حتى بات من المسلمات عند ذكر هذا المصطلح أن يتبادر لذهن السامع أن عربي/مسلم في مكان ما على ظهر البسيطة قام بقتل أبرياء .. أما عندما يتعلق الأمر بعمل من نفس النوع (قتل أبرياء) ويكون المتهم فيه من غير العرب/المسلمين فلا يذكر بتاتا مصطلح الإرهاب ويتم البحث عن مسببات ودوافع وربما حتى تبريرات للعمل الإجرامي .. حتى بات المسؤولين السياسيين لا يتورعون عن القول “لا يتعلق الأمر بالإرهاب” في إشارة إلى ان المتورطين فيه ليسوا عرب وليسوا مسلمين.
-
-
-
- ليس من محض الصدفة أن تغرقنا وسائل الإعلام العربي والمستعربة (الأجنبية الناطقة بالعربية) بهذا المصطلح وتحاول ترسيخه في عقولنا وربطه بجرائم الجماعات الإسلامية المتطرفة (والتي يوجد رديف لها في كل الأديان والمجتمعات حتى المتطورة منها) ، وللأسف نادرا ما يتم الرد أو ايضاح ورفض ان يتم اقتصار هذا المصطلح على العرب المسلمين (رغم أنهم الضحية الأولى لهذه الجماعات المتطرفة) والتي ساهمت السياسات الغربية والنظام الدولي المختل الموازين في دعمها ومدها بكل مبررات وجودها. * * * * الخطير في الأمر ان هذه الحرب الموجهة بطبيعتها ضد الطرف الأضعف إعلاميا وماديا تتخذ وسيلة لتبرير ضربنا وتدمير مدننا وإبادة سكانها وتهجيرهم والإطاحة بأنظمة قائمة – بإختصار تحويل دولنا لدول فاشلة وحاضنة لكل الأفكار المتطرفة والعدمية.
-
-
-
-
- لسنا بحاجة إلى حرب جديدة على الإرهاب فقد رأينا نتائج حرب بوش على الإرهاب في أفغانستان والعراق .. والأن يتم التحضير لحرب جديدة على نفس العدو (الإرهاب) في سوريا وربما قريبا (ليبيا)… ما نحتاجه هو محاربة أسباب تفشي ظاهرة إنضمام افواج جديدة لهذه الجماعات المتطرفة واعتناقهم لأفكارها العدمية الظلامية (الموجودة منذ الأزل) والإعتراف الدولي الصريح وبدون مواربة أن الهمجية الغربية واحتلال دول (أفغانستان والعراق والإطاحة بأنظمة مستقرة وترك البلاد في فوضى) كان السبب الرئيسي في توفير بيئة حاضنة لترعرع هذه الأفكار العدمية.
-
-
-
-
- على الغرب إن كان صادقا في محاربة “الإرهاب” أن يبدأ في محاربة الجشع واللامبالاة والإستغلال – جشع شركات السلاح والنفط واللامبالاة تجاه شعوب الأرض وأرواحهم ودمائهم وإستغلال ثرواتهم واستنزافها وترك الدول الفقيرة تغرق في فقرها.. وعلى ساستنا واعلامنا ان يغيروا من خطابهم الاستجدائي والتبريري والدفاعي وعليهم إيصال الرسالة التالية : “إما أن نعيش في عالم أكثر أمنا وتوازنا وعدلا .. وإما أن نموت ونحن نحاول” هذه الرسالة للأسف يقوم اللاجئون يوميا بإيصالها بأجسادهم ..وعلينا جميعا أن نعيها ونصرخ بها بأعلى صوت.. لنا الحق في أن نعيش بكرامة فوق أرضنا. . . . . .
-
-
بقلم / حسن الوافي
المشاهدات : 260