حوار : بية خويطر.
شهد مركز سبها الطبي في الآونة الأخيرة تحديث وتحسين هيكل المركز بما في ذلك التحسينات في التصميم الداخلي والخارجي والتجهيزات الطبية والتقنية ، لتوفير بيئة ملائمة للمرضى وذويهم
حيث استحسن عدد من المواطنين الخدمات المقدمة بعد تطورها وتعزيز جودة الرعاية الصحية . بينما ظل البعض ينتقد القصور اللاحق بمستوى الخدمات الطبية المقدمة من المركز الصحي الوحيد على مستوى فزان.
فسانيا التقت مدير مركز سبها الطبي حسين أبوزهوة وكان الحوار معه ثريا وشفافا.
وقال أبوزهوة لـ”فسانيا”: إنه فور تكليفي باستلام مهام وإدارة المركز قمنا بعدة جولات تفقدية من ناحية التجهيزات والإمكانيات ، حيث تبين أنه يحتاج للانطلاقة من نقطة الصفر من جميع النواحي ، وأنه لاتوجد به أي مقومات أسوة بالمراكز والمستشفيات بالمناطق الأخرى ، ووجود قوًى خفية أشبه بالعصابات تسعى لتدمير كل ماتم بناؤه واصفا المركز قبل تطويره بالبيئة الضارة بالبشر حسب قوله.
وأضاف أنه تم وضع خطة مستعجلة حيث بدأ فريق العمل في التعامل مع جميع مشاكل المركز بشكل موازٍ، بدءًا من مشكلة توفير العناصر الطبية ، والطبية المساعدة ، وتوفير الأجهزة الطبية، وصولا إلى صيانة المباني من الداخل والخارج وتلبية الاحتياجات وتوفير الأدوية بشكل كامل ، وحتى توفير وجبات الغداء للموظفين.
و تعهد أبوزهوة بجعل مركز سبها الطبي رائدًا في ليبيا والأول يضاهي كافة المراكز على كافة الأصعدة.
وتابع “أبوزهوة” أن أعمال الصيانة العاجلة شملت دورات المياه والمكاتب والواجهة الأمامية، وتشغيل العيادات الخارجية لتكون خط الدفاع الأول للمركز لتخفيف العبء على المركز الداخلي والإيواء، بالإضافة إلى افتتاح قسم الولادة وتم تزويده بغرفتين للعمليات للحفاظ على الخصوصية و الذي يعتبر نقلة نوعية للمركز وتوفير 3 أجهزة تخدير ، وافتتاح قسم الحروق والتجميل،و تم استحداث قسم الدعم النفسي وقسم جراحة العمود الفقري والمخ والأعصاب وكذلك تم البدء في صيانة مبنى المعدية.
وأوضح أبوزهوة ، أن الميزانية تصل على أنها مستشفى عادي على الرغم من أنه مركز يغطي كل المنطقة الجنوبية.
أما بخصوص الصيانة والتطوير أبدى أبوزهوة استياءه من عدم تخصيص ميزانية لصيانة المركز وتوفير احتياجاته، وأكد أن فريق الصيانة بدأ في القيام بالأعمال المطلوبة بعد الحصول على الأذونات وتكليفهم بذلك .
و أشاد بجهود وزارة الصحة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية ، في منحهم التصاريح التي تعزز خدمات المركز وترقى بمستوى المواطنين في الجنوب.
وأشار إلى أنه لم يتلقَ المركز أي دعم مالي أو تأمين موارد لوجستية من المنظمة الدولية المعنية بالصحة.
وأكد أنه تمكن من إعادة فتح البرج “A” المتكون من ستة أقسام والذي كان مغلقًا منذ عام 2006 ، ولم تنجح أي إدارة سابقة في سحبه
وأشار إلى أن لديه 400 سرير في الوقت الحالي، وناشدت الإدارة وزارة الصحة بتوفير 700 سرير، وذلك بوجه خاص نظرًا لأن مركز سبها الطبي يلعب دورًا مركزيًا في تلبية احتياجات جميع المناطق الجنوبية.
ونوه ، صدر قرار بتوقيف عدد من الأخصائيين بسبب استغلال المرضى لصالح العيادات الخاصة التابعة لهم وتم إحالتهم للتحقيق، ولكن القرار واجه اعتراضًا من الأطباء داخل المركز ولم يتم تنفيذه، بدلاً من ذلك تم تكليف الشؤون الطبية وتحملهم المسؤولية في حال قصر الأطباء في أداء مهامهم.
وحث المدير العام للمركز كافة المواطنين على تقديم شكاواهم باستخدام الوسيلة المخصصة. مؤكدًا أن جميع الشكاوى سيُنظر فيها بعناية وسيتم فتح تحقيق فوري في الجهة المسؤولة.
أما فيما يتعلق بالتسويات المالية للكادر الطبي والإداري، فأشار إلى أنه تمت التسوية لمركز سبها الطبي والمجمع من قبل وزارة الصحة، حيث تم تعديل مرتبات الأطباء، بالإضافة إلى صرف جزء كبير من مستحقات بعض العناصر الطبية والطبية المساعدة ، وإحالة الجزء الآخر للوزارة للنظر في أوضاعهم ، وأوضح أن آلية صرف المستحقات يتم تنفيذها إما عن طريق الصرف المباشر أو تحويلها للصندوق العام.
وأكد تم توقيع عقود مع الشركات لجلب عدد من الفِرَق الطبية الزائرة إلى المرفق الصحي في منطقة الجنوب، بهدف إجراء عمليات جراحية كبيرة مثل عملية القلب المفتوح ، من دولتي تونس وألمانيا ، وستبقى هذه الفِرَق الزائرة لفترة طويلة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر ، لافتا أنه تم وضع شرط في العقد يفرض على هؤلاء الزوار تدريب عدد من الأطباء المحليين.
ومن جهتها أكدت المواطنة هناء بشر على التحسن الملحوظ في تقديم الخدمات في المركز الطبي وتوفير جميع وسائل الراحة للمرضى ومرافقيهم، بالمقارنة مع الماضي عندما أطلق عليه اسم من قبل المواطنين “ورشة سبها الطبي”.
ودعت بشر المواطنين في الجنوب لترك العيادات الخاصة التي استغلت المواطنين على مدار السنوات السابقة نظرًا لغياب المستشفيات العامة.
وأبدت الرغبة في أن تقوم إدارة المستشفى بتنشيط قسم طب الأسنان بشكل فعال، حيث يعمل الفريق الطبي فيه على مدار 24 ساعة، وذلك لتخفيف الأعباء المالية على المواطنين.
أضافت المواطنة سالمة الترهوني أنها تعرضت لولادة مبكرة استدعت إجراء عملية قيصرية عاجلة في مستشفى سبها الطبي ، حيث تفاجأت بارتقاء مستوى الخدمات المقدمة ، ولاحظت تغييرًا فوريًا في سلوك الممرضات في القسم، وذلك بتحس أساليب التعامل معها وتم تقديم الرعاية المثلى لها ولمولودها على جميع الجوانب.
وأعربت زهاية عبدالسلام عن استغرابها لتلقيها أقراص CD فارغة المتعلقة بجهاز الرنين لأكثر من ثلاث مرات، ولم تتمكن منذ أشهر من الحصول على تقرير طبي يساعدها على تشخيص حالتها الصحية لتلقي العلاج الملائم.
وأكدت زهاية على ضرورة توفير أخصائي متخصص في استخراج التقارير الطبية، وطالبت بإلغاء فكرة استخدام الأقراص الفارغة. كما طالبت بتوفير أجهزة تصوير حديثة ، بهدف تخفيف الأعباء على المواطن السبهاوي وتجنب السفر إلى مدن الشمال للحصول على الخدمات الطبية المتطورة.
أثنت المواطنة سعاد صالح على الجهود التي تبذلها إدارة المستشفى في استقطاب الفرق الطبية، وخاصة قافلة العيون التي حظيت بترحيب كبير من قبل سكان المنطقة الذين يعانون من صعوبة الوصول إلى الخدمات الطبية والسفر إلى الخارج للعلاج.
وأضافت أن أحد أفراد عائلتها تم إجراء عملية زرع قرنية له بدون أي وساطة وتم فحصه من قبل اللجنة المختصة.
في حين أكدت مصادر داخلية مطلعة في قسم العيون بالمركز، أن القوائم المخصصة لعمليات زرع القرنية تم ملؤها بشكل محسوب وتم تفضيل أقرباء الكادر الوظيفي والطبي، دون إبلاغ باقي المواطنين عبر صفحة الفيسبوك المرتبطة بالمركز.