بقلم :: محمد السنوسي
منذ ان غادرته تلك الايقونة المراوغة وبعد سنوات لم يعد ينصت لنبضه ، لم يعد يصدق هذا النبض بل لم يعد يثق في ان هذا النبض سيجيد حتى العثور على بوصلة الوجد ..ذهب في المتاهات حتى انحنى وجدانه من اللهاث ، و فقد حاسة الاحساس بالاشياء.. تداعت عليه الحكايات الحالمة لكنه لم يذعن . تمادت في جسده الجراح من لعق ذكريات موجعة .ولم يعد للسحر مذاق كانت هي تجول في الاركان وتحوم من اعشاشها بجناحيها ظنها كأي كائن رقيق مر مثلما اي طيف سرعات ماسيتلاشى اثره..لكنها عصفورة تناغي السحر وتزرع البهجات المؤقتة واستغرب نفسه ونبضه واحلامه المفاجأة التي تكلست لسنون ليست بالقصيرة وخلفت في اضلاعه ندوب اصبحت علامات طريق معبأة بالأسى…كيف كانت هذه الطفلة في الحياة المتوقفة والبحر الواسع الذي يشبه الهدوء الخادع، يشبه صوتها الذي لايخطيء نبراته وهي تبتسم ، تلمس قلبه فلم يتعرف عليه كانت ملامحه ا غريبة فليس هو الذي يتوقف كثيرا امام نداءات عابرة..لكن توقفه هذه المرة وتكرار ذات الحلم جعله يكابد التعرف على ذاته!!توقف وجس نبضه فتلك الكلمات المقروءه غريبة على مسامعه..ذلك السحر المنبعث من الجفون ليس عاديا..عصفورة ظن انها عابرة ستذهب عبر فضاءاتها وسمواتها مثلما اي عصفورة حطت على غصن بالقرب منه ثم تجفل!! لكنها لم تجفل فقد اصبحت كل صباح ترسل تغاريدها عبر نافذته التي تهافتت عليها التغاريد…لكن تغريدها كان يختلف ..كان يصدح في قلبه فيعزله عن كل ماحوله من تغاريد تتزاحم ..انه لم يعد يتعرف على نفسه..نعم هي عابرة..اراد ان يقنع نفسه ان نبضه لن يعود وان جسده الواهن لن يهتز لنسمات عابرة.
لكنها سكنت واوغلت في نبضه ودست شفتاها تغرد بصدى آخذ في قلبه…بدون ان يشعر تتبع خطواتها واخرج ريشة الوانه لتبللها بحضورها وشرع يرسم ملامحها في النبض حتى لاتغادر عصفورة فارسة نبيلة حتى وان كان قلبها يسافر بعيدا عنه.