آمنة الفضل
بَاتَت الْحَيَاة جدّ قَاسِيَة مُؤْلِمَة لَا تَنْفَكُّ عَنْ هَزَم الْأَحْلَام الْبَعِيدَة الْقَرِيبَة ، عَن إغْدَاق أَرْوَاحَنَا بكؤوس الْمَوْت وَإِهْدَار مَا أُوتِينَا مِنْ سِنِينَ فِي بِئْرٍ مِن الْأَوْجَاع بَيْنَمَا تَقِف متباهية بانتصارها عَلَى جَمَاجِم الْوَاقِعِ الَّذِي أَضْحَى مَصّاص دِمَاء لفظته مَقْبَرَة السِّيَاسَة وَالْأَدْيَان فَبِتْنَا لَا نَدْرِي مَا هِيَ الْحَيَاةُ و مَا هُوَ الْمَوْتُ
. . * كَثِيرًا مانؤمن بِأَنَّهُ لَيْسَ لِلْحَيَاة قِيمَةً إلَّا إذَا وَجَدْنَا فِيهَا شَيْئًا نناضل مِنْ أَجْلِهِ فَهِي شُعْلَةٌ إمَّا أَنْ نَحْتَرِق بنارها أَو نطفئها وَنَعِيش فِي ظَلَامٍ وَإِن حَيَاتِنَا بِلَا فَائِدَةٍ مَوْت مُسْبَق وَأَنَّهَا رِوَايَة جَمِيلَة عَلَيْك قِرَاءَتِهَا حَتَّى النِّهَايَة فلاتتوقف أَبَدًا عِنْدَ سَطْرٌ حَزِينٌ فَقَدْ تَكُونُ النِّهَايَة جَمِيلَة لَكِن بِجَانِب أَدْرَكْنَا أَنَّ الْحَيَاةَ ثَمِينَة عَلَيْنَا أَيْضًا أَنَّ نَعْي أَن نُفُوسِنَا أثْمَن . . * الَّذِي يَدُورُ الْآنَ عَلَى وَجْهِ الْوَاقِعَ هُوَ أَشْبَهُ بأسواق قَذِرَةٌ يُبَاعُ فِيهَا كُلُّ شَيِّ ابْتِدَاءً مِنْ الضَّمَائِر وَانْتِهَاء بِالْأَرْوَاح ، لَا أَحَدَ يَرَى الْآخَر فَالْجَمِيع ينهشون بَعْضًا يتكالبون عَلَى كُلِّ مِنْ يَسْقُطُ سَهْوًا أَوْ بِقَصْدِ ، يئدون الثِّقَة ، ينبشون سُوءُ الظَّنِّ وَيَحْمِلُون بَيْن أَصَابِعَهُم خِنْجَرًا مَسْمُومًا يَتَرَقَّبُون لَحْظَة أَن تَغْمُض عَيْنَيْك فَلَا تُعَدُّ قَادِرًا عَلَى مُغَازَلَة حِلْمُك الْجَمِيل ثانية…